خبر لنزحلق زحالقة -يديعوت

الساعة 09:41 ص|20 مايو 2010

لنزحلق زحالقة -يديعوت

بقلم: دوف فايسغلاس

في أثناء أحداث "يوم النكبة" في رام الله أعرب النائب جمال زحالقة عن أمله بان يأتي يوم يعود فيه اللاجئون العرب الى كل مكان غادروه في نطاق اسرائيل، وان تكف هذه عن الوجود كدولة يهودية – صهيونية.

رغبة عضو الكنيست في طرد اليهود من كل مكان في البلاد معروفة جيدا. فقبل بضعة اشهر فقط، في مقابلة تلفزيونية وصف وزير الدفاع ايهود باراك بانه "قاتل أطفال يحب الاستماع الى الموسيقى الكلاسيكية". وعندما طلب منه أن يغادر الاستوديو، هتف في طريقه الى الخارج: "هنا الشيخ مؤنس". بمعنى: هذا المكان ايضا (رمات أفيف) – هو مكاني".

        زحالقة لا ينتمي الى البارزين بين أعضاء الكنيست في كل ما يتعلق بالتشريع. مساهمته البرلمانية في تقليص الازمة العسيرة لناخبيه، عرب اسرائيل، تكاد لا تكون معروفة. أساس نشاطه يوظف في الدول العربية وفي الفلسطينيين. وهو يفعل ذلك، رغم أنه يعرف أن هجومه المتواصل على الدولة يزيد العداء بين اليهود والعرب، ويساعد من يرغب في طالح جمهوره.

        ليس كزملائه، أعضاء الكنيست العرب، فان ميزة زحالقة هي في الكراهية الحقيقية التي يكنها لاسرائيل ومواطنيها اليهود. ومع أن كل زملائه ينجحون بين الحين والاخر في اثارة حفيظة الاغلبية اليهودية بأقوال قاسية وزائدة، فان معظمهم يتصرفون هكذا لاعتبارات سياسية – قطاعية وليس بالذات انطلاقا من الكراهية. ليس هكذا زحالقة: كراهيته ليست ضرورة سياسية، كما يفترض تراث زعيمه السابق عزمي بشارة، بل الكراهية الصادقة، المستقلة والاصيلة، التي تصاغ بشكل واضح، جار وطلق – ثمرة التعليم الفائق الذي منحته اياه اسرائيل الكريهة.

        إذن ما العمل مع زحالقة؟ لو كان في سوريا، موضع حبه الاكبر، شخصية عامة تتجرأ على شتم السلطة، لكانت اختفت بالاحرى. وفي غزة، وهي أيضا من مطارح أمانيه، كانت شخصية كهذه سيلقى بها من الاسطح او تطلق النيران على الارجل، وربما هذا وذاك معا. عندنا، الحمد لله، هذا لن يحصل. كلما أغضبنا، تكون سلامته الجسدية مضمونة واحد لن يمس به. المخابرات، حرس الكنيست والشرطة، الفروع الثلاثة الفظيعة لنظام الشر الصهيوني ستحرص على أمنه، وحسنا أن هكذا.

        جهاز القضاء هو أيضا لن يفعل شيئا لكم فيه. وهو "يختنق" من وفرة التمييزات بين "التحريض" و "الاثارة على التمرد"، المحظورين حسب القانون، وبين الانتقاد المسموح به، ويده قصيرة عن الانشغال كما ينبغي به وبأمثاله. وربما حسن أن هكذا ايضا: زحالقة هو أساسا موبئة اجتماعية وسياسية وليس قضائية.

        المجتمع الاسرائيلي، الذي يرغب في معظمه بالتعايش النزيه بين اليهود والعرب في هذه البلاد، هو الملزم بان يمنع، في ظل استخدام الادوات المناسبة، مواصلة الاساءة من هذا المحرض والمقصي. وفي كل ما يتعلق بالوسائل الوقائية الاجتماعية، ليس هناك افضل من نصيحة زحالقة نفسه: في العام 2007، عندما بحثت فكرة انخراط الشبان العرب في الخدمة الوطنية، اقترح النائب الغاضب على المجتمع العربي "لفظ" المتجرئين على التطوع في أي اطار اسرائيلي. مقاطعة، نبذ وتجاهل "الخطائين".

        وبالفعل، وسائلك مقبولة عليّ: يجدر بالمجتمع أن ينبذ، يقصي ويقاطع زحالقة. في كل مكان على الاسرائيليين النزيهين ان يتجاهلوه: لا يتبادلوا معه كلمة، لا يبيعوه في المحلات، لا يخدموه في المطاعم، لا يصلحوا سيارته ولا يسدوا ثقوبا في اسنانه. لا شيء. في كل مكان يظهر فيه عليهم أن يقولوا له "اخرج" (حتى لو صرخ: "هنا الشيخ مؤنس")، او ان ينهوضا ويذهبوا.

        في موقع الكنيست ستجدون صورته. المؤسسة الرسمية والسياسية يجب أن تحتمله وتعاني منه. اما نحن فلسنا ملزمين.

        وعندما سينبذ، فلعله يرضى، ويدعنا لشأننا، وينضم الى زعيمه المنفي بشارة في احد معاقل الحرية وحقوق الانسان التي تتوق نفسه لها.