خبر حزب الله يروّج لـ« السياحة الجهادية » في جنوب لبنان

الساعة 04:59 م|18 مايو 2010

برنامجها يتضمن معارك بالمحاكاة

حزب الله يروّج لـ"السياحة الجهادية" في جنوب لبنان

فلسطين اليوم- مارون الراس

بعد 10 سنوات على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، يمكن لزوار الجنوب ان يتمتعوا بسياحة نوعية جديدة برعاية حزب الله تمس تسميتها بـ"السياحة الجهادية"، ويتضمن برنامجها، معركة بالمحاكاة، وموقع عسكري، ومقاتلون يروون خبراتهم مع الحرب و"إنجازات المقاومة".

 

ونظم طلاب حزب الله في الجامعة اليسوعية في بيروت الاحد رحلة "الهوى جنوبي" التي جمعت أكثر من 500 طالب من كل الطوائف اللبنانية، وكان الهدف من هذه الرحلة بحسب ما جاء في إعلان المنظمين: "تعريف المشاركين بإنجازات المقاومة" وإشعارهم "بعبء الاحتلال وبعزة التحرير" بعد أكثر من 22 سنة من الاحتلال الاسرائيلي، بالاضافة الى التعريف بحرب تموز (يوليو) 2006 و"مشاهد العزة والانتصار".

 

وتولت 11 حافلة نقل "السياح" من العاصمة، حيث حظي المشاركون بإفطار (ترويقة) في الباص عند الانطلاق، ثم غداء في مطعم في قرية مجدل سلم الجنوبية وزيارة لموقع عسكري متقدم في إقليم التفاح المحظور عادة على الزوار لكنه تحول في المناسبة إلى منتزه. ويقع ذلك الإقليم شمال نهر الليطاني، أي خارج منطقة انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة.

 

كما تضمنت الرحلة معركة بالمحاكاة في مارون الراس الحدودية التي دمرت بشكل كبير خلال حرب صيف 2006 بين حزب الله وإسرائيل. وفي الخلفية، أصوات مسجلة لمعركة مع ازيز الرصاص ودوي الانفجارات.

 

وبلغت كلفة الرحلة 40 ألف ليرة لبنانية (26 دولاراً) لكل مشارك.

 

 

وبحسب المشاركين ساد الحافلات جو من الاسترخاء وتبادل النكات مع موسيقى وطنية وأناشيد تمجد "المقاومة". في الوقت نفسه، تم بث مقابلة مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في إطار شريط وثائقي عن "إنجازات الاخوة المجاهدين".

 

وفي محطة "ترفيهية" أخرى للتخفيف من عناء الطريق الطويل، طرحت جوزيت، احدى الشابات من فريق التنظيم، أسئلة على المشاركين في الرحلة: "ما اسم اول شهيد للمقاومة؟ ما هو المطار الاسرائيلي الذي تعهد السيد (حسن نصرالله) بقصفه في حال حصول حرب جديدة؟ وما عدد مزارع شبعا المحتلة؟".

 

ولا يعرف أحد الإجابة عن السؤال الأخير، الأمر الذي يثير عاصفة من التعليقات الساخرة.

 

في إقليم التفاح، وعد المنظمون بـ"مفاجأة"، حيث سار الطلاب الذين يتحدثون في ما بينهم بمزيج من اللغتين اللبنانية والفرنسية، صعوداً مسافة اربعة كيلومترات نحو غابة، قبل أن يعلن أحد المنظمين بقوله "إنكم تدخلون منطقة محظورة".

 

وفجأة، ظهر صفان من الشبان باللباس العسكري، وقد أطلقوا لحاهم وصبغوا وجوههم باللون الاسود، وهم يحملون أسلحة رشاشة، وكان في المكان ايضاً، مدفع وقاذفة صواريخ كاتيوشا وصاروخ مضاد للدروع، وارتفع في الجو صوت تسجيلات لحسن نصرالله وأصوات رشقات نارية.

 

وقال أحد المقاتلين لوكالة فرانس برس "هذا من أهم المواقع التي كان ينطلق منها المقاومون"، مشيراً إلى تلة خضراء تشرف على الغابة.

 

وأضاف وهو يتذكر معارك 2006، "الجندي الاسرائيلي جبان جداً على الارض. في 2006، كان ينتظر لحظة الانسحاب بفارغ الصبر"، وأكد مقاتل آخر انه "مستعد لحرب جديدة"، مضيفاً "نحن سعداء لرؤية كل هؤلاء الشباب، نشعر بالقوة والدعم".

 

واستمع الطلاب، وبينهم فتيات يرتدين سراويل الجينز الضيقة والقمصان الصيفية، باهتمام إلى مقاتل يشرح اختصاصه القائم على اطلاق صواريخ الكاتيوشا والصواريخ المضادة للدروع في اتجاه إسرائيل خلال الحرب.

 

وتقول لما (21 عاماً)، الطالبة في إدارة الأعمال، "تعلمت الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام حول الأسلحة".

 

ومعظم المسيحيين المشاركين في الرحلة هم من انصار التيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون، حليف حزب الله.

 

في مارون الراس، شاهد الطلاب معركة بالمحاكاة "مع العدو" من على مدرج، ثم اجتمع عدد من الأشخاص وهم يحملون أعلاماً بألوان الأحزاب اللبنانية كافة ويقتحمون مجموعة أخرى تحمل لوحات ورقية كتب عليها بالعبرية كلمة "الصهيونية"، في إشارة الى تحطيم اللبنانيين، موحدين، "العدو الصهيوني".

 

وتقول ريم (19 عاماً، طالبة في الصيدلة) "انه لأمر مؤثر ان نكون هنا. نشعر بأننا لا نقهر في مواجهة اسرائيل"، فيما عبر طالب فرنسي عن دهشته بينما يراقب زملاءه وهم يصفقون بحماسة، "لم أكن أتوقع مثل هذا الاحتفال".