خبر غزة، بجدية -هآرتس

الساعة 08:52 ص|25 مايو 2010

غزة، بجدية -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قريبا ستحل الذكرى الخامسة على فك الارتباط الاسرائيلي عن قطاع غزة، ولكن غزة ترفض ان تفك ارتباطها عن اسرائيل. الاحداث الحدودية تتواصل، الجندي جلعاد شليت في الاسر، ومليون ونصف فلسطيني يعيشون خلف الجدار يخضعون للحصار. ليس لاسرائيل ولحماس مصلحة في تصعيد عسكري، وهما تكتفيان بنار صاروخية متقطعة تستجاب لقصف من سلاح الجو. المشكلتان الاخريان، شليت والحصار، تعالجان في المستوى الدعائي والعلاقات العامة.

        المفاوضات لتبديل شليت بسجناء فلسطينيين عالقة. وبدلا من استئنافها وتحقيق حل وسط يعيد الاسير الاسرائيلي الى الديار، فان حكومة نتنياهو تحاول تحسين صورتها وصد الضغط الجماهيري "لاعادة شليت".

        أول أمس قررت الحكومة تأييد مشروع قانون يؤدي الى تشديد الظروف الاعتقالية لسجناء حماس في اسرائيل. لا ريب أن المشروع يلبي احاسيس الغضب لدى العديد من الاسرائيليين لان شليت يذوي في العزلة ولا يحظى بالزيارات، في الوقت الذي يشاهد فيه سجناء حماس التلفزيون ويمكنهم ان يتعلموا في الجامعات. ولكن هذا صرف للانتباه عن الامر الاساس. مشكوك جدا أن تكون حماس، التي لم تتخلى عن شليت حتى تحت الحصار، القصف وحملة "رصاص مصبوب" ستستسلم  الان فقط كي يتمكن رجالها من أن يشاهدوا "بلاد رائعة" او الجزيرة. فحص  "هآرتس" أظهر أن الكثير من بنود مشروع القانون عديمة المعنى. السجناء من غزة لا يتلقون زيارات عائلية منذ ثلاث سنوات، والقانون الجديد لن يغير شيئا في وضعهم.

        الحكومة تتعاطى بروح مشابهة ايضا مع الحصار على غزة، الذي يعتبر كوسيلة ضغط لضعضعة حكم حماس، ويعرض على الجمهور كرد فعل مناسب للاسر المتواصل لشليت. الحصار يؤدي الى ازمة انسانية لعدد كبير من السكان، وعليه فيجب رفعه. تقييد ادخال الخضار، الفواكة  والاسمنت الى غزة لا يساعد شليت، وحكم حماس متين. ولكن الحكومة ترى في الحصار مشكلة علاقات عامة وتستعد الان لاحباط اسطول المساعدة لنشطاء مؤيدين للفلسطينيين يأتون للاحتجاج ضده. وبدلا من ترك سكان غزة يعيدون بناء انفسهم، تستعد اسرائيل لمواجهة مغطاة اعلاميا بين قوات سلاح البحرية ومواطنين غير مسلحين.

        شليت جدير بمفاوضات جدية تؤدي الى تحريره. سكان القطاع جديرون بالتخفيف من أزمتهم الشديدة. غزة لن تختفي عن العين، رغم فك الارتباط والحصار، وهي جديرة بموقف اكثر جدية من جانب حكومة اسرائيل.