خبر أسير محرر يروي لـ فلسطين اليوم جوانب من معاناة الأسرى في السجون

الساعة 03:47 م|19 مايو 2010

أسير محرر يروي لـ فلسطين اليوم جوانب من معاناة الأسرى في السجون

فلسطين اليوم – غزة (ميرفت الشريف)

احتضنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ابنها الأسير المحرر نعيم عطا الله، أبو بلال من مخيم البريج وسط قطاع غزة و الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال يوم الأحد الماضي بعد أن قضى حكماً مدته ثلاث سنوات.

 

و جلس الأسير المحرر بين أبناءه و أحباءه و بدت ملامح الفرحة و السعادة على وجهه و وجوه عائلته و أبناءه، و كان يستقبل المهنئين بسعادة و شوق غمر قلبه لمن حرم من الجلوس معهم لثلاثة سنوات أمضاها في غياهب السجون.

 

و كان عطا الله قد اعتقل في الخامس عشر من يوليو عام 2007 في اجتياح نفذه جيش الاحتلال لمنطقة "قليبو" شرق مخيم البريج و معه العديد من شبان المخيم.

 

و حول ظروف اعتقاله، قال الأسير المحرر نعيم عطا الله لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية انه تعرض لإجراءات اعتقالية صعبة بدأت منذ الوهلة الأولى لاعتقاله، حيث قامت قوات الاحتلال باقتياده هو و من معه إلى مركز تحقيق ميداني و تم تجريدهم من ملابسهم و ألبسوهم ملابس خفيفة جداً ثم جرى نقلهم إلى سجن عسقلان، حيث مكث فيه في ظروف اعتقالية صعبة أثناء التحقيق الذي استمر نحو 49 يوماً في العزل الانفرادي و الشبح و التعذيب النفسي و عزل عن العالم الخارجي .

 

و حول التهم الموجهة له، قال عطا الله إن السلطات الإسرائيلية اتهمته بالعمل في المكتب الإعلامي التابع لحركة الجهاد الإسلامي و مركز الدراسات الفلسطيني الذي يديره الدكتور محمد الهندي احد القادة البارزين بالحركة في قطاع غزة بالإضافة إلى نشاطات في منتدى المعلم الفلسطيني.

 

و أوضح عطا الله انه بسبب الممارسات الاحتلالية بحق الأسرى في السجون، انقطع الاتصال بينه و بين عائلته نحو سنة و شهرين بعد اعتقاله في وقت منعت الزيارات لذوي الأسرى من قطاع غزة.

 

و لم يتوقع عطا الله أن يتم الإفراج عنه مع انتهاء محكوميته، بسبب التعنت الإسرائيلي الذي يعرقل الإفراج عمن تنتهي محكومياتهم في معظم الحالات، بذريعة أنهم "مقاتلين غير شرعيين"، إلا أن قرار الإفراج عنه جاءه متأخراً في نفس اليوم الذي انتهت فيه محكوميته.

 

و حول ظروف الاعتقال التي يعيشها المعتقلين في سجون الاحتلال، قال الأسير المحرر إن الشهيد عندما يستشهد فإنه يموت مرة واحدة، أما بالنسبة للأسير فالحالة مختلفة تماماً، أي أن الأسير يرى الموت بأم عينه يومياً داخل المعتقل بسبب الممارسات الاحتلالية التعسفية بحق الأسرى سواء بسبب منع ذويهم من الزيارة أو فرض العقوبات عليهم و المعاملة السيئة التي يلاقونها هناك.

 

و فيما يتعلق بصفقة الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، جلعاد شاليط، قال عطا الله إن الأسرى في المعتقلات الصهيونية هم أكثر الناس متابعة لهذا الموضوع، كيف لا و انه يخصهم و يخص قضيتهم كما أنها القضية التي تلامس مشاعرهم و خصوصاً الأسرى القدامى و ذوي المحكوميات العالية الذين امضوا زهرات شبابهم داخل السجون.

 

و أشار إلى أن القنوات المسموح بمشاهدتها داخل السجن محدودة جداً و تقتصر على التليفزيون الإسرائيلي و قناة الـ mbc و العربية، مشيراً إلى أن تلك القنوات لا تأتي بأخبار دقيقة عما يدور في الخارج.

ٍ

و حول موضوع الانقسام الفلسطيني و تداعياته على الأسرى في المعتقلات الصهيونية، قال عطا الله إن الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية اثر و بشكل كبير على أوضاع الأسرى، بل و زاد من معاناتهم ، منوهاً إلى أن الاحتلال لم يجرؤ قبل الانقسام على عزل الأسرى و فصلهم حسب انتماءاتهم السياسية، إلا أن هذه الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني شجعت الاحتلال على اهانة الأسرى و الإمعان في عقابهم.

 

و تابع يقول إن الأسرى المرضى يشكلون معضلة حقيقية بالنسبة لباقي الأسرى في المعتقلات، حيث أن معاناتهم تزداد يوماً بعد يوم بسبب تردي أوضاعهم الصحية، مشيراً إلى بعض الحالات المرضية التي تتجرع كأس المر يومياً، و منها حسب ما يروي الأسير المحرر: إن احد الأسرى كان ينظف الأرض في احد غرف معتقل النقب الصحراوي فانزلق و وقع على الأرض فانكسرت يده في يوم الجمعة، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت نقله للمستشفى و ترك يتألم حتى وافقوا على نقله إلى المستشفى يوم الأحد.

 

و في حالة أخرى كما ينقل عطا الله، فان الأسير هاشم العتال، تم اعتقاله قبل نحو ثلاثة أعوام و هو في طريقه إلى احد المستشفيات داخل أراضينا المحتلة لإجراء عملية جراحية في عينيه، و هو كفيف لا يرى و انه يعاني أيضاً من مرض السكري.

 

و قال إن حالة العتال تزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب وضعه الصحي و ظروف الاعتقال الصعبة التي يعيشها هو و جميع الأسرى داخل السجون.

 

في ختام حديثه، وجه الأسير المحرر رسالته للأسرى داخل السجون بان يضعوا ثقتهم بالله عز و جل و أن يصبروا، و أن يعلموا علم اليقين انه هو من سيفرج كربهم.