خبر 10 أسباب تجعل « إسرائيل » دولة فاشية حتى في نظر مواطنيها

الساعة 07:26 ص|20 مايو 2010

10 أسباب تجعل "إسرائيل" دولة فاشية حتى في نظر مواطنيها

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

كتب الصحافي الإسرائيلي برادلي بيرستون تقريرا نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الأربعاء جاء فيه: "لا أحد يعرف الفاشية أكثر من الإسرائيليين. لقد تعلموا تاريخ الأنظمة الفاشية وآلياتها وإمكاناتها المرعبة. والإسرائيليون يتعرفون على الفاشية عندما يرونها، في الآخرين.

 

وربما يكونون قد توقعوا بالفعل عندما بدأت الفاشية في التجذر هنا، أنها ستبرز في زمن قيادة وطنية لها كاريزما طاغية وأساليب عمل كاسحة ومنسقة بقوة.

 

لكن هذا ربما كان واضحا جدا بحيث لا يمكن إنكاره. ويتطلب حصول الفاشية على موطئ قدم، في أي دولة تأسست على مسارها الدامي للغاية، الإنكار والبلادة والذاكرة الانتقائية وإحساسا بأن الأمور- مهما كانت سيئة- يمكن أن تستمر هكذا إلى ما لا نهاية. وبالفعل فان واحدة من أكثر الحكومات قعوداً عن أداء مهماتها وأكثرها فقداناً للتوجه السليم هي التي جعلت المعتدلين يدركون رغما عنهم الوسائل المزينة التي لا حصر لها التي شرع اليمين الإسرائيلي ومؤيدوه في الخارج من خلالها بزرع بذور الفاشية وتغذيتها.

 

وقد كتب بوعاز أوكون، المعلق القانوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الواسعة الانتشار في إسرائيل، وهو قاض إسرائيلي متقاعد، عن منع إسرائيل دخول نوعام تشومسكي بقوله إن "قرار إغلاق المعبر في وجه البروفسور تشومسكي قرار بإغلاق باب الحرية في إسرائيل.

 

ولا أتحدث عن غباء تقديم الذخيرة لأولئك الذين يقولون إن إسرائيل فاشي،. وإنما عن خشيتنا من أننا نتحول فعليا في هذا الاتجاه".

 

يوم السبت الماضي، هاجمت قوات شرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية اعتصاما لا عنفيا قرب مدخل الشيخ جراح في منطقة استولى المستوطنون اليهود على عدد من منازل أصحابها الفلسطينيين الذين طردوا منها بأوامر من محكمة إسرائيلية.

 

والغريب هنا هو ليس وحشية ثني الرقاب التي مارستها وحدة "ياسام" الأمنية بأزيائها ذات اللون الرمادي الشبيه بلون البنادق، والمدججة بالرشاشات الهجومية، والهراوات، والغاز المُدمِع والخوذات، التي احتشدت في مواجهة المعتصمين، ومعظمهم من الإسرائيليين اليهود، الذين تجاوز بعضهم سن التقاعد.

 

إن ما أثار الاستغراب أيضا هو حقيقة أن عددا من رجال الشرطة أصحاب العضلات، عندما شاهدوا مراسلا شابا لإذاعة إسرائيل- وكان ميكروفونه ظاهرا ويمكن تمييزه بسهولة من دون خطأ، وهو يقابل واحدا من المعتصمين الجالسين- قفزوا على المراسل وسحبوه مطبقين عليه نحو مركبة احتجاز خاصة بالشرطة.

 

وفي نهاية المطاف، فما كان غير اعتيادي هو أن الشرطة بدت مرتبكة كليا، وفاقدة بشكل كامل لأوامر واضحة، وتركت لتتخذ قراراتها ذاتيا حول كيفية التحرك في ساحة كان الضغط على الزناد فيها بالغ الحساسية. أنها الفاشية بوجه مرتبك.

 

فلماذا علينا أن نقلق تجاه أي من هذه المظاهر؟ ربما لأننا تصالحنا مع عدد من العوامل الآتية التي يمكنها تحويل مجتمع ما إلى الفاشية، كحل:

 

1 ـ الخسارة في الحرب

خسرنا حربين في أقل من ثلاث سنوات. هدفانا، حزب الله و"حماس"، أفضل تسليحاً وتخندقاً من أي وقت مضى. موقفنا الاستراتيجي والدبلوماسي في انحدار. إيران وسوريا في صعود. وهناك سبب قوي للاشتباه بأن الحرب على غزة، وهي عامل رئيس في خسارتنا لموقفنا الدولي، ربما كان من الممكن تفاديها كليا، والخسائر المدنية الهائلة في الأرواح لا يمكن تبريرها أو تحمل ثقلها على الضمير. هذا، بدوره أدى إلى

 

2 ـ الحجر الدولي، أحساس بالتحول إلى كبش فداء، وبحث عن طابور خامس داخلي.

 

3 ـ إعادة تعريف متطرفة للقيم الإيجابية.

 

ما علينا أن ننظر إلى ما هو أبعد من الاسم البذيء لمشروع "متحف التسامح".

 

4 ـ الإجهاد الحسي

لقد أصبحنا فاقدي القدرة على الإحساس بعواقب المنع الدائم للمواد الغذائية الأساسية ومواد البناء عن مليون ونصف المليون شخص في غزة، الذين ينتظر كثيرون منهم إعادة بناء منازلهم التي دمرناها.

 

لقد أصبحنا معتادين على سرقة الأراضي المملوكة للفلسطينيين في الضفة الغربية، وإساءة معاملة الفلسطينيين الملتزمين بالقانون على الحواجز، والمعاملة السيئة والطرد للعاملين الأجانب، وللقوانين العنصرية غير الديمقراطية وحتى الفاشية التي يصدرها حاخامات اليمين المتطرف، خاصة أولئك الذين يتخذون مناصب رسمية في الضفة الغربية.

 

5 ـ الموافقة على الفاشية

 

قالت الناطقة باسم وزارة الداخلية سابين حداد الاثنين حين سئلت عن السياسات الحدودية للوزارة في أعقاب منع تشومسكي من الدخول: "هناك ملايين الأسباب التي تؤدي إلى منع شخص ما من الدخول إلى إسرائيل".

 

أما المحامي في رابطة الحقوق المدنية في إسرائيل عوديد فيلر فقال: "هناك الملايين من الأسباب، لكن حاول أن تجد معيارا واحدا لرفض الدخول وستصطدم بحائط من الفراغ. وزارة الداخلية لا تنشر القوانين ببساطة، رغم أن هناك حكما قضائيا يأمرها بنشرها".

 

6 ـ الإحساس، رغم كل شيء، بأن كل شيء على ما يرام.

 

سيكون ثمة من يجادل بأن حقيقة أنني وزملائي في "هآرتس" مسموح لنا بنشر ما نكتبه هو دليل على عدم وجود فاشية هنا، وعلى عدم وجود دولة شرطة.

 

لكن الحقيقة هي لو أننا لم نكن يهودا إسرائيليين، وجزءا من مؤسسة مهمة، فإن أيا منا كان يمكن أن يجد نفسه ملقى على نفس الرصيف، من دون إجراءات قانونية أو تفسير، مثل نوعام تشومسكي.

 

7 ـ الإحساس بأن هناك حربا الآن، حين لا يكون هناك حرب

 

8 ـ التطبيق الانتقائي للأحكام القضائية. والثورة عليها بشكل روتيني وعدم إطاعتها من جانب المستوطنين الراديكاليين على وجه الخصوص.

 

9ـ الكذب وعكس الحقائق 180 درجة عند القول بأن المسؤولين يسمحون للإسرائيليين والمقدسيين العرب بفعل ما يشاؤون، واتخاذ إجراءات صارمة مع جيرانهم اليهود.

 

10 ـ المساواة بين انتقاد الحكومة وتفضيل تدمير إسرائيل.

 

وأصبح هذا أمراً يشعر به الناس بصورة متزايدة خارج حدود إسرائيل. ففي سان فرانسيسكو، قامت الهيئة التي تشجع النقاش الحر ضمن الوسط اليهودي، وهي الرابطة اليهودية (جويش فيديريشين)، بمراجعة وتشديد الشروط التي توافق بموجبها على تقديم أموال لمنظمات.

 

"الرابطة اليهودية لا تمول منظمات تقوم من خلال مهماتها ونشاطاتها أو شراكاتها...بالدعوة إلى، أو تأييد، وتقويض شرعية إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية آمنة ومستقلة، بما في ذلك من خلال المشاركة في حركة "مقاطعة وسحب استثمارات وعقوبات" (دي بي اس)كلياً أو جزئياً".

 

وتضيف الإرشادات: "إن ما تتظاهر به منظمات أو أفراد ينتقدون سياسات معينة للحكومة الإسرائيلية لكنهم يؤيدون حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية ديمقراطية آمنة ومستقلة يتطابق (موقفهم) عموماً مع بيان السياسة، ولكننا نشجع بقوة التشاور المبكر مع مجلس علاقات الوسط اليهودي ويجب تقديم البرمجة ضمن إستراتيجية برنامج كلية متماشية مع القيم الجوهرية للرابطة اليهودية".

 

هل يمكن لهذا كله أن يكون قد انتشر على هذه المسافة البعيدة وبهذه السرعة؟ فهل، بسبب إسرائيل، يمكن أن يكون يهود الخارج الذين لا يؤمنون بدولة يهودية تحديداً قد خسروا الآن حقهم في أن يكونوا جزءاً من الوسط اليهودي؟ هل اليهود الذين يحبون إسرائيل ولكن ينظر إليهم على أنهم منتقدون لها أكثر مما ينبغي، أو يدعمون مقاطعةً ما ليجعلوا انتقاداتهم مسموعة، اعتبروا الآن عملياً محرومين من عضوية المجتمع اليهودي؟

 

إنها بلاد حرة، كما أظن".