خبر غزة : أسير مهدد ببتر قدمه بسبب الإهمال الطبي

الساعة 03:59 ص|19 مايو 2010

غزة : أسير مهدد ببتر قدمه بسبب الإهمال الطبي

فلسطين اليوم- غزة والوكالات

ينتظر الأسير ناهض فرج الأقرع (42 عاما) من غزة بتر قدمه اليسرى في عملية جراحية ستجرى في السابع والعشرين من الشهر الحالي، بعد أن أبلغته إدارة سجن مستشفى الرملة نيتها بتر قدمه جراء فشل إجراءات الحفاظ عليها بعد اعتقاله وهو مصاب.

وقالت غدير أنور الأقرع زوجة الأسير إن زوجها أبلغ العائلة بتدهور حالته الصحية نتيجة عدم تلقيه العلاج الكافي في السجن بعد اعتقاله وهو مصاب في العشرين من شهر تموز 2007.

وأكدت الأقرع أن زوجها أصيب خلال أحداث الحسم في قطاع غزة ما أدى إلى بتر قدمه اليمنى مباشرة وإصابة قدمه اليسرى التي استدعت نقله إلى الأردن للعلاج.

وقالت إن الأطباء في الأردن أبلغوه بأن حالته الصحية في تحسن، قبل أن يعود إلى الضفة الغربية عن طريق معبر الكرامة بناء على تنسيق خاص من السلطة، إلا أن قوات الاحتلال اعتقلته هناك وحكمت عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات بتهمة الاشتراك في تفجير دبابة إسرائيلية قبل الانسحاب من قطاع غزة، مطالبة المؤسسات الحقوقية والقانونية بالتدخل لإنقاذ حياته بسبب تدهور وضعه الصحي.

من جهة أخرى، وجه أسرى قطاع غزة رسالة غاضبة إلى القيادة الفلسطينية يشتكون فيها من التقصير المتواصل بحقهم ما أدخلهم في ظروف وأوضاع معيشية صعبة داخل السجن.

وفي رسالة من السجن خاطب الأسرى الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، معربين عن تذمرهم لعدم قيام وزارة الأسرى بمتابعة قضاياهم ومشاكلهم والعمل على حلها.

وتضمنت الرسالة التي حصلت "الأيام" على نسخة عنها شكوى من عدم تمكن أهالي الأسرى من دفع الكنتينا لعدم وجود بريد إسرائيلي في غزة المحاصر ورفض تعامل البنوك مع أهل الأسرى، في حين إن حل هذه المشكلة يتوقف على وزير الأسرى وسلطة النقد مع العلم أن وزارة الأسرى تدفع 250 شيكلا شهريا للأسير الواحد لا تكفيه في ظل الغلاء الفاحش للبضائع الإسرائيلية داخل السجون.

كما اشتكى الأسرى من الضائقة المالية الخانقة التي يعيشها أهاليهم منذ ثلاث سنوات، إلى جانب عدم متابعة الأسرى من الناحية الصحية ما أدى إلى تدهور الحالة الصحية لعدد كبير منهم.

وقال الأسرى في رسالتهم إن هناك نقصاً حاداً في الملابس والأغطية بسبب عدم زيارة الأهل وعدم وجود تغطية مالية لشرائها، ودعوا الرئيس عباس ورئيس الوزراء فياض إلى إصدار تعليمات لوزارة الأسرى للعمل الفوري من أجل رفع المعاناة عن الأسرى، وطالبوا بتشكيل لجنة تحقيق على أعلى المستويات للبحث في التقصير الذي يعانون منه وأدى إلى تدهور حاد في أوضاعهم وشروط حياتهم ومعيشتهم وحقوقهم المادية والمعنوية.

ولوّح الأسرى بإمكانية اللجوء في وقت قريب إلى الإضراب المفتوح عن الطعام حتى ينالوا حقوقهم.

وكان أهالي الأسرى خاصة أولئك المنتمون لحركة فتح أيدوا ما جاء في الرسالة من شكوى، مشيرين إلى ضرورة معالجة القصور بشكل سريع.

وسادت يوم أمس في الاعتصام الأسبوعي لذوي الأسرى حالة من الهرج والمرج بين صفوفهم، وهم يشتكون من الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناؤهم في السجون.

وطالبت والدة الأسير رائد الحاج أحمد (27 عاما) المحكوم بالسجن لمدة عشرين عاما بصرف مبلغ 800 شيكل التي سبق أن تم إصدار وعود بتوزيعها على أسرى منظمة التحرير أسوة بحركتي حماس والجهاد، منوهة إلى أن الوعود لم تنفذ سوى مرتين في حين تواصلت معاناة الأسرى وعائلاتهم.

من جانبها، قالت زوجة الأسير ناصر النملة إن عدم وصول الكنتينا إلى الأسرى أدى إلى زيادة أوضاعهم المعيشية قسوة، مؤكدة أن عدم وجود الكنتينا أوجد خلافات كثيرة بين عائلات الأسرى بسبب عدم المقدرة على تلبية احتياجاتهم المعيشية.

وكان أهالي الأسرى واصلوا، أمس، اعتصامهم الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وطالبوا بإطلاق سراح أبنائهم وتحسين شروط حياتهم، ورفعوا صور أبنائهم ورددوا هتافات تطالب بالإفراج الفوري عنهم ووقف الممارسات الصعبة بحقهم.

من جهة أخرى، قالت مؤسسة "مهجة القدس" إنها تلقت رسالة من الأسيرات في سجن الشارون يتحدثن فيها عن قيام إدارة السجن بتصعيد إجراءاتها التعسفية بحقهن وذويهن، خاصة أثناء الزيارة، وذلك بعد مشاركتهن في الإضراب عن زيارة الأهل خلال شهر نيسان الماضي.

وأكدت الأسيرات أن إدارة السجن كانت تشوش خلال زيارة الأهل على الاتصال بين الأسيرات وأهاليهن وقطعته أكثر من مرة، علاوة على منع الأهالي من التحدث مع بعضهم وصراخ السجانين ومحاولة افتعال مشاكل لتعطيل الزيارة.

ونوهت الأسيرات إلى أنهن يعانين منذ أسبوعين من معاملة قاسية وفظة من قبل السجانة المسؤولة التي عينت حديثا وتحاول افتعال المشاكل مع الأسيرات، اللاتي قدمن شكوى لإدارة السجن عن معاملة هذه السجانة وكان الرد من قبل السجانة "أنتن من افتعلتن المشكلة"، في إشارة لمشاركتهن في الإضراب عن زيارة الأهل.

وأشرن إلى أن الأوضاع داخل السجن ازدادت سوءا بعد الإضراب بدلا من الاستجابة لمطالبهن، وأكدن أن الإدارة زادت من الإجراءات التعسفية والاستفزازية وتحاول افتعال مشاكل من خلال السجانة الجديدة التي تقوم طوال الوقت بالتعامل مع الأسيرات بفظاظة.

إلى ذلك، ناشدت حركة فتح- إقليم الشرقية بمحافظة خان يونس المؤسسات الحقوقية والإنسانية والطبية التدخل لإنقاذ حياة الأسير أحمد عصفور الذي تم اختطافه على حاجز بيت حانون في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني في العام 2009 بعد تنسيق قامت به السلطة لتحويله للعلاج في القدس.

يذكر أن الأسير المريض عصفور يعاني من بتر أجزاء من أطرافه واليد اليمنى لديه لا تتحرك بسبب تهتك في الأعصاب علاوة على أنه مصاب في جميع أنحاء جسمه.

وكان عصفور تلقى علاجا في مصر بعد الإصابة وعاد ثم حول بموجب تنسيق إلى إحدى المستشفيات في القدس فتم اعتقاله وإعادة والده المرافق سمير عصفور على حاجز بيت حانون.

ويتناول عصفور علاجا بشكل منتظم لم توفره إدارة السجون ما فاقم حالته وأثر على صحته ونفسيته.

وقالت حركة فتح إنها متخوفة من استغلال حالته الصحية في التحقيق معه كوسيلة ضغط لتحصيل لائحة اتهام بالقوة.

ودعت فتح عبر مفوض اللجنة الإعلامية بإقليم الشرقية أحمد النجار المؤسسات الحقوقية والإنسانية للضغط على دولة الاحتلال للإفراج عن الأسير المريض عصفور وتقديم العلاج الفوري له كون حالته لا تسمح بتأخير علاجه أو اعتقاله.