خبر هل بانتظارنا حرب؟ .. إسرائيل اليوم

الساعة 11:29 ص|24 مايو 2010

هل بانتظارنا حرب؟ .. إسرائيل اليوم

بقلم: شلومو بروم

 

في الفترة الاخيرة كانت الاجواء في الشرق الاوسط مليئة بالشائعات، السيناريوهات ونظريات  المؤامرة في موضوع الحرب المتوقعة في الصيف، وكل من يكثر من المبالغة، يكون أفضل. السيناريو المفضل هو الذي ينهض فيه الجميع علينا لابادتنا؛ هجوم صاروخي وبالمقذوفات الصاروخية مكثف من ايران، سوريا، حزب الله من لبنان وحماس من غزة. الفرضية هي أنه اذا رأينا مسدسا في المعركة الاولى، أي التسلح بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية فانه سيبقى يطلق النار حتى المعركة الثالثة.

لنبدأ بايران. يروون لنا بانه بالنسبة للايرانيين البرنامج النووي يوجد في اولوية اولى. اذا كان الامر صحيحا، فلدى ايران كل الاسباب للامتناع عن مواجهات عسكرية الى أن تصل الى قدرة نووية. مواجهة مبكرة كهذه ستستدعي هجمات على البرنامج النووي الايراني في ما هي تعرف بانها لا يمكنها أن تمنع نجاحات هذه الهجمات. في اقصى الاحوال، يمكنها أن تهدد بعمليات رد تجبي ثمنا من المهاجمين.

بالنسبة لسوريا، كانت مستعدة على مدى سنين طويلة لان تزعج اسرائيل حتى اللبناني الاخير. وعليه، فقد حافظت على الهدوء في هضبة الجولان واستخدمت المنظمات في لبنان ضد اسرائيل. صحيح انه بعد حرب لبنان الثانية اراد بشار الاسد أن يستمد منفعة من صورة الفشل الاسرائيلي في الحرب واطلق عدة تهديدات نحونا، ولكن حين حانت لحظة الاختبار تصرف على نحو مغاير. فلم يرد على سلسلة طويلة من الاستفزازات التي نسبت لاسرائيل: تدمير المفاعل النووي الذي بني في شمالي سوريا، تصفية عماد مغنية في دمشق وتصفية الضابط السوري الكبير الذي كان مسؤولا عن العلاقات مع حزب الله في الشاطىء السوري.

الاسد على ما يبدو يفهم بانه مع ان حرب لبنان الثانية أثبتت مرة اخرى هشاشة الجبهة الداخلية الاسرائيلية، ولكن الجبهة الداخلية السورية اكثر هشاشة بكثير؛ الصور من الضاحية في بيروت ومن جنوب لبنان لا تزال حية في ذاكرتنا. بمعنى، الهدف الاولي لمنظومة الصواريخ والمقذوفات الصاروخية المتطورة التي تبنيها سوريا هي ردع اسرائيل عن ضرب الجبهة الداخلية السورية. احدى مفارقات الردع كي أن استخدام التهديد، أي تفعيل مبادر اليه لهذه المنظومة ضد اسرائيل، سيستدعي الضربة التي تحاول سوريا منعها. توجد هنا حالة كلاسيكية من الرغبة في خلق ردع متبادل.

بالنسبة لحزب الله – المنظمة خرجت من حرب لبنان الثانية باحساس بانها ارتكبت خطأ جسيما في تقدير الرد الاسرائيلي، مثلما شهد نصرالله نفسه ودفعت لقاء ذلك ثمنا سياسيا كبيرا لانها اعتبرت في نظر الجمهور اللبناني كمن جر لبنان الى الحرب من أجل مصالح غريبة، حرب دفع مقابلها ثمنا باهظا. هذا هو الاساس للاستقرار في الحدود اللبنانية منذ الحرب. هل سيرغب حزب الله في أن يجر مرة اخرى لبنان الى حرب في ما هو يركز جدا على خطوات في الساحة السياسية الداخلية في لبنان كي يعزز مكانته؟

بالنسبة لحماس، فقد انكشفت في الحرب في غزة كجهة هشة للغاية بين اللاعبين الاربعة هؤلاء. فهل سترغب في أن تصبح لحما للمدافع تدفع الثمن الاكثر حجما من أجل باقي شركائها، حتى وان كان ضربها هو الاكثر وفرة وسهولة لاسرائيل غاضبة ومحبطة؟

بالطبع، توجد سيناريوهات حربية ترتبط بما ستفعله اسرائيل. اذا هاجمت اسرائيل البرنامج النووي الايراني، فايران على ما يبدو سترد. الحرب من شأنها أن تندلع ايضا اذا ما نفذ حزب الله عملية في الخارج، ردا على تصفية مغنية، واسرائيل سترد على ذلك في لبنان، الامر الذي يمكن أن يؤدي الى مسلسل من ردود الفعل بين الطرفين المشاركين.

ولكن حتى في حالة كهذه، فرضية ان كل حدث كهذا سيؤدي الى انضمام شبه تلقائي للاعبين الاخرين، لا يوجد لها اساس جدي.