خبر خبراء: إسرائيل تستغل الصفقات العربية للضغط على واشنطن

الساعة 01:28 م|19 مايو 2010

خبراء: إسرائيل تستغل الصفقات العربية للضغط على واشنطن

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

لم يمضِ أكثر من شهر على قرار الولايات المتحدة بتجديد فرض العقوبات على النظام السوري، حتى عادت طبول الحرب لتخيم على أنغام السلام بين كل من دمشق وتل أبيب، فالقرار الأمريكي لحقه مطالبة الرئيس باراك أوباما للكونجرس بتمويل منظومة الدفاع الإسرائيلية المضادة للصواريخ بمبلغ 205 ملايين دولار، وفى المقابل قدمتً روسيا دعماً عسكرياً للنظام السوري، حيث أعلنت الهيئة الاتحادية الروسية للتعاون العسكري التقني الأسبوع الماضي تزويد سوريا بمجموعة مقاتلات حديثة، ومنظومات للدفاع الجوى.

 

الصفقة الروسية تضمنت تزويد القوات السورية بمقاتلات من طراز "ميج 29"، إضافة إلى أسلحة مدرعة، ومنظومات دفاع جوى قصيرة المدى، منها منظومة "بانتسير"، إلا أنه لم يكشف عن حجم الصفقة على وجه التحديد أو موعد تسليمها للجانب السوري.

 

وكما يرى اللواء طلعت مسلم، الخبير الإستراتيجى فإن صفقات تزويد الجانبين الإسرائيلى والسوري بالسلاح لن تؤثر على مستقبل المفاوضات بين الجانبين، ولكن على العكس ستدفع الاتصالات بين أمريكا وإسرائيل للأمام لاستيضاح الموقف، والدخول في فترة جديدة من "جس النبض"، مشيراً إلى أن قرار الولايات المتحدة بتجديد فرض العقوبات على سوريا كان وراءه دفع الرئيس الأسد إلى مزيد من المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى، فكما تمتلك أمريكا وسائل إغراء، في يدها أيضاً ـ على حد وصفه ـ أوراق كثيرة للضغط.

 

ويستبعد مسلم، رغم ضخامة صفقات التسليح التي أبرمت بين الجانبين، وقوع أي مواجهة عسكرية بين سوريا وإسرائيل، ما لم تقم الأخيرة بالدخول في حرب مع إيران، مشيراً إلى أن واشنطن لا تزال عاجزة عن كسر الروابط السياسية والأمنية بين كل من النظاميين الإيراني والسوري.

 

من جهته، يرى د.عماد جاد، المتخصص في الشأن الإسرائيلى، أن صفقات التسليح العربية دائماً ما تستغلها إسرائيل بمطالبة الولايات المتحدة بمنظومات تسليح متطورة، تضمن لها التفوق النوعي في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الصفقة السورية مع روسيا تأتى ضمن شأن معتاد بين البلدين، وقابلته الإدارة الأمريكية بصفقة مماثله مع تل أبيب وفى النهاية كلا الصفقتين لن يخل بموازين القوى في المنطقة.

 

واستبعد جاد دخول السوريين في أي مواجهات عسكرية حتى في حال نشوب حرب بين إسرائيل وإيران، مشيراً إلى أن دورها سيظل من خلف الكواليس، من خلال حزب الله أو حركة حماس.

 

وأوضح أن المفاوضات بين دمشق وتل أبيب لن تشهد تطوراً ملحوظاً ليس بسبب صفقات التسليح المستمرة لدى البلدين، ولكن لأن إسرائيل ليست في عجلة من أمرها، والتنازل عن الجولان السوري ليس بالأمر السهل، وفى المقابل، من الصعب أن يتنازل السورييون عن علاقاتهم بحزب الله وإيران.

 

وأكد عدم وجود ضغوط أمريكية متعمده لإجبار سوريا على تقديم تنازلات أو المضي قدماً في ملف المفاوضات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن تجديد إدارة الرئيس باراك أوباما للعقوبات على سوريا هو إجراء روتيني معتاد، يتخذ بشكل دوري، ولا يمنع اتخاذه سوى حدث عظيم في العلاقات بين دمشق وواشنطن.