خبر الاحتلال يلاحق الأموات في مقبرة تاريخية بالقدس

الساعة 04:26 ص|19 مايو 2010

الاحتلال يلاحق الأموات في مقبرة تاريخية بالقدس

فلسطين اليوم- وكالات

قالت صحيفة عبرية إن عمليات الحفر والنبش المستمرة في مقبرة مأمن الله في القدس المحتلة بهدف بناء ما يُدعى بـ"مركز الكرامة الانساني - متحف التسامح"، لا تتوافق مع المعايير المهنية والإنسانية لعمليات الحفر.

 

ونقلت صحيفة "هآرتس" يوم أمس عن شهادات القائمين على عمليات الحفر والعاملين هناك، تأكيدهم سوء نية المخطط المزعوم، مشيرين إلى أن السلطات  الصهيونية، وخصوصاً المسؤولين في بلدية الاحتلال في القدس، إلى جانب سلطة الآثار  الصهيونية، قد عملت على تغيير الوقائع على الأرض وتشويه معالم المقبرة بغية تسيير مشروع بناء المتحف الذي بادر إليه مركز فيزينتال اليهودي-الأمريكي.

 

وأكدت الصحيفة أن التقارير التي وردت في السياق ذاته، والتي صدرت عن سلطة الآثار، "لم تكن موضوعية بل وأنها مغلوطة ومنقوصة على أقل تقدير، حيث ادعت أن لا أهمية تاريخية للمقبرة في إشارةٍ منها إلى العدد "القليل" من المقابر هناك".

 

وبحسب ما جاء في الصحيفة، فقد دامت عملية استخراج الرفات ما يقارب الخمسة شهور، حاولت السلطات فيها تكثيف عمليات الحفر، وعملت جاهدةً لتسريع عمليات النبش دون الاكتراث بكرامة الموتى. وقد أكد العديد من الخبراء في شؤون الآثار، إلى أن المخطط المزعوم سيتم بناؤه على أنقاض ما تبقى من المقبرة الإسلامية، والتي تحوي، بحسب التقديرات، أكثر من ألف قبر، مؤكدين أن عمليات الحفر في المقبرة ما هي إلا عملية مسح وطمس للوجود الإسلامي.

 

ويُشير التقرير المطول الذي نُشر في الصحيفة إلى أن محاولات السلطات بناء المتحف فوق أنقاض المقبرة، جاءت بعد موافقة العديد من القيادات السياسية  الصهيونية، مثل رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، الذي ما زال قيد التحقيق والملاحقة في أعقاب تورطه في العديد من قضايا الفساد والرشوة.

 

يُذكر أن مقبرة "مأمن الله" هي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس وتقع غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد كيلومترين من باب الخليل، وتقدر مساحتها بمائتي دونم وتشير الشهادات إلى وجود رفات أكثر من سبعين ألف شخص في المقبرة منهم العلماء والفقهاء والأدباء والأعيان والحكام. وبعد احتلال القوات  الصهيونية لمدينة القدس في العام 1948 دخلت مقبرة مأمن الله ضمن أملاك ما يسمى "حارس أملاك الغائبين"، واستمرت محاولات المؤسسة  الصهيونية بنبش القبور وتغيير معالم المقبرة سعياً منها لمحو المعالم العربية وطمس الوجود الفلسطيني في المدينة.