خبر الفصائل : الجهاد الإسلامي تعزز عوامل الثقة بين الفرقاء وتؤسس لإنهاء الانقسام

الساعة 10:32 ص|20 مايو 2010

الفصائل : الجهاد الإسلامي تعزز عوامل الثقة بين الفرقاء وتؤسس لإنهاء الانقسام

فلسطين اليوم- وكالات

أثنت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة على مبادرات حركة الجهاد الإسلامي المستمرة وتوجهاتها في جمع الفصائل الفلسطينية، خاصة حماس وفتح، على طاولة واحدة وفي فعاليات موحدة من أجل تقريب وجهات النظر والمساعدة على إنهاء حالة الانقسام التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ أربع سنوات، مؤكدين على ضرورة تكثيف هذه الجهود من قبل الجميع، لتفويت الفرصة على حكومة الاحتلال اليمينية التي تستغل الانقسام الفلسطيني في تكثيف إجراءاتها التهويدية والاستيطانية، وتهجير الفلسطينيين، مشيدين بالمواقف الكثيرة والمؤثرة لحركة الجهاد على صعيد العمل الوطني.

 

وكانت كافة الفصائل الفلسطينية بمن فيها حركتا حماس وفتح قد خرجت متوحدة يوم السبت الماضي، بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي، في مسيرة إحياء الذكرى الثانية والستين لنكبة الشعب الفلسطيني، في مشهد هو الأول من نوعه منذ أحداث صيف 2007 التي تمخض عنها الانقسام بين حركتي فتح وحماس جغرافيا وسياسيا. وسلم المشاركون المسؤولين بمقر الأمم المتحدة رسالة إلى الأمين العام بان كي مون تعرض معاناة الشعب الفلسطيني والمسؤولية الدولية عما جرى للفلسطينيين.

 

جمع الجهد الفلسطيني

 

وفي هذا الإطار، أكد الشيخ خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الحركة هدفت من وراء مبادرتها إلى جمع الجهد الفلسطيني حول موقف واحد من النكبة التي يعاني منها كافة الشرائح الفلسطينية.

 

وقال البطش لـ"الاستقلال": رأينا بضرورة أن يكون المشهد موحدا، وأن نتكاتف لنعبر عن موقفنا الرافض للنكبة والتهجير، وأردنا أن نبعث برسالة إلى الشعب الفلسطيني وإلى الشعوب من حولنا أننا متوحدون حول الثوابت ومتفقون على حق العودة ورفض مشاريع التوطين" مشددا على أن حركة الجهاد الإسلامي تهيئ الأجواء لشق طريق للمصالحة تعبره حركتا فتح وحماس بمساندة كافة أبناء الشعب الفلسطيني، من أجل إنهاء الانقسام المرير الذي مضى عليه أربعة من السنين وترك أثرا مؤلما في نفوس الجميع.

 

وأضاف القيادي في الجهاد الإسلامي متحدثا عن فكرة جمع الفصائل في فعالية واحدة بذكرى النكبة: تمت دعوتنا من قبل الفصائل للمشاركة في فعاليات النكبة، حيث كان مقررا أن تنفذ فعاليات متفرقة، لكننا طرحنا أن تكون الفعالية شاملة لكل الفصائل وتجمع كافة أبناء الشعب الفلسطيني، واجتمعت الفصائل بدعوة من حركة الجهاد لأجل هذا الهدف، وشكلت اللجان، واتفقنا على فعالية واحدة". موضحا أن حركته أخذت على عاتقها ولا زالت جمع الفصائل الفلسطينية بدل حالة التشتت والابتعاد التي رافقت الوضع الداخلي، في إشارة إلى الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

ويرى القيادي البطش أن أحد نتائج هذه الخطوة أنها تساعد في تقريب وجهات النظر، وتسعد المواطنين الذين انتظروا طويلا رؤية فتح وحماس إلى جانب كافة الفصائل تخرج يدا بيد في موقف موحد ضد إجراءات الاحتلال مطالبة بحق العودة.

 

وأكد البطش على وجود جهود تبذلها الجهاد الإسلامي في الميدان لتهيئة أجواء المصالحة وتفكيك العقد بين فتح وحماس، وتقريب وجهات النظر من خلال العمل الجماعي الموحد لإعادة الصورة النمطية الجميلة للشعب الفلسطيني.

 

وكشف القيادي في الجهاد الإسلامي لـ"الاستقلال" بأن الحركة تجري مشاورات حثيثة لتفعيل صيغة لجنة القوى الوطنية والإسلامية (المتابعة). وأضاف: وجودنا عل طاولة واحدة يسهل إيجاد صيغة مشتركة لحل القضايا اليومية المتعلقة بأبناء شعبنا.

 

قصر نظر

 

وفي السياق، أكد القيادي في حركة حماس، الدكتور إسماعيل رضوان، أن حركة الجهاد الإسلامي تقف مشكورة مواقف طيبة مع فصائل المقاومة والممانعة من أجل تحقيق المصالحة والبدء بإجراءات على أرض الواقع، فهي معنية بإنهاء الإنقسام.

 

وقال لـ"الاستقلال": نحن نقدر عاليا جهود كل الفصائل، وعلاقتنا بالجهاد الإسلامي مميزة وتشهد تطورا لافتا،فنحن نتفق في الأهداف العليا، ويوجد بيننا تنسيق مشترك في كثير من الأمور، ونأمل بأن تكون كل الفصائل على هذا الحال".

 

ورفض القيادي في حماس الاتهامات التي يوجهها البعض لحركة الجهاد الإسلامي بأنها منحازة لطرف على حساب طرف آخر، حيث أضاف: من يتهم الجهاد بالانحياز لأحد فهو قصير نظر، ويفترض أن تكون العلاقة بين الفصائل متينة لا تؤثر فيها خلافات".

 

وحول الفعالية المشتركة للفصائل إحياء للذكرى 62 للنكبة، قال د. رضوان: أردنا أن نوحد الجهود، لنقول لشعبنا إننا يمكن أن نتوحد، بل نحن متوحدون إزاء الثوابت، وأن الانقسام يجب ألا يكون شماعة لعدم إنهاء الفرقة والخلاف".

 

وأردف بالقول: أردنا إيصال رسالة إلى العدو الإسرائيلي بأننا نقف اليوم موحدين، لا تهمنا كل محاولات تكريس الانقسام التي لن تجدي نفعا في تفريق الصف الفلسطيني، كلنا متمسكون بحق العودة وبتحرير الأرض والإنسان" داعيا الدول العربية والإسلامية إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني في مقاومته ووقف خيار التسوية مع الاحتلال، ومطالبا السلطة الفلسطينية في رام الله بإعادة النظر في موضوع المفاوضات.

 

مبادرة طيبة

 

من جانبه، وصف الدكتور صلاح أبو ختلة، مفوض العلاقات الوطنية في حركة فتح،مبادرة حركة الجهاد الإسلامي لجمع القوى الفلسطينية بمسيرة واحدة بأنها "مبادرة طيبة ومباركة"، مشددا على أن مثل هذه الخطوات من شأنها أن تعزز عوامل الثقة وتكسر الجليد الذي يحول دون التقاء الفرقاء وإنهاء الانقسام.

 

وقال د. أبو ختلة لـ"الاستقلال": تداعت الفصائل كلها لأول مرة منذ أحداث 2007 في مسيرة وحدوية بناء على دعوة ومبادرة طيبة من قبل الجهاد الإسلامي، وهذا فيه تأكيد على الجميع حريص على الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة".

 

ورحب مفوض العلاقات الوطنية في فتح بأي عمل وحدوي يفضي إلى إنهاء الانقسام الذي حل بمختلف مناحي الحياة وأضر بالقضية الفلسطينية من خلال السماح لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بالاستمرار في إجراءاتها ضد الحجر والشجر والبشر. وقال: هذه السياسة الإسرائيلية من إجراءات تهويد وتهجير وسرقة أراضي لم تكن لتتفاقم لولا الانقسام الداخلي، ونحن بالوحدة يمكننا مواجهتها.

 

وأشار أبو ختلة إلى وجود جهود داخلية من قبل بعض التنظيمات في سبيل تحقيق الوحدة والمصالحة، معربا عن أمله في أن تؤتي هذه الجهود ثمارها بما يعزز حالة العمل السياسي الفلسطيني الداخلي.

 

موقف يسجل للجهاد الإسلامي

 

وفي السياق، أثنى عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية صلاح أبو ركبة على جهود حركة الجهاد الإسلامي المستمرة في سبيل إعادة ترميم البيت الفلسطيني، مؤكدا أن هذا الموقف الوحدوي يسجل لحركة الجهاد بالذات في هذا التوقيت الذي يتم فيه تداول الحديث عن وساطات وجهود للصلح بين حماس وفتح.

 

وقال أبو ركبة لـ"الاستقلال": يسجل لحركة الجهاد الإسلامي هذا الموقف الوحدوي، وهذا ليس جديدا على الحركة التي تدعو دائما إلى الوحدة الوطنية، ففي اجتماعات القاهرة أيضا كانت ترفض التهدئة مع الاحتلال وفي نفس الوقت تؤكد أنها لن تعرقل أي اتفاق".

 

وزاد بالقول: كان من الضروري أن تكون هناك إطلالة وعمل مشترك من قبل فصائل العمل الوطني، وهذا يعبر عن نوايا حسنة في الوصول إلى اتفاق يخرجنا من هذا الجمود ويعيد المياه إلى مجاريها، موضحا أن إحياء ذكرى النكبة بمسيرة مشتركة فيه رسالة تطمئن الشعب الفلسطيني على مستقبله، وتؤكد له أن الخلافات بدأت تزول. ورأى أبو ركبة أن أي اتفاق بدون وجود قاعدة عريضة يلتف حولها الفلسطينيون سيكون مصيره الفشل.

 

وتابع: كانت أهمية هذه الفعالية الموحدة أنها تصب في مواجهة الاحتلال، فالنكبة يوم أسود في تاريخ الشعب الفلسطيني، تذكر أبناءنا بالمأساة التي حلت بهم، كما أنها تؤكد أن الفصائل وإن اختلفت في بعض المسائل إلا أنها تتوحد في القضايا المصيرية، وتخفف من حالة الاحتقان لدى الفلسطينيين الذين يعانون حالة هستيريا سببها الانقسام والمفاوضات التي لم تنجز  شيئا على الأرض...".

 

وبيّن أبو ركبة أنه في اجتماع الفصائل الذي دعت إليه حركة الجهاد الإسلامي الأسبوع الماضي، تحدث كل فصيل بما يريد، ووضعت كل الأفكار على الطاولة، وأعرب الجميع عن رغبته في فعالية مشتركة بين الضفة وغزة، مشيرا إلى أن هذه ما هي إلا بدايات لنتائج أفضل تلبي طموح الشعب الفلسطيني، مشددا على أن حركة الجهاد الإسلامي كانت رائدة ولها دور محترم "وهذا ليس بجديد على الحركة التي نحرص على تلبية دعواتها في كافة المناسبات" بحسب عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية.

 

تؤسس لخطوات مستقبلية

 

أما يوسف درويش، القيادي في حزب فدا، فأعرب عن تقديره لحركة الجهاد الإسلامي، وبارك لها مبادرتها في جمع الفصائل الفلسطينية، معتقدا أن هذه الخطوة تؤسس لخطوات مستقبلية قد تؤدي للوصول إلى وحدة وطنية.

 

وقال لـ"الاستقلال": كانت خطوة مباركة من حركة الجهاد، واستجابت كل الفصائل وتوحد الشعب تحت راية العلم الفلسطيني، ونتمنى البناء على هذه الخطوة للوصول إلى مصالحة حقيقية".

 

وأضاف: يجب أن نغادر مرحلة الانتظار ونتجه نحو تعزيز العمل المشترك الداخلي لخلق أجواء إيجابية وتذليل العقبات بين الضفة وغزة".

 

وأكد درويش أن حركة الجهاد الإسلامي يسجل لها انتماءها الوطني الواضح وتوجهاتها الوحدوية في العمل، موضحا أن هذا يثبت من خلال ممارسات الحركة على الأرض، حيث سبق أن قدمت الكثير من المبادرات لجمع الفصائل الفلسطينية خاصة حماس وفتح.

 

وختم حديثه بالقول: على مدار سنوات عملنا الوطني لامسنا الدور الإيجابي الذي يمارسه الأخوة في الجهاد الإسلامي وتوجههم نحو الوحدة والضغط على الأطراف للوصل إلى مصالحة وإنهاء الانقسام".

- الاستقلال