خبر فروانة يشيد بدور مصر إزاء قرار منظمة الصحة العالمية

الساعة 04:57 م|22 مايو 2010

فروانة يشيد بدور مصر إزاء قرار منظمة الصحة العالمية

فلسطين اليوم: غزة

أشاد الباحث في شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، بجهود ودور جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم في الأمم المتحدة السفير هشام بدر لجهوده الحثيثة التي تُوجت باعتماد منظمة الصحة العالمية قراراً قدمته الشقيقة مصر، بشأن تردي الأحوال الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.

 

وأكد أن القرار تضمن نقاطاً عديدة وهامة جداً، وأن أبرز ما تضمنه قيام منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الصليب والهلال الأحمر الدولي بتشكيل لجنة دولية من الأطباء المتخصصين، للكشف عن الحالات الحرجة للأسرى والمعتقلين والموقوفين الفلسطينيين في سجون ومراكز الاعتقال والإيقاف وتقديم العلاج الفوري والعاجل لهم.

 

ورأى فروانة أن خطورة الأوضاع الصحية في سجون الاحتلال الإسرائيلي هي نتاج لسياسة ممنهجة تترجم في إطار منظومة من الإجراءات، وأن العمل من أجل الكشف عن الحالات الحرجة من الأسرى أمر مهم جداً لإنقاذ حياتهم ، وخطوة تستحق التقدير يجب دعمها ومساندتها والمساهمة في إنجاحها ، لافتاً إلى أهمية أن يتبعها خطوات أخرى للكشف عن كل ما له علاقة بالأوضاع الصحية السيئة في سجون الاحتلال والمسببات الرئيسية لبروز الأمراض وتفشيها، بما يكفل تحسين الأوضاع الصحية وحماية الأسرى من خطر الأمراض والموت.

 

وذكر فروانة أن جمعية الصحة العالمية وهي أعلى جهاز ضمن أجهزة منظمة الصحة العالمية عقدت دورتها في جنيف أمس، إذ تم في هذه الجلسة مناقشة عدد من قضايا الصحية العمومية، واعتمدت خلالها قرارا قدمته مصر حول الأحوال الصحية في فلسطين وقد حصل القرار على دعم أكثر من 60 دولة.

 

وأعرب عن أمله في أن تستمر تلك الجهود لترجمة هذا القرار بشكل فعلي وإرسال طواقم طبية وبشكل عاجل لزيارة السجون والإطلاع عن كثب على تلك الأوضاع الصحية المأساوية الخطيرة هناك، وإنقاذ حياة الأسرى المرضى وضمان عودتهم إلى بيوتهم وأهلهم سيراً على الأقدام لا محمولين على الأكتاف، وللحيلولة من دون تحول الأسرى الأصحاء لمرضى.

 

وقال: "الأوضاع الصحية في قطاع غزة تحديداً مأساوية، وهي في تدهور مستمر خصوصاً في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في ما الأوضاع الصحية في سجون الاحتلال هي خطيرة وقلما شهدتها سجون أخرى في العالم". وأضاف: "وهي نتاجاً لسياسة ممنهجة تترجم في إطار منظومة من الإجراءات، وأن آلاف الأسرى القابعين في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي معرَضين للإصابة بمختلف الأمراض، إذ أن الأوضاع الصحية السائدة في تلك السجون كفيلة لوحدها بأن تحوِّل الأسرى الأصحاء إلى مرضى، وجعلت أجساد الأسرى فريسة سهلة لمداهمة الأمراض بمختلف مسمياتها وأنواعها البسيطة والمستعصية".

 

وأشار فروانة إلى وجود مئات الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة وخبيثة من دون رعاية تذكر، في ظل استمرار إدارة السجون في انتهاج سياسة الحرمان من العلاج والإهمال الطبي الذي يؤدي ومن بدون شك إلى استفحال المرض، موضحاً أن سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعتقلاته هي أشبه بالقبور وتفتقر لمقومات الحياة الإنسانية، خصوصا وأن الخدمات الصحية والطبية فيها شبه معدومة، حيث قسوة الشروط الحياتية والمعيشية وسوء التغذية كماً ونوعاً وقلة العناصر الغذائية الأساسية فيه والمعاملة اللا إنسانية. وقال: "ناهيك عن سوء ظروف الاحتجاز وإطالة فترات العزل الإنفرادي، وعدم السماح بتعرض الجسم لأشعة الشمس لفترات كافية، وافتقارها لعيادات مجهزة وأطباء مختصين وعدم توفر الأدوية اللازمة للمرضى". وأضاف: " ولا يمكن إغفال المماطلة في نقل المرضى للمستشفيات لإجراء العمليات الجراحية، وعدم إجراء فحوصات طبية دورية للأسرى، ومشاركة الأطباء والممرضين في تعذيب الأسرى المرضى بشكل مباشر أو غير مباشر، والأخطر استخدام الأسرى بشكل فردي وجماعي كحقول تجارب لأدوية مختلفة ، وابتزاز المرضى والضغط عليهم".

 

وناشد فروانة منظمة الصحة العالمية للتعاون مع المؤسسات الفلسطينية والعربية ذات العلاقة بهذا الشأن والاستفادة من تجاربها وخبراتها في فلسطين، والإسراع في بدء العمل لتنفيذ هذا القرار الهام، داعياً المؤسسات الفاعلة والناشطة في مجال الأسرى وحقوق الإنسان في فلسطين إلى دعم هذا القرار ومساندته، من خلال إطلاق حملة على كافة المستويات لإنقاذ حياة الأسرى المرضى وتحسين الأوضاع الصحية في سجون الاحتلال، وتفقد بعض الحالات الخطرة كنماذج، والمسببات الرئيسية لظهور تلك الأمراض بمختلف مسمياتها وأنواعها بشكل توثيقي ممنهج وبالتعاون مع وزارة الصحة.