خبر يضحكون من العقوبات -ديعوت

الساعة 08:19 ص|18 مايو 2010

يضحكون من العقوبات -ديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

 (المضمون: على اسرائيل أن تعتاد على فكرة أن الادارة الامريكية، سلمت بنووي ايراني. ما يقلقهم اكثر هو مبادرة اسرائيلية احادية الجانب. وعليه، فانهم سيفعلون كل شيء كي لا تسخن اسرائيل المحركات - المصدر).

        الامريكيون مستعدون لان يلعبوا دور الغبي العالمي حيال الايرانيين، بل واسوأ من ذلك: يتوقعون من اسرائيل أن تنضم الى رقصة الشاذين خاصتهم. إذن قد يكون بوسع الامريكيين ان يسمحوا لانفسهم بالانجراف، فهم على أي حال امبراطورية، اما نحن فلا يسعنا.

        ايران اتخذت أمس خطوة اخرى في اتجاه تحقيق سلاح نووي عسكري – فالعالم يعتاد، الامريكيون يسلمون بالفكرة ، ونحن – والشرق الاوسط باسره – نبقى وحيدين امام هذا التهديد. في السنة الماضي اقترح الروس على الايرانيين بالضبط ذات الحل الذي اقترحه علي امس الرئيس البرازيلي لولا والرئيس التركي اردوغان. في حينه، في السنة الماضية تسلى الايرانيون قليلا بالفكرة، وشعر الروس بانهم فوق الحصان حيال الولايات المتحدة، الايرانيون كسبوا مزيدا من الوقت وفي نهاية المطاف ردوا الاقتراح.

        هذا هو المكان للايضاح بان كل صلة بين هذا الاقتراح – الذي اتفق عليه أم لم يتفق عليه امس – وبين استمرار تطوير القدرة العسكرية النووية الايرانية هي صلة غير مباشرة بالتأكيد. يدور الحديث عن تخصيب لليورانيوم الايراني – من قبل طرف ثالث – الى مستويات تسمح بتشغيل مفاعل بحثي في طهران. لا توجد لهذا أي صلة بمواصلة النشاط العسكري النووي الايراني، وبالتأكيد ليس في مسار البلوتونيوم. يوجد هنا، في افضل الاحوال، ابطاء لتخصيب اليورانيوم للاغراض العسكرية، وذلك لان جزءا من اليورانيوم الذي في حوزة ايران سيكون تحت الرقابة. أمامنا قصة كلاسيكية من الخداع. قبل نحو سنة، عندما طرح الروس الاقتراح، كان لدى الايرانيين أقل من 200 كغم من اليورانيوم المخصب. اما اليوم فلديهم 1.200 كغم وربما أكثر. ووفقا لحساب اجري في اسرائيل، فان اتفاق لولا سيؤجل السباق الايراني نحو السلاح النووي بثلاثة اشهر، ليس أكثر.

        الرئيس البرازيلي لولا يريد جدا انقاذ العالم، والايرانيون، اصدقاؤه المقربون، يقررون ان يكرروا على ظهره الحل الذي سبق أن ردوه في الماضي فيجعلوه، بين ليلة وضحاها سوبرمان، بطل عالمي: هو (لولا) سيجلب البشرى، وهم (احمدي نجاد) سيستجيبون له. ومن أجل الكسب في ذات الفرصة لمربح تركي ايضا يدعو الايرانيون الرئيس اردوغان، الذي لم يحلم بالشرف الذي اغدق عليه – والتمتع بثمار النجاح. قبل سنة دحره الامريكيون خارج الوساطة مع ايران، أما الان فيعيده احمدي نجاد عبر البوابة الرئيسة. صفعة اخرى للامريكيين.

        النتيجة السياسية – الدبلوماسية: الايرانيون خلقوا وضعا جعل فيه الرئيس البرازيلي ببساطة اضحوكة من الولايات المتحدة. فقد انطلق الى خطوة سياسية في مجال مركزي في السياسة الخارجية الامريكية، دون ان ينسق او يطلع الولايات المتحدة، حقق نتيجة ليس لها أي علاقة بالمصلحة الامريكية، والان سيتعين عليهم ان يشرحوا لماذا يسيرون نحو العقوبات في الوقت الذي جلب لولا فيه "اتفاقا" للعالم. واذا كانت ادارة اوباما نجحت حتى الان في تجنيد ائتلاف لعقوبات خفيفة على ايران، سيتعين عليها الان ان تتصبب عرقا شديدا. فتوجد منذ الان مسودة في مجلس الامن لعقوبات خفيفة، حتى الصينيين وافقوا عليها. اما الان فقد تلقى الامريكيون صفعة. في حينه في شهر ايار الحجة لتأجيل العقوبات كان لبنان، رئيس الجمعية العمومية في الامم المتحدة. أما الان فالمبادرة البرازيلية توفر عذرا لتأجيل اضافي من حزيران الى موعد غير معروف، والتخوف في اسرائيل هو أن هذا ما سيحصل.

        في اسرائيل اتخذ أمس قرار مبدئي: عدم التعقيب. الانتظار لرؤية ما يقوله ويفعله الامريكيون. والامريكيون يلعبون دور الاغبياء، وهم لا يزالون يدرسون ما حصل هناك في طهران. على اسرائيل أن تعتاد على فكرة أن الادارة الامريكية، حتى لو لم تعلن عن ذلك سلمت بنووي ايراني. ما يقلقهم اكثر هو مبادرة اسرائيلية احادية الجانب. فهم يشاركون منذ الان في حربين ولا يعتزمون ان يشاركوا في ثالثة. وعليه، فانهم سيفعلون كل شيء كي لا تسخن اسرائيل المحركات.