خبر أيهودي وعنصرية؟- هآرتس

الساعة 08:59 ص|25 مايو 2010

أيهودي وعنصرية؟- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: كتاب صدر حديثا للكاتب فولكوف – سورانسكي، يتناول علاقات اسرائيل بنظام جنوب افريقيا العنصري. يجب على من يعيبون على القاضي غولدستون اليوم علاقته بذلك النظام أن يقرأوا هذا الكتاب بتمعن - المصدر).

        إن الرواية "المثيرة جنسيا" للعلاقات الذرية بين اسرائيل وجنوب افريقيا، كما تنعت في الكتاب الجديد لساشا فولكوف – سورانسكي ("الحلف غير المتحدث عنه: العلاقات السرية لاسرائيل بنظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا")، أزالت عن العناوين الصحفية الكشوف عن العلاقات الحميمة بين دولة اليهود والنظام العنصري.

        كتب المحرر الرئيس للمجلة المهمة "فورن افيرز"، أن اسرائيل لم تكن الدولة الوحيدة التي نقضت الحظر على جنوب افريقيا. شاركت في هذا النادي المريب شركات عدد من الدول "المستنيرة"، وفيها دول نفطية عربية. تجاوزت العلاقات بالاسرائيليين المصالح الأمنية والاقتصادية وأصبحت صداقة وثيقة.

        يروي فولكوف – سورانسكي، انه في تشرين الثاني 1974 عاد شمعون بيرس الذي كان آنذاك وزير الدفاع في حكومة اسحاق رابين، من زيارة سرية الى جنوب افريقيا. كتب بيرس الى مضيفيه انه يشكر لهم اسهامهم في انشاء "العلاقات الحيوية بين حكومتين". وأضاف أن "التعاون بيننا لا يقوم فقط على مصالح مشتركة وعلى التصميم على مكافحة اعدائنا، بل على الأسس غير المقوضة لكراهيتنا المشتركة لعدم العدل ورفضنا الخضوع له". إنه نفس بيرس الذي قال منذ زمن قريب إن القاضي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون هو "شخص صغير، انسان بغير أي شعور بالعدل".

        بعد مضي 12 سنة، في أثناء زيارة قام بها بيرس الى الكاميرون، وكان آنذاك رئيس الحكومة قال إن "اليهودي الذي يسلم للتمييز العنصري يكف عن كونه يهوديا". وأضاف لمنع عدم الفهم: "اليهودي والعنصرية لا يتماشيان معا".

        في تلك الايام، يكتب فولكوف – سورانسكي، دخل حيز التنفيذ عدد من العقود الامنية السمينة جدا التي وقعتها اسرائيل مع نظام الاقلية الابيض. يقول إن التجارة بين الدولتين، ولا سيما التعاون الأمني، استمرت على النماء أيضا بعد أن استقر رأي حكومة الوحدة في 1987 على فرض طائفة من العقوبات على جنوب افريقيا.

        آنذاك، كما هي الحال اليوم سحر "العامل الأمني" وسائل الاعلام أيضا. يقتبس المؤلف من المقالة الرئيسة التي نشرت في صحيفة "هآرتس" في حرب يوم الغفران، "لن تستطيع أي انتقائية سياسية أن تسوغ الفرق بين من تكشف عن صديق وبين من خان الصداقة في ساعة حاسمة لاسرائيل". تناولت المقالة قرار جنوب افريقيا على تزويد سلاح الجو بقطع غيار حيوية لطائرات ميراج، في حين أن دولا في افريقيا السوداء، تمتعت بمساعدة اسرائيل، قطعت علاقاتها بها. يحسن أن يقرأ أناس اليمين ووسائل الاعلام، اولئك الذين يحتفلون بعلاقات غولدستون بنظام التمييز العنصري، أن يقرأوا الكتاب بتمعن.

        مسألة مال

        يجدر بنا أن نقول في انقضاض المستوطنين وأشياعهم على السلطة الفلسطينية التي اجترأت على أن تأمر سكان المناطق بالكف عن المشاركة في توسيع المستوطنات – أزل الخشبة من عينك. في موقع انترنت يميني يشجع العمل العبري، يكشف اليكيم لفانون، حاخام "ألون موريه"، عن أن "العرب لا يدخلون عندنا للبناء، فالعمال عندنا يهود فقط".

        يبلغ الحاخام لفانون أنه "توجد مستوطنات الامر فيها بات وتوجد أخرى على قدر أقل". يجد الحاخام تأييدا لعدم استعمال العرب في "حكاية الأسبوع" ويختتم بتوصية عملية: "ربما ندفع أكثر بقليل لكننا نحصل على عمل نوعي. يسعدنا التخلص منه".

        إن رفاق لفانون، الحاخامات – المستوطنين دافيد حاي هكوهين، ودافيد دودكفيتس، وحاييم غرنشبان واليعيزر ميلميد، لا يتخلون بسهولة عن العمل العربي الرخيص. يقولون انه تبين انه في مستوطنة "هار براخا" اذا أصروا على استعمال العمال اليهود فان بناء المستوطنة لن يتقدم بالايقاع المطلوب، لعدة عشرات من البيوت كل سنة.

        "عندما أثير سؤال هل يستعمل العرب، الذين ربما يكرهوننا، والاستمرار على البناء بالمعدل المطلوب، او عدم استعمالهم وعدم البناء بالمعدل المطلوب"، يكتب القادة الروحانيون، "يقضي الشرع بأنه ينبغي الاستمرار على البناء مع عمال أجانب بل مع عرب اذا اقتضى الأمر".

        الى جانب القضية المبدئية لتفضيل العمال اليهود، يدفع الحاخامات الى مسألة الاجور: "هل يجب في أية حال تفضيل اليهودي حتى لو كانت أجرته مضاعفة، أم أنه يوجد تحديد، ينبغي معه تفضيل اليهودي حتى نسبة ما، ومنها فصاعدا لا يجب تفضيل؟" يقرر الحاخامات أنه "يفرض على الفرد واجب البحث عن سبل لاستعمال أكبر عدد من العمال اليهود مع تقديم العمل بجدوى وربحية أكبر".

        والى ان يجد الفرد السبيل للوفاء بفريضة عمال مدينتك أولا، يدفع الحاخات المشكلة الى باب الدولة. يقولون "يبدو في ظاهر الأمر ان واجب الدولة اليهودية ان تهتم بأن يكون لكل اليهود مصدر عيش بكرامة". وما لم تهتم الدولة بمنحهم عملا يهوديا رخيصا، يقضي الحاخامات بأنه "لا يمكن القاء هذا الواجب على رب العمل الوحيد الذي يجب أن ينافس في السوق منافسيه الذين يستعملون عمالا أرخص كثيرا".

        البؤرة الاستيطانية "ايل متان"

        كتبت في العمود الصحفي في يوم 5/6/2009 أن الاعمال التي تتم في منطقة ايل متان وما حولها تجري على أرض خاصة لقرية تولات.

        ينبغي ان نبين ان الاعمال تجري على أرض دولة داخل مستوطنة "معاليه شومرون". لم توجد نية زعم ان الكنيس الذي بني في المكان أقيم على أرض خاصة لأحد من سكان قرية تولات، ولم توجد نية بيقين للمس بسكان "ايل متان".

        يتناول مصطلح "أراضي الدولة" مليون دونم تقريبا صادرتها الدولة في الضفة الغربية بحسب قانون من العهد العثماني. خصصت أجزاء واسعة من هذه الاراضي لاقامة مستوطنات لليهود فحسب.