خبر خطوة صغيرة وهامة..هآرتس

الساعة 08:48 ص|21 مايو 2010

بقلم: أسرة التحرير

بعد جهود لعدة أشهر نجحت الادارة الامريكية في بلورة صيغة جديدة للعقوبات ضد ايران، سترفع لاقرار مجلس الامن. ووافقت الولايات المتحدة على تخفيف حدة مطالبها الاصلية – وذلك كي تحظى بتأييد روسيا والصين لتشديد الخطوات ضد ايران، اذا واصلت الدفع الى الامام ببرنامجها النووي. وكانت النتيجة هي موافقة الاعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الامن على مسودة قرار مشترك.

رزمة العقوبات الجديدة تفرض حظرا على بيع منظومات سلاح كبيرة لايران وتتشدد في  تقييد الحركة والتمويل ضد الحرس الثوري الايراني. وهي لا تحدد آلية فرض وعقاب. هذه الخطوات لن تؤدي بذاتها الى وقف أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، ولا الى تخفيف حدة تهديدات ايران لاسرائيل وقمع معارضي النظام هناك. وحتى بعد ان يصادق مجلس الامن على رزمة العقوبات الجديدة، الرابعة في عددها، ستواصل ايران برنامجها النووي وسعيها الى النفوذ في الشرق الاوسط، ورئيسها، محمود احمدي نجاد سيواصل التحريض ضد "النظام الصهيوني".

ولكن القرار يضع أمام ايران جبهة موحدة من القوى العظمى، التي تغلبت على الخلافات بيننها وعطلت مساعيها لاستغلال المنافسة بين القوتين العظمتين الولايات المتحدة والصين في صالحها. وفي هذا انجاز هام لادارة اوباما. القوة العظمى موحدة في معارضتها لايران النووية، والرسالة استوعبت في طهران التي حاولت احباط بلورة العقوبات من خلال اتفاق مع البرازيل وتركيا لتخصيب اليورانيوم خارج ايران. اتفاق اللحظة الاخيرة، الذي بدا للامريكيين بانه غير كاف، لم ينجح في وقف تقدم مشروع القرار لتشديد العقوبات.

رزمة العقوبات الجديدة يفترض ان تعزز اوراق المساومة الدبلوماسية للولايات المتحدة تجاه ايران. ادارة اوباما التي بدأت ولايتها بالسعي للحوار مع ايران وفشلت، شددت موقفها في الاسابيع الاخيرة. بلورة العقوبات الجديدة هي فقط خطوة اولى. مدى التصميم الامريكي سيفحص في رد فعل الادارة على التجاهل المتوقع من جانب ايران لقرار مجلس الامن ونجاحها في اقناع ايران بالكف عن تخصيب اليورانيوم في أراضيها.

القرار المخفف الحدة الذي سيطرح على اقرار مجلس الامن بعيد عن ان يرضي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. اسرائيل متمسكة بموقفها الذي يدعو الاسرة الدولية الى فرض "عقوبات شالة" على ايران، مثل منع استيراد البنزين والوقود الاخرى – وفي نفس الوقت تواصل الاستعدادات للمواجهة العسكرية، والتي تبدو واضحة في مناورة الجبهة الداخلية القطرية "نقطة انعطاف اربعة" التي ستجرى الاسبوع القادم.

حتى لو كانت العقوبات التي ستطرح على مجلس الامن بعيدة عن ان ترضي اسرائيل، فثمة اهمية كبيرة للاتفاق الذي تحقق بين القوى العظمى. التعزيز المتوقع للعقوبات يضع ايران في موقف الرافضة والخارقة للقانون ويزيد الضغط الدبلوماسي عليها. على اسرائيل ان تعطي اسنادا لخطوات الادارة الامريكية وأن تبقى في اطار الاتفاق الدولي، والا تخرج عنه في تهديدات زائدة او في أعمال احادية الجانب.