خبر الإعلام الفلسطيني يقدم خدمة مجانية للاحتلال

الساعة 09:10 ص|19 مايو 2010

الإعلام الفلسطيني يقدم خدمة مجانية للاحتلال

فلسطين اليوم-غزة (تقرير خاص)

أصبحت وسائل الإعلام الفلسطينية وخاصة المواقع الإخبارية على صفحاتها الالكترونية تتسابق مع بعضها البعض في نقل الأخبار ولكن ليست من مصادرها الفلسطينية ولكن من المواقع والصحف الإسرائيلية في تباهي غير ظاهر بأنها نقلت الخبر قبل الأخرى دون التأكد من مصدره أو هدف الاحتلال لنشر مثل هذا الخبر أو حتى تلقيحه وكأنها تقدم خدمة مجانية للاحتلال.

 

أخبار أشيعت في الآونه الأخيرة من قبل وسائل الإعلام دون معرفة الهدف من وراءها في ظل غياب المصدر الرسمي, لدرجة أن العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية أصبحت هي من تتحدث عن ملفات الفساد الفلسطيني وما يدور من خفايا المفاوضات الفلسطينية الداخلية بالرغم من أن أحد طرفي المفاوضات هو "فلسطيني".

 

وحمَل صحفيين خلال تقرير خاص " لفلسطين اليوم" غياب الوعي لدى العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية وهرولة المسؤول الفلسطيني خلف الإعلامي الأجنبي والإسرائيلي للتلميع أو للوصول لمصلحة معينة.

 

فقد أكد الصحفي صالح المصري مدير إذاعة القدس ومدير التجمع الإعلامي، أن المسؤول الفلسطيني يرغب أن يصرح دائماً للمسؤول الأجنبي والإسرائيلي مما يضطر الصحفي الفلسطيني لأخد المعلومة من وسائل الإعلام الإسرائيلية وسط غياب الوعي.

 

وشدد المصري، على أن الإعلام الفلسطيني يشكو من غياب الناظم الحقيقي وقيامها على العشوائية وعدم وجود حاضنة الإعلام أي "نقابة الصحفيين".

 

وتحدث المصري عن وجود أسباب أخرى للمشكلة يكمن في ظهور جيل جديد من الصحفيين وكم هائل من وسائل الإعلام المتنافسة بطريقة غير مسؤولة حيث يكون همها الوحيد الحصول على خبر حتى لو كان إسرائيلي, أو يروج للفتنة.

 

واعتبر المصري، أن الحل الوحيد للمشكلة يتمثل في تدخل جهات عليا تزيد من الوعي في التعامل مع وسائل الإعلام الفلسطينية كالجامعات والوزارات, مؤكداً أن قضيتنا الفلسطينية ليست بحاجة إلى هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام.

 

ومن جانبه رأى مدير فضائية القدس عماد الإفرنجي، أن شعبنا الفلسطيني يعيش تحت احتلال, وأن المحتل يبث سمومه عبر وسائله الإعلامية التي تقوم وفق منظومة الدولة وبصورة قوية وليست وفق إجتهادات شخصية وحزبية كما في وسائل الاعلام الفلسطينية.

 

ورجح الإفرنجي السبب في نقل الأخبار من مصادرها الإسرائيلية لحرمان وسائل الإعلام من المعلومة الفلسطينية وتفضيل الإعلام ألاجنبي عن غيرها, معتبراً أن وسائل الإعلام الفلسطينية تشكو من غياب المتخصصين في موضوع الترجمات الإسرائيلية .

 

وأوضح أن العقل الباطن للصحفي الفلسطيني يعلم أن الخبر يحمل في طياته تسريبات معنية أو إشاعة ولكن يلجأ لنشرها لغياب المصدر الفلسطيني, وتفضيله الحديث للصحفي الاسرائيلي على الفلسطيني.

 

ورفض الإفرنجي تحميل المسؤولية لأحد كون أن المسؤولية مشتركة فكل شخص يقع على عاتقه مسؤولية معالجة المشكلة , وأن تكون هناك جهات مختصة في الشأن الاسرائيلي, مطالباً بضرورة وجود مجلس إعلامي أعلى من الكل الفلسطيني لرفع الاصوات عاليا في كافة القضايا الملحة.

 

ومن جانبه حمل خبير موقع "فلسطين اليوم" في الشؤون الإسرائيلية مسؤولين في السلطة الفلسطينية بالإدلاء بتصريحات تكون مهمة إما لإذاعة الجيش الإسرائيلي أو موقع يديعوت أو غيرهما من وسائل الاعلام الإسرائيلية ويترك وسائل الإعلام الفلسطينية دون الاهتمام بها مما يضطر محرري وسائل الإعلام الفلسطينية إن كانت مرئية او مواقع إخبارية او قنوات الراديو المحلية الي نقل الخبر وبثه .

 

وحذر الخبير من صوت إسرائيل باللغة العربية فهو تبث أخبار موجه ومدسوسة هدفها التخريب الواضح ضد الشعب الفلسطيني وقال "ومن لا يعلم فليعلم ان صوت إسرائيل باللغة العربية يترجم فقط أخبار الاذاعة العامة( ريشت بيت) ولكن عندما يترجم صوت إسرائيل الخبر من مصدرة الأساسي ريشت بيت يغير ويبدل في الخبر ليخرجه بخبر مدسوس .

 

ونبه من خطورة تناول المواقع الإخبارية الإسرائيلية التي تساهم أيضا في بث أخبار مدروسة توثق تحت بند أخبار ( موجه) أما للشعب الفلسطيني أو للدول العربية تحت عدة مسميات : مصدر فلسطيني أو مصدر عربي أو مصدر غربي أو مصادر شرق أوسطية او مصادر أمريكية او مصادر أوروبية, معتبراً ان الإعلام الإسرائيلي بارع جدا في استخدام مصطلح يخبىء من خلفه ( ذكر مصدر او ذكرت مصادر) ولكن للأسف الصحافي الفلسطيني في معظم الأحيان يصدق كل ما تقوله وسائل الإعلام الإسرائيلية وهناك أمثلة كثيرة ومنذ سنوات طويلة.