فلسطين اليوم: القدس المحتلة
"الاحتلاليسرقأبناءنا،ويأخذهم حيثيريدولايعيدهم،عشرونعامامضت وصورةابنيعدنانلاتفارقني،ولازلتحتى اليوماستيقظمننوميقلقةعليهبهذه العباراتبدأتالحاجةأمعثمانتصفحالة افتقادهالابنهاالأسيرالمقدسيعدنانمحمد عطامراغةعاماالذييفتحصباحاليوم عيناهسريعاويجهزنفسهلمقابلةوالديهعبر زجاجغرفةالزيارةفيسجنجلبوع،ليعيش معهمأولىساعاتعامهالاعتقاليالواحد والعشرينالذييخطسطراجديدافيكتاب معاناةعائلةمراغة
أمعثمان،الوالدةالصابرةالتيضعفبصرها، وأصيبتبمرضيالسكريوالضغط،لازالتحتى اليومتتنقلعلىبواباتالسجونالإسرائيلية برفقةأهاليالأسرىللقاءأحبائهملدقائق معدودةتحصىفيهاأنفاسهمونبضاتقلوبهم، تتوجههناكوهيأعلمالناسبمدىألمالأم التيلمتحتضنابنهامنذزمنواحدوعشرون عاماوزعتهاأمعثمانبينزيارةعدنانوشقيقه الأسيرالمحررعثمانعاماوشقيقتهما الأسيرةالمحررةسعادعاما.
وترويأمعثمانقصتهاقائلة:" كانعندي أطفالصغار،وأثناءاعتقالابنائيالثلاثة، كنتاتركهملوحدهممنالساعةالخامسةفجرا لأتوجهلزيارةسعادفيسجنتلموند،وأسير مسافاتطويلةلأصلإلىنقطةتجمعحافلات الصليبالأحمرالتيتنقلناللسجون،ومساءً أعودفيوقتمتأخر،منهكةمنمشاقالسفر وأوضاعالسجونالتعيسة،وأحاولاطعامأطفالي ماأستطيعتحضيرهبشكلسريعوتتكررالقصة فيالأسبوعالتاليبنفسالتفاصيلولكنإلى وجهةأخرى،إمالزيارةعثمانفيسجنعسقلان أولزيارةعدنانفيسجنبئرالسبع،وبذلك اصبحتاعرفالاياممنتواريخالزيارات،وكل تفاصيلحياتيترتبطبمواعيدها.ورغمكلسنواتالعذاب،لازالتتتذكرأنها وأثناءاعتقالأولادها،وعندماكانوايحتجزونهم فيمركزتحقيقالمسكوبيةبالقدس،كانتتذهب هناكأكثرمنمرةفياليومالواحد،محاولة رؤيتهموادخالطعاملهمكيلايبقواجائعين، لدرجةأنهافيإحدىالمراتبقيتجالسةعند البابمنالساعةالعاشرةصباحاحتىالخامسة مساءلترىابنهاعثمانوتوفر الكانتيناله قبلإعادتهإلىسجنه"
عدنانالذيعاشحقيقةالوطنالمسلوبمنذ أنكانجنينافيرحمأمه،إذكانتتزورأخيها الأسيرفيسجنالرملةوهيتحملهفيأحشائها، اعتقلبتاريخبعدأنتمتمطاردته لمدةعامونصف،وتعرضأثناءالتحقيقمعهفي الزنازينالاسرائيليةللتعذيبالشديدالذي استمرلشهرين وتوضحوالدتهحالتهبعدماتمكنوامنرؤيته قائلةعندمارأيناهلأولمرةفيالمحكمة،كان وضعهمزريا،شعرهطويل،ملابسهمتسخة، يلتقيوالديهفيأولأيامعامهالاعتقاليالواحدوالعشرين والدةالأسيرالمقدسيمراغةلمتكتملفرحتييوما وأشتاقلاحتضانعدنانقبلمماتي وعلاماتالقيودظاهرةعلىيديهورجليه
ووجهتلعدنانتهمةالانتماءللجبهةالشعبية لتحريرفلسطينوالمشاركةفيعددمنالعمليات الفدائيةضدالاحتلال،وصدربحقهحكما يقضيبسجنهمؤبداوعاما،وبعدمرورأعوامعلىاعتقاله،تمتحديدحكمهبالسجن لمدةعاما
ولميمنعالقيدحلمعدنانمنالتحول لحقيقة،ولميوقفطموحه،فعملعلىإكمال دراستهداخلالسجنوحصلعلىشهادةالثانوية العامة،وهوحاليايواصلدراستهللحصولعلى شهادةالبكالوريوسفي العلومالسياسيةمن الجامعةالعبريةالمفتوحة
وكانتالأسيرةالمحررةسعادقدسبقت شقيقهاعدنانفيطريقالنضال،فاعتقلتلمدة أعوامواشهرغيرمتواصلة،بتهمةالمشاركةفي مظاهراتشعبيةورميحجارة،وكانتالسلطات الاسرائيليةتضغطعليهاأثناءاعتقالهاوتهددها بحجزهافيالزنازينلترشدهمإلىمكاناختباء عدنان
أماالشقيقالأكبرالأسيرالمحررعثمان،فأفرج عنهعامبعدقضائهعامامنمدة محكوميتهالبالغةعاما،والذيكانقداعتقل فيبتهمةالانتماءللجبهةالشعبية لتحريرفلسطينوالضلوعفيعملياتفدائية، وقدقضىالشقيقانعثمانوعدنانعاماسويا متنقلينبينسجونعسقلان،نفحةوالرملة
الحاجأبوعثمانالذيتزينوجههبمشاعر الفخربأبنائه،وأظهرتعيناهمدىشوقهللقاء عدنانقال:منذواحدوعشرينعامالمنحتفل بعيديالفطروالأضحى،ولمنكننعدطعاما خاصابهكماهومتعارفعليه،فكيفنفرح وأبنائييعيشونالغربةفيوطنهم،محتجزين فيأصعبالظروفوأقساهافيالأعيادكنا نتوجهلزيارةأبنائي،وكانعيدنايبدأعندما نراهموينتهيبانتهاءزيارتنالهم،وحتىفرحة الإفراجعنسعادوعدنانلمتكنكاملة
وتضيفأمعثمانتزوجأبنائيوبناتي جميعا،ولمأحسبفرحةكلأمتزوجأبناءها، فرحتيمنقوصة،ولايكملهاإلاالإفراجعن عدنانوالاحتفالبزفافهورؤيةأبنائهيلعبون هنافيبيتيالذياشتاقتحجارتهلهمسات عدنان
وأشارأبوعثمانإلىأنمايعدمنأصعب الأمورهوأنلايرىعدنانأيامنأبناءأشقائه وشقيقاته،أوحتىأزواجشقيقاتهوزوجات أشقائه،فهويعرفهمعبرالصورفقط،إذانه هوووالدتهوأشقاءهفقطالمسموحلهمبزيارته، معالعلمأنشقيقهعثمانممنوعمنالزيارة وشقيقتهسعادكانتممنوعةأيضاولكنمجددا سمحلهابذلك
أجواءالخيبةالتيعايشأفرادالعائلة مرراتها طولالسنواتالماضية،جعلتهم يشككونبمصداقيةأيةعمليةتبادلأسرى
ويقولأبوعثمان: فياتفاقيةأوسلونسي المفاوضالفلسطينيقضيةأسرىالقدس والداخلوالجولانالذينيعانونداخلالسجون الإسرائيلية،وحتىاللحظةهميدفعونثمن ذلكغاليا،ومازالوايعانونمناستثنائهممن كافةالافراجاتوصفقاتالتبادلوحسنالنوايا التيتجري
الحاجةأمعثمانالتيلميغفللسانهالحظة عنالدعاءلحريةابنهاعدنانوبقيةالأسرى، تواجهاليأسبالصبر،والخوفبالأملوتقول:الصفقةالحاليةهيالسبيلالوحيدلتحرر أسرىالقدس،أتمنىأنيعودابنيقريبالأعيش معهماتبقىمنعمري،وأنتفرحكلأمبعودة ابنهاوكلزوجةبعودةزوجها،وانيعودالأسرى الآباءإلىأبنائهم.