خبر من يندد باحادية الجانب الفلسطينية؟..هآرتس

الساعة 08:51 ص|21 مايو 2010

بقلم: بتسلئيل سموترتش

مدير نشاط حركة "رغافيم"

بدا قبل اسابيع معدودة أن العالم كله وقف على مؤخرة قدميه إزاء ما كان يبدو "اقرار حقائق اسرائيلية على الارض" في قضية القدس. قادت حملة التنديد واساءة السمعة والتخويف الولايات المتحدة صديقتنا منذ ايام سلفت وانضم اليها ساسة من اليسار وعلى أثرهم رؤساء وقادة الدول المستنيرة. "ليس هذا عدلا"، وعظونا مع كبير انطباع انه لا يحل في موازاة اجراء تفاوض يقر أحد الجانبين حقائق على الارض ويملي "في واقع الامر من جانب واحد نتائج التفاوض حتى قبل أن يبدأ" – يبدو منطقيا بل مقنعا.

        ان المدينة الفلسطينية الجديدة، روابي التي ظهرت مرة اخرى في العناوين الصحفية حول نية ان يمنح الفلسطينيون عن تفضل، ارض من أجل شارع وصول اليها، لا تقف وحدها. فهي جزء من خطة رئيس الحكومة الفلسطيني الاستراتيجية لاقامة دولة فلسطينية في الواقع، من جانب واحد وبغير اشراك اسرائيل في تحديد طابعها وحدودها.

        ان أعمال قطيعة سلع اليهود ايضا هي جزء مكمل لهذا الاتجاه. كذلك المحاولة الزاحفة الهادئة لمنع العرب العمل عند ارباب عمل يهود وهي اجراء تمايز العرب من جانب واحد سيضر بهم قبل كل شيء، لكن صورة اتمام ذلك تشير الى ان جميع اجراءات المحادثة لا معنى لها. في الخطة العربية التي تنسج لا يوجد لاسرائيل لا مكانة ولا صلة.

        ان  الخطة، التي حظيت باسم "خطة فياض" ليست نظرية بل عملية محسوبة جيدا، مبنية من جماع مشروعات ومن ورائها فكرة منظمة وعقلانية واضحة وهي ان توضع بالفعل البنية التحتية المادية للدولة الفلسطينية.

        اين إذن جميع أولئك المفاوضين النزهاء والمستقيمين، في حين يعمل عند شركائنا في التفاوض من الجانب الفلسطيني الجرافات بكامل جهدها، اربع وعشرين ساعة في اليوم، سبعة ايام في الاسبوع، من أجل اقرار حقائق على الارض على نحو معلن وان يملى علينا، في مقابلة توضيح القضية في اطار التفاوض، اين وكيف ستبنى الدولة الفلسطينية؟

        يبدو انني وجدت جوابا لسؤال اين هو العالم: ان مليارات الدولارات المطلوبة لتحقيق الخطة تحصل عليها السلطة الفلسطينية من دول العالم وعلى رأسها دول الاتحاد الاوروبي. كذلك يتبين ان صديقتنا الكبرى مشاركة في التمويل الى (ما فوق رأسها). فقد بذلك ما يزيد على 270 مليون دولار في سنة 2009 مع وعد بمضاعفة المبلغ في سنة 2010.

        ان ما بقي ان نفهمه ايضا اين الاسرائيليون ازاء هذه المفارقة، واين الموقف الاسرائيلي المنطقي والملح جدا؟! أين هو مطلب التبادلية الذي تمدح به نتنياهو في فترة ولايته السابقة؟ وأين صرخة العدل الاساسية؟ اذا لم يكن ذلك نحو الخارج ففي خطابنا الداخلي، في الاقل، لنعلم في الاقل من الذي نعامله.

        وماذا عن الواقع؟ هو على العكس تماما. نبشر الان بان نتنياهو وباراك سيمنحان الفلسطينيين الشارع المطلوب لاسكان المدينة ومعه الشرعية التي تحتاجها في الساحة الدولية. وكأن المدينة الجديدة هي في عامة الامر مصلحة اسرائيلية ولو لم يبنها الفلسطينيون لفعلنا نحن ذلك.