خبر اختبار الحقيقة لنتنياهو -يديعوت

الساعة 08:53 ص|25 مايو 2010

اختبار الحقيقة لنتنياهو -يديعوت

بقلم: حاييم رامون

فور تشكيل حكومته حاول رئيس الوزراء نتنياهو خلق الانطباع بانه مستعد بكل قوته لاحداث خطوة سلام جريئة. "خطاب بار ايلان" الذي القاه كان يرمي لان يكون اللحظة التأسيسية، وبالفعل كان هناك كثيرون اغراهم الايمان بذلك. بينهم كان ايضا رجال اعلام غير قليلين، بدأوا حتى يقومون حوله برقصات تأييد وشجعوه على الاستمرار والسير في طريقه الشجاعة.

        اشهر كثيرة من الجمود وعدم الفعل دفعت طائفة المؤمنين هذه الى الفهم بان نتنياهو لن يجلب كفيه البشرى. ولكنهم اليوم يغريهم الايمان بالذريعة الجديدة من مدرسة نتنياهو: رئيس الوزراء لا يمكنه ان يعتمد على كديما وهو يخشى من انه اذا ما اتخذ "خطوة شجاعة للسلام"، فان قادة كديما لن يؤيدوه بل سينتظرون انهيار الحكومة، تماما مثلما في 1998، بعد توقيعه على اتفاق واي".

        حسب شهادات غير قليلة يروي نتنياهو لسامعيه بان المذنبين في فشله السياسي في 1998 كانا "باراك ورامون، اللذان استغلال الفعل الشجاع كي يسقطاه"، بدلا من تأييد حكومته. طائفة المؤمنين بهذا، ممن لا يذكرون او لا يعرفون بالضبط ماذا حصل قبل 12 سنة، تصبح مسرح دمى في يد نتنياهو.

        بودي أن اصدق، بان نتنياهو لا يفتعل امورا بل ذاكرته لا تسعفه وتدفع به المرة تلو الاخرى الى رواية امور لم يكن لها أساس من الصحة. ذاكرته أفشلته غير مرة،  وقد نشرت الامور على الملأ، وبعض ذلك حصل حتى في وقت أخير مضى.

        لانعاش ذاكرة نتنياهو وتوسيع المعرفة لدى مؤيديه يجدر بنا أن نكرر الحقائق السياسية المتعلقة به وبـ "اتفاق واي": قبل سفره الى لقاء واي في تشرين الاول 1998، كان معروفا لنتنياهو بان حزب العمل سيكون مستعدا للانضمام الى حكومة وحدة وطنية اذا ما عاد باتفاق جديد من الولايات المتحدة. فمنذ شباط 1998 جرت اتصالات لاقامة حكومة وحدة، وقد قطعت في مرحلة متقدمة في اعقاب تسريب في آب 1998 واستؤنفت قبل السفر الى "واي ريفر". وكما هو معروف استسلم نتنياهو، في نهاية المطاف للضغوط التي مورست عليه في واي ريفر ووقع على "مذكرة واي" لمواصلة مسيرة اوسلو.

        فور التوقيع على الاتفاق تحدث نتنياهو بتصميم عن نيته لتطبيق الاتفاق. والتقى في واشنطن مع صحفيين اسرائيليين واعلن على مسمعهم بهذه النية. عشية عودته الى البلاد، قبل صعوده الى الطائرة، اتصل نتنياهو باحد مقربيه وابلغه بانه مصمم على أن يقيم حكومة وحدة. ذاك المقرب اتصل وبي وقال لي: "استعدوا، يجب اقامة حكومة وحدة وطنية". اجبته، بان حزب العمل سيعمل على اقامة حكومة وحدة وسيساعده.

        غير أنه في اثناء الرحلة الجوية الى اسرائيل غير نتنياهو جلدته، أغلب الظن. وفور هبوطه هاجم بفظاظة شركاءه المحتملين، ايهود باراك وحزب العمل. واعلن بانه ليس في رأيه ان يطبق الاتفاق وامتنع عن التوجه الى حزب العمل باقتراح اقامة حكومة وحده واتجاه يمينا، الى "شركائه الطبيعيين"، قادة احزاب اليمين المتطرف، وطلب منهم مواصلة تأييد الحكومة ومنع سقوطها.

        قرار حكومة نتنياهو قضت على آمال حكومة الوحدة. كلينتون هو الاخر اشار في مذكراته الى أنه اخذ الانطباع بان نتنياهو كان لديه خيار بين اقامة حكومة وحدة وطنية وبين التوجه الى الانتخابات. ويبدو أن نتنياهو اختار عدم اقامة حكومة وحدة. في لحظة الحقيقة، تملص نتنياهو على نهجه، من القرارات الحاسمة. وفضل الجمود السياسي واستمرار الوضع الراهن على التصميم والفعل السياسيين.

        مقابل نتنياهو 1998 والسنة الماضية، في 2004 اظهر رئيس الوزراء شارون تصميما وشجاعة. اريك صمم في حينه على تنفيذ فك الارتباط وتوجه الي وسألني اذا كان حزب العمل سيؤيده في خطوة فك الارتباط واجبته بنعم. ومن اللحظة التي تبين لي فيها بانه مصمم ومستعد لخطوة شجاعة، بذلت كل جهد مستطاع كي اقنع حزب العمل بتأييد شارون وبعد ذلك الانضمام الى حكومته. كان يمكننا في ذلك الوقت ان نخلق مع اليمين اغلبية في الكنيست ضد شارون ونسقط حكومته ولكننا فضلنا المصلحة الوطنية. كما هو معروف، العمل ايد من المعارضة في تشرين الاول 2004 خطة فك الارتباط وانضم الى حكومة شارون في بداية 2005 لمساعدة رئيس الوزراء على تنفيذ خطته.

        نتنياهو يمكنه أن يتبنى التصميم والشجاعة اللذين لشارون. يمكنه أن يتخذ خطوات ذات مغزى لتطبيق فكرة "دولتين للشعبين"، التي اعرب عن تأييده لها، وان يضمن وجود اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. هذا هو الاختبار الحقيقي لنتنياهو.

        انا مقتنع بانه اذا تصرف نتنياهو هكذا، فانه سيحظى بتأييد كديما لكل خطوة تتناسب ومواقف الحزب. كديما سيتصرف كحزب العمل في حينه، وسيفضل المصلحة الوطنية على المصلة الحزبية. وأنا نفسي سأعمل كي أمنع سقوط حكومته، طالما تمسك بهذا الطريق. تأييدي سيكون لنتنياهو، طالما كانت المفاوضات جدية وذات مغزى، سواء في اطار حكومة وحدة ام في المعارضة.