خبر البوعينين: فضائل الجمعة ومزاياها تفوق المائة

الساعة 08:08 ص|22 مايو 2010

البوعينين: فضائل الجمعة ومزاياها تفوق المائة

فلسطين اليوم-الشرق القطرية

تحدث فضيلة الشيخ أحمد محمد البوعينين عن فضائل الجمعة وخصائصها ومن أحكامها وآدابها، وقال لقد عد بعض علماء المسلمين مزايا الجمعة فأوصلها إلى مائة مزية أو تزيد، ومن هنا يتضح لنا عظم خسارة التفريط في يوم الجمعة، والغفلة عن عظمته، فهل هذا ناتج عن الجهل والغفلة؟ أم عن التساهل وعدم المبالاة؟ وكم هي الأخطاء التي نقع فيها في مثل هذه العبادة العظيمة؟ فمن تلك الأخطاء:

أولاً: ما يقوم به البعض من البيع والشراء والسفر بعد الزوال من يوم الجمعة، أفلا يعلم أن البيع والشراء والسفر بعد الأذان لصلاة الجمعة محرم؟ فقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)، فيلتحق السفر بالبيع، إذ تجمعهما علة المنع من حضور الصلاة، أو الانشغال عنها، فلا يجوز السفر بعد النداء للجمعة، كما لا يجوز البيع والشراء.

وأشد من ذلك، ما يقوم به بعض الناس من تخصيص هذا اليوم لنزهته، فيأخذ أولاده وأهله إلى متنزه ويترك صلاة الجمعة، أو يسهر ليلة الجمعة في لهو وغفلة واستماع وطرب، ورؤية خنا؛ فتفوته صلاة فجر يوم الجمعة، فيكون بفعله هذا قد بدأ يوم الجمعة بكبيرة من  الكبائر، وربما فاتته الجمعة ذاتها.

ثانياً: ترك بعض الناس لصلاة الجمعة، أو التهاون بها، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين". وأخرج الترمذي في (جامعه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه).

ثالثا: عدم استحضار بعض الناس للنية في إتيان الجمعة، فتراه يذهب إلى المسجد على سبيل العادة لا العبادة، مع أن النية شرط لصحة الجمعة وغيرها من العبادات لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات).

رابعاً: التهاون في حضور خطبة الجمعة، فيأتي بعضهم أثناء الخطبة، بل يأتي بعضهم أثناء الصلاة، ولا يخفى ما في ذلك من تضييع للأجر والفائدة.

خامساً: ترك غسل الجمعة، والتطيب، والتسوك، ولبس أحسن الثياب.

سادساً: ما يقوم به البعض من ارتكاب بعض المعاصي، زعما منهم أنها قربة إلى الله، وأنها من كمال النظافة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (واعفوا اللحى) وقال: و(وفروا اللحى)، و(أرخوا اللحى)، و(أوفوا اللحى)، أوامر منه؟ ففي مخالفتها عصيان.

سابعاً: ومن الناس من اعتاد على الصبغ بالسواد، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر باجتناب الصبغ به، فقال: (غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد) وقال أيضا: (إن أحسن ما غير به الشيب الحناء والكتم).

ثامناً: جلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية، وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد.

تاسعاً: إقامة الرجل والجلوس مكانه، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يقيمن أحدكم أخاه يوم الجمعة، ثم ليخالف إلى مقعده فيقعد فيه، ولكن يقول: افسحوا).

عاشراً: رفع الصوت بالحديث أو القراءة، فيشوش على المصلين أو التالين لكتاب الله تعالى.

الحادي عشر: الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر.

الثاني عشر: الانشغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب.

الثالث عشر: صلاة ركعتين بين الخطبتين والمشروع بين الخطبتين الدعاء والاستغفار إلى حين قيام الخطيب للخطبة الثانية.

الرابع عشر: إهمال الأولاد في جنبات الجامع، أو الأدوار العلوية، وكثرة عبثهم وحركاتهم، دون تحذير أو تعليم من الآباء لهم بأهمية صلاة الجمعة وآدابها، ووجوب سماع الخطبة، وكم تأذى وشكا الناس حال هؤلاء وفيهم –وللأسف- شباب مدركون يفهمون ويعقلون لكنهم مهملون، لايبالون ولا يستحيون.

الخامس عشر: كثرة الحركة أثناء الصلاة وسرعة الخروج من المسجد بعد تسليم الإمام، والتدافع على الأبواب دون الإتيان بالأذكار المشروعة بعد الصلاة.

ألا فاتقوا الله –عباد الله- واشكروا نعمته عليكم بما خصكم به من فضائل هذا اليوم من بين سائر الأمم، وقوموا لله بما أوجب عليكم فيه، وفي غيره من سائر الأيام، تسعدوا في الدنيا، وتفوزوا برضوان ربكم في الأخرة.

اللهم أنت بديع السماوات والأرض، ياذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم نسألك أن تنفعنا بما علمتنا، وأن تعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علما نافعا خالصا.