خبر أبقار إسرائيلية تتعدى على الحدود اللبنانية

الساعة 06:28 ص|25 مايو 2010

أبقار إسرائيلية تتعدى على الحدود اللبنانية

فلسطين اليوم – وكالات

عند بركة مياه صغيرة على الخط الأزرق ترتاح أبقار إسرائيلية وترتوي من المياه اللبنانية، متزامنة في الحضور يوميا مع أغنام لبنانية على أطراف البركة الحدودية ومتسببة باتهامات رسمية متبادلة لخرق الخط والقرار الدولي.

 

والمفارقة أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) التي من شأنها مراقبة الخروقات قد أسندت مهام تلك المنطقة إلى الكتيبة الهندية، وللهند احترام للأبقار يقترب من القدسية، ومن الصعب أن يقدم عنصر «يونيفيل» هندي على كتابة محضر بحق بقرة.

 

فكان الحل إقامة سياج حديدي حول بركة بعثائيل الواقعة في منطقة جردية شرق كفرشوبا لمنع الأبقار الإسرائيلية من مقاسمة مياه البركة التي تتجمع من مياه الأمطار ولا تجف في الصيف مع الماشية في كفرشوبا.

 

وتقع كفرشوبا قرب مزارع شبعا التي تعتبر إحدى نقاط الاشتعال في المنطقة، إذا أن لبنان يطالب بها، ولكن إسرائيل لا تزال تحتلها وتقول انها ارض سورية احتلتها عام .1967

 

وقال الراعي محمد الذي طلب حجب بقية اسمه وهو يقود نحو 400 رأس من الماعز باتجاه البركة «كنا دائما نشتكي للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية من ان الأبقار الإسرائيلية تجتاز الشريط الشائك المهشم أصلا باتجاه أرضنا اللبنانية، فأبلغونا ان إسرائيل ترد بأن على لبنان اذا كان متضايقا من هذا الامر ان يقيم سياجا حدوديا حول المنطقة، وهو ما يفقدنا مئات، بل آلاف الأمتار من أرضنا».

 

وأضاف لـ«رويترز» وهو ينادي بعض رؤوس الماعز التي ابتعدت عن المكان الموجود فيه، في إشارة إلى وجود الكتيبة الهندية «لو كان الأسبان هنا أو أي كتيبة دولية ثانية لطردوا الأبقار وانتهى الأمر، ولكن الأبقار مقدسة لدى الهنود ولا يمكن المساس بها».

 

وقال راعٍ آخر في قرية كفرشوبا السنّية «إذا أردنا الذهاب إلى البركة يأتي البقر من الداخل الإسرائيلي ولا احد يواجهه، ولكن إذا دخلت عنزة من عندنا إلى داخل الخط الأزرق يقلبون الدنيا علينا».

 

وقالت الحاجة زينب نور الدين من قرية مركبا «لا عجب ان الأبقار الإسرائيلية تخرق الخط الأزرق، فطائراتهم تجوب يوميا الأجواء اللبنانية في خرق فاضح للقرار الأممي 1701»، الذي انهى 34 يوما من الحرب بين حزب الله وإسرائيل في يوليو .2006 هذا المشهد يطبع يوميات المنطقة الحدودية بعد مرور عقد من الزمن على انسحاب إسرائيل من الجنوب تحت وقع ضربات مقاومة قادها مقاتلو حزب الله وخفض وتيرة التوتر واستبدال نزاع النار بحروب صغيرة تتسبب فيها الماشية.

 

ولا ينسحب هذا المشهد على واقع السكان في القرى المتاخمة للحدود حيث يعيشون تحت حماية اليونيفيل نظريا وحزب الله عمليا، الذي لا يمكن رؤية عناصره بالعين المجردة لكن تمكن ملاحظة نفوذه القوي في كل قرية ودسكره من غربي البحر حتى جنوب النهر.

 

ويقول رباح فروخ الذي كان يشرف على بناء منزل جديد له بمحاذاة الحدود «نحن لا نخاف التهديدات الإسرائيلية، هذه أرضنا ومتمسكون بها ومازال لدينا بعض الأراضي المتقدمة باتجاه الحدود ونحن نزرعها باستمرار ولا نشعر بالخوف».

 

وردت ابنته ميرا وهي في نحو العاشرة من العمر قائلة «ممَ يجب أن نخاف؟ نحن نريد أن ندخل الخوف إلى قلوب الإسرائيليين». وأضافت زوجته حنان «نحن حرمنا من هذه الأرض كثيراً ونفينا من هنا ولم نكن نستطيع ان نأتي ولو حتى زيارة. منذ التحرير وحتى الآن تغيرت حياتنا وأصبحنا أحراراً ومنذ التحرير أنا وزوجي وأهلي هنا ولن نترك هذه الأرض حتى ولو متنا».