خبر البرنامج النووي الإسرائيلي يهيمن على الصحف البريطانية

الساعة 04:23 ص|26 مايو 2010

البرنامج النووي الإسرائيلي يهيمن على الصحف البريطانية

فلسطين اليوم : وكالات

ابدت الصحف البريطانية الصادرة في لندن امس الثلاثاء اهتماما بالغا بردود الفعل على التقرير الذي نشرته صحيفة الجارديان أول من أمس الاثنين حول مفاوضات سرية بين إسرائيل وجنوب افريقيا العام 1975 حين كان الرئيس الإسرائيلي الحالي شيمون بيريز وزيرا للدفاع حول امكانية تزويد تل ابيب جنوب افريقيا حينها بأسلحة نووية.

 

وفي صحيفة الفاينانشيال تايمز كتب توبياس باك من القدس تقريرا .

 

ويعرض باك مجددا لتفاصيل التقرير ولكنه يركز بشكل خاص على الحديث المشفر بين وزير الحرب الإسرائيلي حينها ونظيره الجنوب افريقي بيك بوتا اذ يطلب بوتا من بيريز عددا محدودا من وحدة "شاليه"، (وهو ما يقول الخبراء انه التسمية السرية لصواريخ اريحا التي يمكن ان تحمل رؤوسا نووية) "شرط ان تكون الحمولة صحيحة"، فيجيبه بيريز ان "الحمولة الصحيحة متوفرة بثلاثة احجام"، وتنقل الفاينانشيال تايمز عن الجارديان قولها ان "الحمولة الصحيحة" ليست الا التسمية المشفرة للرؤوس النووية.

 

وتقول الفاينانشيال تايمز ان مسؤولا رسميا إسرائيليا نفى بشدة تفسير "الحمولة الصحيحة" كاشارة الى النووي قائلا انها تعني "ثلاثة احجام يتوفر فيها صاروخ اريحا".

 

وفي صحيفة الاندبندنت، كتب دونالد ماكنتير مقالا قال فيه ان "ما تم الكشف عنه لن يجعل اسرائيل تتخلى عن سياسة الغموض النووي".

 

ويقول ماكنتير في مقاله ان سياسة الغموض المتبعة في إسرائيل ما تزال تتمتع بشعبية كبيرة لدى صناع القرار الاستراتيجي والعسكري والسياسي فيها ومن الخطأ الاعتقاد بأن تل ابيب قد تتخلى عنها في وقت قريب.

 

ويعلق الكاتب على طريقة تعاطي وسائل الاعلام مع نفي الرئيس الإسرائيلي للمعلومات الصادرة حديثا مشيرا الى ان هناك اتجاها عاما لتقبل هذا النفي واعتباره صحيحا.

 

وتتطرق الصحيفة الى تاريخ العلاقات الاميركية الاسرائيلية في المجال النووي و"التقبل الضمني الأميركي بأن تصبح إسرائيل نووية كي لا تتكرر محرقة اليهود، ان عند الرئيس الأميركي جون كينيدي او لدى ريتشارد نيكسون، لكن الجميع لم يكن ليرضى بذلك اذ حذر حينها وزير الدفاع في عهد نيكسون ملفين ليرد الرئيس من ان السماح لإسرائيل بامتلاك برنامج نووي عسكري يحرج الولايات المتحدة لانه لا يتماشى مع المبدأ الأميركي في ضرورة التصريح عن تفاصيل البرامج النووية للحد من انتشارها، ومن جهة اخرى يؤذي الولايات المتحدة اذ يظهرها وكأنها تكيل بمكيالين في سياستها الخارجية".

 

ويختم ماكنتير بالقول انه "في كل الاحوال، يمكن اعتبار هذه الفترة التي كانت فيها اسرائيل حليفة لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا حقبة سوداء في تاريخ إسرائيل ويجب ان تعترف بذلك".

 

وابدت صحيفة الجارديان التي كانت من كشف عن هذه القضية اهتماما بالغا بالموضوع اذ خصصت له افتتاحيتها اوعنوانها "حان الوقت لتكون إسرائيل شفافة".

 

وتدعو هذه الافتتاحية "إسرائيل الى الاعتراف والتصريح عما لديها من برنامج واسلحة نووية لان ذلك يساهم في التوصل الى اتفاقية فعلية تطبق في المنطقة".

 

وتضيف الافتتاحية بأن "السؤال لم يعد معرفة ما اذا كانت إسرائيل تملك ام لا اسلحة نووية بل يتعلق بالاتجاه الاميركي الجديد حيال شرق اوسط خال من الاسلحة النووية واذا اصرت واشنطن على ذلك فسوف يأتي اليوم الذي سيكون فيه على إسرائيل التصريح عن قدراتها النووية على الرغم من القناعة الاسرائيلية الاميركية بأن على تل ابيب الاحتفاظ بترسانتها النووية بينما لا يجب على إيران ان تحصل على ما يشابه ذلك".

 

وتختم الافتتاحية بالقول انه "لا يمكن تخيل شرق اوسط خال من الاسلحة النووية الا بعد تصريح إسرائيل بما تملك".