خبر فتى شاب من لحم ودم- يديعوت

الساعة 08:31 ص|26 مايو 2010

فتى شاب من لحم ودم- يديعوت

بقلم: عنات ميدان

 بعد شهر بالضبط سيكون قد مر أربع سنين منذ وقع غلعاد شليت في الاسر، وبعد 1460 يوما سترمى في الهواء مرة أخرى الكلمات المغسولة على نحو مرهق: "غلعاد ابننا جميعا"، و "سنفعل كل شيء من أجل تحريره" وما أشبه. لكنه في واقع الأمر في غزة لا في متسبيه هيلا. وهو في واقع الامر لم يعد يشغلنا. فقد اختفت عن شوارعنا اللافتات الكبيرة التي صرخت باسمه "النجدة"، وما يزال يمكن ان نرى هنا وهناك سيارات مع ملصقة مقشورة: "غلعاد شليت ما يزال حيا"، تذكيرا بأيام كان فيها جندي المدرعات الأسير ما زال يقلق الحياة العامة الاسرائيلية.

        لكن مصير غلعاد دفع الى الهوامش. وهكذا تكون الحال عندما يكون رئيس الحكومة مشغولا بتخويفنا من التهديد الايراني، ويتحدث مرة بعد أخرى عن الفلسطينيين الذين لا يريدون السلام، وزيادة على كل ذلك انطلق هذا الاسبوع "نقطة تحول"، حيث تتدرب قيادة الجبهة الداخلية على واقع تقع فيه اسرائيل تحت هجوم بالصواريخ.

        وهكذا عندما تهدد قنبلة ذرية و/أو آلاف الصواريخ باخرابنا، يكون غلعاد شليت في الحصيلة العامة جنديا واحدا وقع في الأسر، ومن لا يهمه أمره. ترى القيادة الاسرائييلية نفسها ملزمة فقط للشؤون الكبيرة الشديدة الخطر.

        تستطيع الحكومة ان تزعم دائما في الدفاع عن نفسها بأنها قدمت اقتراحها ورفضت حماس. بيد انه كان واضحا منذ البدء ان الاقتراح الاسرائيلي لن يقبله الجانب الثاني، كما كان واضحا بالضبط أن سباعية نتنياهو ستعارض شروط حماس.

        وهكذا علق كل شيء. وفي هذه الاثناء تمر الايام، ويصبح غلعاد شليت اسما اكثر من كونه انسانا شابا يذوب في بئر آسريه. لقد أصبح مفهوما أكثر من كونه فتى شابا، من لحم ودم، يقع على قادة الدولة واجب ومسؤولية عاجلة عن اعادته الى البيت.

        وهنا، بعد أيام نسيان طويلة، تلقينا في اليومين الاخيرين تذكارا بوجوده، عندما أجازت اللجنة الوزارية بالاجماع "قانون غلعاد شليت". ليس الحديث، معاذ الله، عن قانون يعود الى اقرار التزام الدولة لجنودها، بل عن رفض زيارات وتلفاز ودراسات لسجناء أمنيين سجناء في اسرائيل، في قصد الى استعمال الضغط على حماس.

        هكذا نحن: بدل ان نبذل جهدا في طريق ايجابي، نعمل في طريق سلبي. بيد أنه بعد أربع سنين تقريبا لا تزال قبضة القوة هذه بلا معنى. لا طعم للمناورات بعد أربع سنين. لا يمكن أن يظل نتنياهو غير مكترث لمصير غلعاد بعد أربع سنين. من واجبه اظهاره الزعامة والمسؤولية وأن يعيد غلعاد الى المكان الذي ينتمي اليه.

        إن تهديد حياة شليت وسلامته يجب أن يشغل نتنياهو وحكومته وأن يقنعهما بالكف عن التحصن في قضية الثمن التي لا تفضي الى اي مكان.

        كل يوم يمر هو يوم آخر لا حاجة اليه، ويجب ان يجثم على ضمير اولئك الذين يستطيعون الفعل ويفضلون امرار الوقت الى أن يصبح الأمر متأخرا والعياذ بالله، بحيث يبقى "قانون غلعاد شليت".