خبر بعد الطين..منازل من الرمال في غزة قريباً تصمد ل35 عاماً

الساعة 08:29 ص|24 مايو 2010

بعد الطين..منازل من الرمال في غزة قريباً تصمد ل35 عاماً

فلسطين اليوم-غزة

يعكف مهندسون وفنيون في قطاع غزة على إنجاز أول مبنى مصنوع من الرمل يمكن أن يصمد 35 عاماً، ويأمل المهندسون الذين استقوا الفكرة من بلاد مثل إيران وجنوب أفريقيا والمكسيك أن يتمكنوا من خلال المنازل الرملية من مواجهة الحصار وعدم إدخال مواد البناء إلى القطاع.

وفي مناطق متعددة من قطاع غزة يبني المهندسون الذين يؤمنون بهذه المنازل بيوتاً صغيرة ومساجد وفق نظام القباب الهندسي.

وقال المهندس أحمد محمد الخالدي، المشرف على مواقع البناء بالرمل، إن مخترع الفكرة إيران وتم تطبيقها في بلاد كثيرة مثل أميركا وجنوب أفريقيا والمكسيك وإيران والعراق.

وأكد أن زميله المهندس حسن أبو كميل أول من طبقها في قطاع غزة قبل ستة أشهر، مشيراً إلى أن البناء باستخدام الرمل وفق نظام القباب معروف في البناء الهندسي.

وفي أحد نوادي الخيول بالقرب من شاطئ البحر عكف أربعة عمال على وضع الرمال في أكياس طويلة يتم قطعها طبقا لطول البناء لبناء مدرج، وكان العمل يبدو مرهقاً لكن العمال واصلوا ملء الأكياس بالرمال غير آبهين بأشعة الشمس الحارقة، في حين ترتفع أساسات بعض المنشآت حولهم.

وقال الخالدي إن البناء باستخدام الرمل يعتمد فقط على الرمل المخلوط بشيء من الطين وأكياس النايلون إلى جانب الأسلاك الشائكة.

وتابع: بعد وضع الرمال في الأكياس يتم خفض الرمال باستخدام مطارق حديدية خاصة لزيادة تماسك المدماك، وقبل الانتقال إلى مدماك آخر يتم وضع سلك شائك ليعمل على تماسك المداميك مع بعضها.

وأشار الخالدي إلى أن الجدران التي يتم صنعها من الرمل يمكن أن تتم "قصارتها" باستخدام الأسمنت المضاف إليه بعض المواد المعالجة لتكون قوية وتلتصق بأكياس النايلون.

وتقوم أطقم من العمال على إنجاز عدة أعمال في مدينة غزة تشمل بناء مسجد ومبنى آخر سيتكون من ثلاثة طوابق إلى جانب بعض الإنشاءات البسيطة مثل مدرج في أحد نوادي الخيل بمدينة غزة.

وتبلغ تكلفة استخدام الرمل في البناء نصف تكلفة إنشاء مبنى من الأسمنت المسلح، وتذهب غالبية التكلفة إلى العمال الذين يبذلون جهوداً كبيرة في تنفيذ الفكرة.

وقال الخالدي إن العمالة تكلف أكثر من الأدوات ومواد البناء!

ويمكن للمنازل المبنية بالرمل الصمود لمدة 35 عاما وفق ما يقول المهندسون، في حين يتراوح العمر الافتراضي للمنازل المبنية من الأسمنت المسلح بين 90 عاماً و110 أعوام.

ويعتبر الخالدي أن الإقدام على بناء المنازل الرملية نوع من أنواع تحدي الحصار بسبب قلة الأسمنت، مؤكدا أن الجهات المختصة في غزة أعطت التصاريح اللازمة لهذه الأبنية.

وكان أهالي قطاع غزة بدأوا استخدام مخلفات المنازل المهدومة في إعادة بناء منازلهم المدمرة خلال الحرب الأخيرة على غزة، في حين استخدم آخرون الطين.

وكانت وكالة الغوث الدولية سلمت قبل أشهر أول منزل أقيم في غزة باستخدام الطين، معلنة أنها تنوي بناء المزيد كمنازل مؤقتة لإيواء المواطنين الذين فقدوا منازلهم.

وتفرض قوات الاحتلال حصاراً مشدداً بدأ منذ سنوات على دخول المواد المختلفة المستخدمة في البناء كجزء من حالة الحصار التي يعيشها قطاع غزة، وما زال آلاف المواطنين دون مأوى وتقطن غالبيتهم في بيوت مستأجرة أو لدى الأقارب والأصدقاء.