خبر 10 سنوات على الانسحاب...مخاوف إسرائيل من حزب الله لا زالت مستمرة

الساعة 05:42 ص|25 مايو 2010

10 سنوات على الانسحاب...مخاوف إسرائيل من حزب الله لا زالت مستمرة

فلسطين اليوم – وكالات

على بعد حوالي مئة متر من منتزه في قرية هي أبعد نقطة شمالي إسرائيل، يرفرف العلم الأصفر لحركة حزب الله اللبنانية.

 

عبر المطلة مر آخر الجنود الإسرائيليين خلال عملية الانسحاب الأحادي من جنوب لبنان عام 2000، بعد 18 سنة من الاحتلال.

 

وقد أقام الجنود منطقة عازلة جنوبي لبنان لحماية المناطق الشمالية من إسرائيل من عمليات المقاتلين في لبنان.

 

اليوم بعد مرور عشر سنوات، الوضع هادئ، على الرغم من أن حربا ضروسا مرت عبر هذه الحدود عام 2006، ومما تتناقله وسائل الإعلام المحلية من أنباء عن تعاظم حجم الترسانة العسكرية لحزب الله.

 

تشكل المطلة إصبعا من الأرض انحشر في الأرض اللبنانية.

 

وتسند البساتين الخضراء ظهرها إلى الحدود، من حيث تطل عليها القرى اللبنانية المنتشرة على التلال المجاورة.

 

احتلت إسرائيل لبنان عام 1982، وتوغلت قواتها حتى بلغت بيروت بهدف تعقب المقاتلين الفلسطينيين، لكنها تراجعت بعد ذلك، لتنتشر عبر شريط متاخم لحدودها مع لبنان تراوح عرضه داخل الأراضي اللبنانية ما بين 5 كيلومترات و20، لحماية السكان المقيمن في أماكن مثل المطلة.

 

وبينما كان عدد من اللبنانيين يعبرون الحدود بين البلدين يوميا للعمل في المزارع الإسرائيلية، واصل حزب الله حرب استنزاف على الإسرائيليين وحليفهم اللبناني المسيحي جيش لبنان الجنوبي.

 

وقتل أثناء هذه الحرب ما يتراوح معدله بين جنديين اثنين وثلاثة يوميا.

 

تتذكر ثلاث صديقات وهن جالسات على شرفة بالمزرعة التعاونية أشدوت يعقوب، البعيد بحوالي ساعة إلى الجنوب، الحملة التي قمن بها من أجل الانسحاب بصفتهن أعضاء مجموعة تدعى أربع أمهات.

 

تحدث إلينا الكثير وقالوا لنا ’أخرجوا ابني من لبنان، رجاء. أريده حيا‘، تقول أماليا دايان.

 

وتحرص السيدات الثلاث جاهدات على التأكيد على التزامهن بإرسال أبنائهن وبناتهن إلى الجبهة لحماية إسرائيل.

 

لكن دايان تبادر إلى التوضيح قائلة إنهن أدركن أن الخسائر في لبنان كان تضحية من أجل لا شيء، في سياق احتلال طويل الأمد بلا أي هدف .

 

وبعد عشر سنوات، لا يخامر النساء الثلاث أي شعور بالندم.

 

وتعتقد سمادار بن بورات أن حربا جديدة مع حزب الله ليس سوى مسألة وقت، لكنها تعتقد أن الحركة اللبنانية كانت ستزداد قوة سواء انسحبت إسرائيل أم لم تنسحب.

 

أعتقد أنه من الأفضل أن ندافع عن وطننا انطلاقا من حدود شرعية، تقول.

 

وعلى الرغم من وجود قوات أممية جنوبي لبنان، والتي زيد في عددها وصلاحياتها بعد هدنة 2006، قليل من الإسرائيليين يعتقدون أنها حدت من تنامي قوة حزب الله.

 

ويعتقد ألون بن دافيد المحلل العسكري في القناة الإسرائيلية العاشرة أن الحركة اللبنانية تمتلك 40 ألف قذيفة وصواريخ بعيدة المدى بالغة الدقة قادرة على ضرب قواعد عسكرية ومحطات الطاقة، مما يجعل المعادلة مختلفة تماما .

 

لقد صنعنا وحشا من مجرد تنظيم مسلح لشن حرب عصابات، يقول بن دافيد.

 

في العام 2000 انسحب الجنود قبل الموعد المحدد، مما عُد تدافعا متسرعا. واعتبر حزب الله هذا الانسحاب نصرا كبيرا.

 

ويضيف المحلل العسكري قائلا: لقد عززنا المحور المتشدد –إيران وسوريا وحزب الله- بذلنا لهم الكثير من التشجيع بانسحابنا، وأعتقد أننا لا نزال نؤدي ثمن ذلك.

 

لكن لا أحد من الطرفين –حسب رأيه- راغب في خوض حرب جديدة لأنهما أدركا حجم الخراب الذي سيتعرضان له.

 

وفي المطلة يرفض العمدة هرتزل بوكر الحديث عن حرب وشيكة معتبرا الأمر من اختلاق الصحافيين .

 

ويعتقد بوكر –وكان ضابطا في الجيش الإسرائيلي وقت الانسحاب من جنوب لبنان- أن الانسحاب كان ضروريا ، غير أنه يرى أنه ترك الوضع الأمني خارج كل سيطرة.

 

ولا يجادل إلا القليل من الإسرائيليين في مسألة الانسحاب، وتعتقد الأغلبية أنه كان بالإمكان تنفيذه بطريقة مختلفة، كبند في صفقة سلام مع سوريا ولبنان، أو على الأقل دون إعطاء الانطباع بالوهن.

 

ولا يخفي بوكر غضبه لفشل إسرائيل في اتخاذ إجراءات أفضل لصالح جيش لبنان الجنوبي ولأسر عناصره. فقد نجح البعض في عبور الحدود، وبدء حياة جديدة في إسرائيل، لكن الباقي ظل في المؤخرة وقع في قبضة حزب الله.