خبر باحث فلسطيني يحذر من المجزرة الإسرائيلية بحق مقبرة مأمن الله بالقدس

الساعة 08:27 ص|19 مايو 2010

باحث فلسطيني يحذر من المجزرة الإسرائيلية بحق مقبرة مأمن الله بالقدس

فلسطين اليوم- غزة

حذر باحث والمختص بالشؤون السياحية في فلسطين اليوم الأربعاء، من استمرار عمليات الحفر التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مقبرة مأمن الله في القدس المحتلة بذريعة بناء ما يُدعى بـ"مركز الكرامة الإنساني - متحف التسامح".

 

وقال الدكتور عبد القادر إبراهيم حماد أستاذ مساعد في جامعة الأقصى بغزة والباحث في السياحة الفلسطينية في تصريح صحافي وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه:"إن استمرار الحفر في هذه المقبرة التاريخية يشكل انتهاكاً خطيراً للتراث الإنساني بشكل عام والإسلامي على وجه الخصوص باعتبار مقبرة مأمن الله المقبرة من المزارات التاريخية الهامة التي يجب الحفاظ عليها وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال".

 

وأضاف الخبير الفلسطيني أن استمرار الصمت العربي والإسلامي والدولي إزاء الجريمة التي ترتكب في مقبرة مأمن الله هو جريمة في حد ذاته، منوهاً إلى أن هذه الجريمة لم تحرك ساكناً في حين لو كانت المقبرة يهودية لاتهمنا بعدم السامية وتحرك المجتمع الدولي على كافة الصعد الرسمية والشعبية.

 

وشدد د. حماد على أن ما يحدث في مقبرة مأمن الله والقدس برمتها هي مجزرة تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، منوهاً أن ما يحدث هو عملية تهويد بشعة، ومحاولة مفضوحة لتزوير الحقائق التاريخية والجغرافية في المدينة المقدسة، وطمس جميع المعالم الحضارية والتاريخية التي تشير إلى عروبة القدس وإسلاميتها.

 

وحث الأكاديمي الفلسطيني الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي خاصة المنظمات والمؤسسات ذات العلاقة  إلى التدخل الفوري لوقف هذه المذبحة بحق التراث العربي والإسلامي في القدس الشريف، والعمل السريع لوقف عمليات التدمير والإزالة المستمرة التي تنفذها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مقبرة مأمن الله وغيرها من المعالم الحضارية في القدس الشريف.

 

 وكشف د. حماد أن العديد من المصادر بما فيها مصادر اسرائيلية أكدت أن سلطات الاحتلال قامت بشكل مخالف لجميع الأعراف والمعتقدات الدينية بنبش المقبرة وإخراج الجثامين منها،  وتجميع الهياكل العظمية  بلا أي احترام لكرامة الميت في باستهتار مقصود للبعد الديني والحضاري للمقبرة ليتسنى لها  تزييف التاريخ والجغرافيا.

 

وكانت مصادر إسرائيلية كشفت أن عمليات النبش المستمرة في المقبرة الإسلامية لا تتوافق مع المعايير المهنية لعمليات الحفر، وأن اعترافات العاملين أكدت على سوء نية المخطط المزعوم، وأن  السلطات الإسرائيلية، وخاصةً المسئولين في بلدية الاحتلال في القدس، إلى جانب سلطة الآثار الإسرائيلية، قد عملت على تغيير الوقائع على الأرض وتشويه معالم المقبرة بغية تسيير مشروع بناء المتحف الذي بادر إليه مركز فيزينتال اليهودي-الأمريكي.

 

يذكر أن مقبرة مأمن الله والتي يسميها البعض ماملا - بمعنى ماء من الله أو بركة من الله – غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد كيلومترين من باب الخليل، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس وتقدر مساحتها بمائتي دونم بينما قدرها المهندسون بتاريخ 16/4/1929 بـِ  (137.450.29م2) أي بنحو 137 دونما ونصف، علما أنه استثنى منها بناية الأوقاف التي كانت مبنية على جزء من أرض وقفها، ومقبرة الجبالية التي كانت على القندرية، والتي يفصلها عن المقبرة الشارع.

 

وعندما سجلت المقبرة في سجلات دائرة الأراضي – الطابو- بتاريخ 22/3/1938 سجلت مساحتها (134.560) من الدونمات واستصدر بها وثيقة تسجيل أراضي "كوشان" طابو ضمن أراضي الوقف الإسلامي.

 

وتذكر الروايات التاريخية أن مقبرة مأمن الله تأوي رفات أكثر من سبعين ألفا بين صحابي وشهيد وعالم وزاهد مسلم.