خبر مؤسسات حقوقية وفصائل وطنية تستنكر استهداف « الأونروا »

الساعة 11:21 ص|23 مايو 2010

مؤسسات حقوقية وفصائل وطنية تستنكر استهداف "الأونروا"

فلسطين اليوم: غزة

أدانت مؤسسات حقوقية والفصائل الوطنية والإسلامية الاعتداء الذي نفذته مجموعة من المسلحين الملثمين ضد مخيم صيفي خاص بالأطفال على شاطئ مدينة غزة، تابع لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، وطالبت الفصائل والمؤسسات الحقوقية في بيانات منفصلة حكومة غزة بتحمل مسؤولياتها وملاحقة المنفذين وتقديمهم للعدالة، فيما استنكرت الحكومة الفلسطينية في غزة الحادث وتوعدت المنفذين بالملاحقة والعقاب.

وكان مسلحون مجهولين قد هاجموا في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد موقع معد لاستقبال مخيمات صيفية ضمن فعاليات برنامج ألعاب الصيف الذي تنظمه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين سنوياً

وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان إن حوالي ثلاثون مسلحاً ملثماً اقتحموا عند حوالي الساعة 2:30 من فجر اليوم الأحد، تسعة مواقع معدة لاحتضان فعاليات برنامج ألعاب الصيف التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أنروا)، وهي مواقع أقيمت على شاطئ البحر في حي الشيخ عجلين غرب مدينة غزة.

وحسب المعلومات الميدانية التي جمعها مركز الميزان، وتلك الصادرة عن مصادر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، فقد بادر المسلحون إلى تقييد حارس المواقع بعد الاعتداء عليه بالضرب، ووضعوا عصابات على عينيه، ومن ثم نقلوه إلى خارج المواقع وقاموا بإغلاق الطريق الساحلي الذي يربط محافظات ببعضها أمام حركة السيارات والمارة في المنطقة المقابلة لتلك المواقع، ومن ثم شرعوا بإحراق المقر الرئيس، الذي يحتوي على مخزن ومقر لإدارة المخيمات، وبتمزيق الأغطية البلاستيكية التي تحيط بتلك المواقع، وكذلك تخريب خزانات المياه المعدة للمواقع قبل أن ينسحبوا من المكان.

الحكومة تستنكر وتتوعد

ومن جهته استنكر الناطق باسم حكومة غزة طاهر النونو قيام مجموعة من المسلحين بحرق مخيم صيفي تابع لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، مؤكداً رفض حكومته القاطع لأي حالة خرق للأمن وأنها تتابع ما وقع وستلاحق الفاعلين.

وقال النونو في تصريح مكتوب وصل فلسطين اليوم نسخة عنه، اليوم الأحد إن الحكومة تعمل جاهدة للتعرف على من يقف وراء الحادث الذي وقع الليلة الماضية، والبيان الذي وزع حول الاشكاليات المتعلقة بعمل وكالة الغوث في القطاع.

ودعا وكالة الغوث إلى ضرورة تواصل فعالياتها المختلفة لبحث القضايا الخلافية المطروحة التي تثير بعض التساؤلات في الشارع الفلسطيني.

كما عبر النونو عن استياء الحكومة من البيان الصحفي الذي وزع في بعض مناطق قطاع غزة حول بعض الاشكاليات المتعلقة بعمل وكالة الغوث في القطاع.

ورفض النونو ما جاء في البيان المذكور من تهديدات، مؤكداً أن الحكومة تقوم بدورها في توفير الأمن للجميع في القطاع وخاصة العاملين في وكالة الغوث. مثمناً دور وكالة الغوث في دعم الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية وبما يقوم به السيد جون جينغ من جهد لرفع الحصار عن القطاع.

الميزان يحذر من تنامي الاعتداءات

وفي السياق ذاته استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان الحادث وطالب حكومة غزة بالكشف عن الجناة وإحالتهم للعدالة ويحملها مسئولية حماية مرافق ألعاب الصيف والأطفال المشاركين فيها، محذراً من تنامي الاعتداءات التي تمس بالحرية الشخصية للمواطنين.

وشدد المركز في بيان له وصل فلسطين اليوم نسخة عنه، على مسئولية الحكومة في غزة الكاملة عن سلامة وأمن مرافق ألعاب الصيف والأطفال المشاركين فيها.

يشار إلى أنه عقب صلاح الجمعة الماضية وزعت بيانات صحافية ونشرت عبر الانترنت مؤرخة في 19/05/2010 تنطوي على قذف وتشهير بوكالة الغوث وتهديد لمدير عملياتها ومدير تعليمها ومساعده.

كما يستهجن المركز التهم التي تكال لمديري الوكالة الفلسطينيين والأجانب، والتي تحمل ألعاب الصيف ما لا ليس فيها، وتتجاهل أن مشاركة الأطفال فيها هو شأن يعود لوالدي الطفل، وأن مدراء ومديرات المدارس لا سلطة لهم ولا صلاحية بفرض الأمر على الطلبة، خاصةً بعد أن استجابت الوكالة للمزاج الشعبي المؤيد لفصل الأولاد عن البنات تشجيعاً لمشاركتهم. ويؤكد المركز على أهمية ألعاب الصيف للأطفال، حيث تمثل فرصةً هامة لممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة، وللتعامل مع الضغوط النفسية التي يعاني منها الأطفال في ظل ظروف الحصار والفقر والعنف التي تسود قطاع غزة.

فصائل تستنكر وتطالب بملاحقة الفاعلين

وفي سياق ذي صلة أدانت واستنكرت هيئة العمل الوطني في قطاع غزة الحادث، واعتبرت في بيان لها وصل فلسطين اليوم نسخة عنه، أن هذا العمل المدان لا يخدم شعبنا وأطفالنا الذين يجدون في المعسكرات الصيفية متنفسًا لهم في ظل حالة الحصار الظالم، كما رأت أن استهداف المنظمات الدولية وخصوصًا الانروا أمر غير مبرر إطلاقًا ويمكن أن يؤدي إلى هروب المنظمات الدولية وامتناعها عن تقديم الخدمات للفقراء من ابناء شعبنا الأمر الذي سيؤثر سلبًا على حياتهم في ظل الحصار.

فيما حذرت جبهة النضال الشعبي من مخاطر تواصل مسلسل الإعتداءات و استمرار حملة التشويه ضد العاملين بوكالة الغوث، وقالت الجبهة في بيان لها وصل فلسطين اليوم نسخة عنه، أن هناك جهات تسعى لتقويض دور وكالة الغوث الدولية و تعمل على تصفية أعمالها و إنهاء خدماتها المقدمة للاجئين في مخيمات اللجوء و الشتات، وأكدت الجبهة أن هذه الإعتداءات و الممارسات لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني و لا تخدم قضية اللاجئين التي تشكل جوهر و أساس القضية الفلسطينية.

و أشادت الجبهة بدور وكالة الغوث الدولية في خدمة اللاجئين الفلسطينيين ودعم صمودهم، و طالبت الجبهة وكالة الغوث بتحسين و تطوير خدماتها كماً و نوعاً و في كافة المجالات .

فيما رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في هذه التعديات أنها جزء من سياسة ممنهجة لتقويض الحريات العامة والخاصة، التي طالت مواطنين ومؤسسات عدة، مما يستدعي الوقوف بحزم أمام مرتكبيها.

واعتبرت أن ما جرى هو محاولة لفرض مفاهيم متخلفة بالقوة على الشعب الفلسطيني، كما أنها مساهمة مباشرة في زيادة معاناة شعبنا وبخاصة الأطفال منهم الذين يعانون جراء الحصار والاحتلال.

ودعت الجبهة في بيان لها وصل فلسطين اليوم نسخة عنه، القوى السياسية والمجتمعية إلى ضرورة التوحد في مواجهة هذه الممارسات التي من شأنها المس بالحريات والحقوق المدنية للمواطنين.

وطالبت حكومة غزة وأجهزتها الأمنية بتحمل مسؤولياتها في ملاحقة من يقف وراء هذه الجريمة التي تهدد أمن المجتمع، وتنبه إلى خطورة ما احتواه البيان الذي صدر قبل يومين باسم "أحرار الوطن" ويتضمن تهديداً مباشراً بالتعدي على مدير عمليات "اونروا" في قطاع غزة شخصياً.

 

الجدير ذكره أن المقرات التي استهدفت تبلغ مساحتها 18 دونماً مستأجرة من بلدية غزة، ومن المفترض أن يستفيد منها 4500 طالب من الأطفال، وسيعمل (540 موظفاً) معظمهم من الخريجين العاطلين عن العمل.