خبر الصهاينة غير عنصريين- هآرتس

الساعة 08:55 ص|25 مايو 2010

الصهاينة غير عنصريين- هآرتس

بقلم: الداد ينيف

(المضمون: الصهاينة الحقيقيون الذين يعبر عنهم اليسار الوطني ليسوا مستوطنين ويرفضون بقاء الاستيطان في المناطق المحتلة - المصدر).

        سل اسرائيل هرئيل سلاح يوم الدين الذي يحتفظ به اليمين لأزمان يشعر فيها بالخطر ("الصهاينة غير نمامين"، هآرتس 20/5). عندما ينهض وطنيون اسرائيليون ويطلبون العودة الى الصهيونية، وانهاء الاحتلال، باتفاق او بغيره، واقامة مجتمع يقتدى به ها هنا – يهاجمهم اليمين. كان هذا ذات مرة حكم مطارد والان حكم اخلاق. انتهى ذلك آنذاك بطلقات من مسدس في ميدان المدينة عندما اطلق مخرب يهودي النار على ظهر رئيس الحكومة اسحاق رابين؛ والان يسمي اليمين اليسار الوطني "وشاة".

        نشب الشغب قبل نحو من عشرة أيام. آنذاك نظم "اليسار  الوطني" و سلام الآن، وخلية الطلاب الجامعيين "اوفك" ومنظمات يسار صهيوني أخرى، مظاهرة في القدس. بدل التظاهر في المنطقة الصغيرة لليسار في تل أبيب اخترنا التظاهر في ميدان صهيون. أتينا مع قمصان زرقاء بيضاء وأعلام اسرائيل، ورفعنا لافتات "الصهاينة غير مستوطنين"، وأنشدنا نشيد "هتكفا"، ومولنا كل ذلك من مصادر مستقلة وصهيونية لا من أموال حكومات أجنبية.

        أثار هذا هرئيل ورفاقه. كان العلم والنشيد الوطني مدة نصف جيل ملكا لليمين وحده. هكذا فازوا في الانتخابات.

        بيد ان اليمين ليس هو المعسكر الوطني بل المعسكر الثنائي القومية. المعسكر الوطني هو اليسار، الذي يريد الخروج من المناطق، ويخاف صواريخ القسام لكنه مذعور من حقيقة ان اليهود منذ 2008 هم قلة بين نهر الاردن والبحر، ولهذا اذا لم نخرج من المناطق فستغرق الصهيونية في دولة ثنائية القومية، وسيكون أحمد الطيبي رئيس الحكومة هنا.

        يزعم هرئيل أن حكم عوفرا كحكم "سور وبرج"، وان الاستيطان اليوم استمرار للطلائعية آنذاك. بيد انه عندما شجع دافيد بن غوريون والاستيطان الصهيوني، الاستيطان تحت أنف البريطانيين أسسا السيادة اليهودية وأنشآ كثرة في المناطق التي خصصها العالم للدولة اليهودية. وعندما يستوطن هرئيل ورفاقه يسعون في تقويض سيادة دولة اليهود وحدودها التي يعترف بها العالم ويساعدون الفلسطينيين على تخليد كثرة عربية بين الاردن والبحر وهو ما سيشجع الاعلان بدولة ثنائية القومية.

        يقول هرئيل اننا كارهون. تتحدث الوثيقة التأسيسية لـ "اليسار الوطني" في رأيه بلسان الانقضاض. بيد ان هرئيل نفسه قام في مطلع الثمانينات على رأس مجلس يشع الذي أجمع ونقول ذلك بلغة مؤدبة، في "مؤتمر مجلس الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة وقطاع غزة" على طلب ضم المناطق و "اقرار المكانة القانونية للسكان اليهود الذين يسكنون سكنا دائما في يهودا والسامرة وغزة، على أنهم سكان يخضغون للقانون والقضاء والادارة الاسرائيلية". وبلغة عبرية أقل غسلا، كتلك التي يتحدث بها "اليسار الوطني" ، طلب هرئيل ومجلس يشع أن نصبح دولة تمييز عنصري. رفضنا لأن ذلك غير صهيوني.

        منذ ذلك الاقتراح البائس، الذي هو وصمة للشعب في صهيون، لم يطبق القانون الاسرائيلي على اليهود، لكن هرئيل ورفاقه يريدون فرض قانون الاستيطان على العرب. مثلا عندما يخلي جندي كرفان من بؤرة استيطانية يكون لهذا العمل "سعر"؛ فاما أن يحرق مسجد أو تشعل النار في حقل غلة فلسطيني. ان هرئيل الذي يريد ان يظهر بمظهر صهيوني ذي قلب يهودي، لا يسمع ولا يرى ولا يشم. لكنهم عندما يقولون شيئا عن المستوطنين يرد من فوره. "أيها الوشاة، ان الصهاينة غير نمامين" وما أشبه هذا من الأوصاف باللغة العبرية.

        نفضل أن نرد بلغتنا العبرية الرابينية: "الصهاينة غير مستوطنين". الصهاينة غير عنصريين. أعيدوا الصهاينة الى حدودهم.