خبر إسرائيل: لا نثق في نوايا طهران.. وتركيا ليست وسيطا أمينا

الساعة 04:32 ص|22 مايو 2010

 إسرائيل: لا نثق في نوايا طهران.. وتركيا ليست وسيطا أمينا

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

رفض مسؤولون إسرائيليون الاتفاق النووي التركي - الإيراني، موضحين أن إسرائيل لا تثق في نوايا إيران ولا تثق في أن طهران صادقة في توجهها للخضوع للرقابة الدولية. كما قالت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، بشرط عدم الكشف عن هويتها، أنها لا ترى في تركيا وسيطا أمينا قادرا على الوصول إلى اتفاق يضمن مصالح الغرب في وقف التسلح النووي الإيراني. وأكدت هذه المصادر أن هناك «مظاهر صبيانية» تجلت في الموقف التركي تجاه هذا الموضوع، ولا يوجد ما يوحي بجدية تركيا في اقناع إيران بتغيير سياستها النووية، مضيفة «تركيا نفسها تتعامل بسياسة اللعب على حبلين، فكيف تكون نزيهة تجاه الغرب». كما عبرت إسرائيل عن قلقها الشديد مما سمته «مناورات» إيران بعد توقيعها الاتفاق النووي، مبدية تخوفها من أن تكون تركيا والبرازيل تخدمان مصالح إيران عبر هذا الاتفاق.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن إيران «تلاعبت» بتركيا والبرازيل. وأضاف أن «تركيا لم تواجه صعوبة كبرى لكي يتم استدراجها على هذا النحو، في حين أن البرازيل تصرفت بدون شك ببعض السذاجة». وقد تدهورت العلاقات بين إسرائيل وتركيا بشكل كبير منذ حرب غزة في نهاية 2008 لا سيما مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بعدما كان البلدان يعتبران لفترة طويلة حليفين استراتيجيين. وأكد المسؤول الإسرائيلي أن «الإيرانيين سبق أن لجأوا إلى الحيلة نفسها عبر ادعائهم الموافقة على هكذا آلية لخفض التوترات ومخاطر عقوبات دولية مشددة، ومن ثم رفضوا الانتقال إلى التنفيذ». وأقر المسؤول الإسرائيلي بأن الاتفاق النووي «سيعقد الأمور»، موضحا أن الخطوة الإيرانية ستؤدي إلى «تعقيد الأمور» على الدول الكبرى.

وأضاف «سيكون أكثر صعوبة بكثير على الأميركيين أو الأوروبيين رفض هذا الاتفاق لأن الأمر لم يعد يتعلق بإيران حصرا، وهو وضع أسهل بكثير التعامل معه، بل بات يتعلق بقوى ناشئة، مثل البرازيل وتركيا التي تعتبر العلاقات معها شديدة الحساسية».

من جهتها نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن «مسؤولين كبار» قولهم إن الاتفاق الإيراني - التركي - البرازيلي «سيؤدي إلى تفاقم المشكلة الإيرانية عبر جعل التصويت على عقوبات ضد إيران في مجلس الأمن الدولي الذي تطالب به الولايات المتحدة والأوروبيون، عملية أكثر صعوبة». وأضافت الإذاعة الإسرائيلية أن «المنشآت النووية الإيرانية ستواصل عملها وطهران ستواصل تقدمها نحو برنامج نووي عسكري بموازاة تطويرها صواريخ بعيدة المدى». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا عدة مرات إلى فرض «عقوبات قاسية» على إيران تأخذ شكل حظر على واردات النفط الإيراني بهدف إرغام طهران على العدول عن برنامجها النووي. ولم يستبعد مسؤولون إسرائيليون وخصوصا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك احتمال توجيه ضربات عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية. لكن غالبية المحللين في إسرائيل يعتبرون أن مثل هذا الهجوم غير وارد في المستقبل القريب.

وقد يبدو الاتفاق النووي انتصارا دبلوماسيا لتركيا، لكنه سيؤدي بكل تأكيد إلى تفاقم التوترات بين أنقرة وإسرائيل اللتين تدهورت علاقاتهما بشكل ملحوظ. وقال سنان أوغان من المركز التركي للعلاقات الدولية والتحليل الاستراتيجي (تركسام) في أنقرة لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن الاتفاق سيوجه على الأرجح ضربة جديدة إلى العلاقات التركية الإسرائيلية البعيدة أصلا عن الأجواء الصافية». لكن هذا الخبير يرى أن تركيا «كبلد مجاور لإيران كان واجبها أن تسعى إلى منع تدهور الأزمة». وبوجه عام، فإن الوساطة التركية في هذا الملف، على غرار ملفات خلافية إقليمية أخرى، تدل على دبلوماسية جديدة أكثر اندفاعا ودينامية». ورأى المعلق الدبلوماسي في صحيفة «ملييت سميح اديز» «في عالم متعدد الأقطاب تعبر تركيا عن هويتها الغربية ولكن أيضا عن بعدها الشرق أوسطي أو البلقاني». فبعد أن كانت فيما مضى في نزاع مع دول مجاورة عدة، قامت تركيا التي تضطلع بدور فاعل مركزي كما في زمن الإمبراطورية العثمانية، بتسوية مشكلاتها مع معظم جيرانها. وباتت تقيم علاقات ممتازة مع سورية بعد أن كانت هددتها بحرب في 1999، لكن أيضا مع اليونان وروسيا.