خبر زوجات الأسرى.. شريكات في التضحية والفداء ومعاناة لا تنتهي

الساعة 08:18 ص|25 مايو 2010

زوجات الأسرى.. شريكات في التضحية والفداء ومعاناة لا تنتهي

فلسطين اليوم- غزة

نظمت اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى ندوة خاصة بعنـوان "الآثار النفسية المترتبة على غياب الأزواج لدى زوجات الأسرى وكيفية مواجهتها"، في مقر وزارة الأسرى والمحررين بغزة بمشاركة العشرات من زوجات الأسرى وحضور مختص من برنامج الصحة النفسية ووكيل وزارة الأسرى محمد الكتري.

 

و أشار عامر الغصين مدير عام دائرة شؤون الأسرى إلى أن زوجات الأسرى هن الأكثر تأثيراً وتاُثراً  جراء اعتقال أزواجهن حيث يضطررن إلى تحمل مشاق الحياة ، لوحدهن  في هذه الظروف القاسية ، ويحملن تبعات غياب رب الأسرة في الاعتقال ومطلوب منها أن تبقى صامدة لكي لا يشمت بها الأعداء، ولكي تبقى الأسرة الفلسطينية رافعة رأسها بأسيرها لا تنحني ولا تذل لأحد..

 

واعتبر الغصين أن معاناة زوجات الأسرى لا تقل في أهميتها وحجمها عن تضحيات الأسرى أنفسهم، فلولا ثقة الأسير بزوجته وقدرتها على مواصلة مسيرة الحياة كما يجب، ما عرضوا أنفسهم للاعتقال والأسر، ولولا صبر وتحمل تلك  الماجدات ما نشأ جيل يسير على درب من سبقهم من الأسرى الأبطال ، وما تربى الصغار على حب الوطن ، والمقاومة .

 

ونوه إلى الدور الكبير لهن في دعم صمود الأسرى داخل السجون ، ودفعهم إلى الصبر والتحمل ، وطمأنتهم المستمرة على أوضاع أهلهم وأبنائهم مما يعزز صمودهم ، وصبرهم ،وتحملهم لمشاق التعذيب ومعاناة الانتهاكات اليومية التي يتعرضون لها .

 

وأشار الغصين إلى القانون الذي اقره الاحتلال بتشديد  العقوبات ضد الأسرى وحرمانهم من الزيارة و التعليم ومنع إدخال الكتب والتعمد في سياسة العزل الانفرادي، وأوضح أن هذا الواقع الأليم ليس جديد على الأسرى إلا أن الاحتلال عمل على زيادة فرض العقوبات للضغط على الفصائل الأسرى لجندي الاحتلال الإسرائيلي جلعاد شاليط من أجل التنازل عن شروطهم في صفقة تبادل الأسرى.

 

من جانبه أكد د.حسن زيادة من برنامج غزة للصحة النفسية على ضرورة تعزيز المساندة العائلية لزوجات الأسرى، لتجنبها الأمراض نتيجة للضغوطات النفسية عليها، ودعا إلى تنمية مهارات زوجات الأسرى للتغلب على صعوبات الحياة.

 

وقال أن قضية الأسرى لها اهتمام إلا أنه يوجد جوانب لم يتم التركيز عليها خاصة أن الأسير يعيش في نظام اجتماعي ونفسي إضافة إلى أن زوجات الأسرى يعيشون كذلك بنظام اجتماعي ونفسي وغياب الزوج يعمل على خلل في التوازن وتحمل المسؤولية.

 

وأشار إلى أن الزوجة التي تكون على علم بأن زوجها مقاوم ومعرض للتعذيب والأسر يكون لديها استعداد أكبر على تحمل الأمر عكس من كانت لا تعتقد بحدوث ذلك فيشكل لديها أسر زوجها صدمة كبيرة.

 

ونوه إلى أن زوجة الأسير التي تعيش ضمن واقع اجتماعي وأسري يسوده المحبة والتعاون تكون أقدر على تحمل الأمر، كما أن زوجة الأسير المتعلمة ولديها مهارات مختلفة تكون أقدر على تحمل الأمر من زوجات الأسرى اللاتي لديهن نصيب بسيط من التعليم. وكذلك زوجة الأسير المتدينة تكون أكثر تحملا من الزوجة التي ليس لديها الروحانيات الإيمانية"، وبين أن ذلك له أثر أيضا على أفراد العائلة وخاصة الأم نتيجة لارتباط الأم بنجلها.

 

وأضاف: "كلما زاد التقدير الاجتماعي من المجتمع لقضية الأسرى وزوجات الأسرى كلما عزز ذلك من صمودهن".

 

ولفت إلى أن غياب الزوج من العامل الضاغط على زوجة الأسير وأي انفعالات تصدر عنها تكون عبارة عن رد فعل طبيعي على المستوى النفسي والاجتماعي نتيجة للشعور بالحرمان من إنسان عزيز عليها، كما أن غياب الزوج يزيد من المسؤولية المترتبة على الزوجة.