خبر المصري: هناك رغبة صادقة لدى فتح وحماس للمصالحة رغم المخاوف

الساعة 02:44 م|17 مايو 2010

المصري: هناك رغبة صادقة لدى فتح وحماس للمصالحة رغم المخاوف

فلسطين اليوم-رام الله

اكد منيب المصري رئيس التجمع الوطني'قيد التأسيس'، ان المصالحة الوطنية ليست خيارا من ضمن خيارات، وانما ضرورة ملحه لأعادة الاعتبار للمشروع الوطني، وتجسيد الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة كاملة السيادة في حدود الرابع من حزيران من العام 1967، وعودة اللاجئين وتعويضهم وفق القرار 194.

 

واضاف المصري خلال الجلسة الثالثة لمؤتمر المركز الفلسطيني للاعلام والابحاث والدراسات 'بدائل' والذي عقد بين رام الله وغزة عبر نظام 'الفيديو كونفرانس' اليوم، ان المبادرات التي قدمها التجمع من اجل تحقيق المصالحة الوطنية ارتكزت على اعادة الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني، ووضع قواعد صلبة لاقامة شراكة سياسية حقيقية بين الاحزاب والفصائل الفلسطينية كافة، وتوفير الاسس الديموقراطية التي تضمن المساواة، وتكافئ الفرص، وفصل السلطات واستقلالها، وسيادة القانون، واجراء الانتخابات بصورة منتظمة.

 

وشدد المصري على الدور التاريخي الذي لعبته الشخصيات المستقلة عبر مراحل النضال الوطني، من اجل نيل الاستقلال، واقامة الدولة المستقلة، ابتداءا من مقاومة الانتداب البريطاني، وتشكيل منظمة التحرير، والمشاركة في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي.

 

وحول الجهود المبذولة من اجل انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، بين المصري ان هناك خطاب  ايجابي من قبل حركتي فتح وحماس بهذا الشأن، وقد تم تبادل وجهات النظر ما بين الحركتين والتي كان اخرها حديث عزام الاحمد ومحمود الزهار، معربا عن امله في تحقيق الوحدة في اقرب وقت ممكن.

 

ودعا المصري الى ضرورة اجتماع قيادات حركتي فتح وحماس من اجل مناقشة القضايا العالقة ذات الخلاف، وتقييم الافكار المطروحة  للخروج من ازمة الانقسام، مشيرا الى وجود رغية حقيقية وصادقة لدى الطرفين لتحقيق المصالحة بالرغم من وجود بعض الشكوك والتخوف لديهم.

 

وقال المصري: ان الظروف التي سادت في اواخر العام 2006 قبل توقيع اتفاق مكة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ودخول المشروع الوطني في نفق مظلم، بسبب الانقسام السياسي حفزت عدد من المستقلين لتأسيس منتدى فلسطين للخروج من هذه الازمة الوطنية، اعتمادا على قوة الرأي العام الشعبي محليا ودوليا، وتجميع طاقات ابناء شعبنا في الداخل والخارج في اطار جامع.

 

واوضح انه تم عقد اجتماعات في مختلف المدن الفلسطينية، والعواصم العربية لتأسيس المنتدى من شخصيات ذات رؤية واهداف متشابهه، للعمل على اجندة وطنية بأبعاد سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية، مستمده من وثيقة اعلان الاستقلال، لأنقاذ المشروع الوطني وتحقيق اهدافه بأنهاء الاحتلال، وحل قضية اللاجئين على اساس قرار 194، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره واقامة دولته المستقله كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

واشار المصري الى ان الازمة السياسية، وانهاء حالة الانقسام السياسي والجغرافي شكلتا اولوية قصوى لعمل منتدى فلسطين الذي اعلن عن تأسيسه في العام 2007، وذلك انطلاقا من احساسنا بحالة الخطر الذي يتعرض له المشروع الوطني، والمسؤولية التاريخية والوطنية الملقاة على عاتقنا، والتي ترجمناها بطرح مبادرة للوفاق والمصالحة الوطنية في العام 2008.

 

وبين المصري 'ان المبادرة التي طرحها منتدى فلسطين شكلت رزمة متكاملة لانهاء حالة الاحتراب والانقسام السياسي، من خلال مبادئ احترام التعددية السياسية، وحرية الرأي والتعبير وسيادة القانون، وتم مناقشتها بين جميع الفصائل الفلسطينية، وسلمت الى عدد من الدول العربية، حيث كان هدفها ممارسة الضغط على الاطراف المتصارعة من خلال خلق تيار فلسطيني ضاغط مدعوم بجهود قوى عربية واقليمية قادرة على احداث اختراق بأتجاه المصالحة.'

 

وفي سياق عمله لتحقيق المصالحة قال المصري، 'ان المنتدى اشاد بمبادرة الرئيس محمود عباس، وساهم بأطلاق نداء الوحدة الوطنية في العام الماضي الذي وقع عليه نحو 7000 شخصية فلسطينية في الوطن والشتات، واصدار بيان تموز الذي تضمن موقفنا من حوار القاهرة، واصدار بيان المصالحة الوطنية، اضافة الى عقد لقاءات مع الرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، حول هذا الشأن.'

 

واشار المصري الى ان مشاركة الشخصيات المستقلة في حوار القاهرة، جاء بدعوة رسمية من الحكومة المصرية، بعد شعور الاطراف المحلية والعربية بأهمية الدور الذي يبذله المستقلين لتحقيق المصالحة.

 

وشدد المصري على ان التجمع الوطني الفلسطيني يؤمن ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويسعى الى تعزيز التعددية والمشاركة السياسية وترسيخ مبادئ الشفافية والحكم الصالح، ويطرح نفسه كشريك في النظام، انطلاقا من وثيقة الاستقلال. مشيرا الى اهمية انهاء الانقسام في الوقت الحاضر، وتحقيق المصالحة واعادة اللحمة الوطنية لمكونات النظام السياسي الفلسطيني.

 

بدوره، وصف رجل الاعمال الفلسطيني مأمون ابو شهلا اعادة اعمار قطاع غزة، وانهاء الانقسام الداخلي بالهدف المقدس الذي يجب ان يعمل الجميع على تحقيقه، داعيا السلطة الفلسطينية وحركة فتح للعمل بجدية اكثر في هذا الموضوع، من خلال تشكيل لجان، واصدار قرارات وتنفيذها على الارض وعدم الاكتفاء بالتصريحات الصحفية.

 

كما دعا ابو شهلا خلال حديثه عبر 'نظام الفيديو كونفرانس' من قطاع غزة،  حركة حماس الى التوقيع على الورقة المصرية فورا، وتنحية اعتراضاتها وملاحظاتها جانبا، والدخول في حوار معمق مع السلطة وحركة فتح لانهاء حالة الانقسام والتشرذم الوطني، وتشكيل حكومة فلسطينية بموافقة دولية، وانهاء ملف شاليط، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

 

وطالب ابو شهلا قيادات الاحزاب والفصائل الفلسطينية، بتكثيف الجهود المبذولة لأنهاء الانقسام، واعلان موافقتها على خطة رئيس الوزراء سلام فياض ودعمها بكافة الامكانيات، ودعوة جامعة الدول العربية لعقد جلسة طارئة للقمة العربية، من اجل الطلب من مجلس الامن الدولي للضغط على اسرائيل لانهاء احتلالها واقامة الدولة الفلسطينية.

 

وحول مساهمة المستقلين في العملية السياسية، اوضح ابو شهلا ان النظام السياسي الفلسطيني ارتبط بتأسيس منظمة التحرير، حيث شكل المستقلون قوة كبيرة في دوائر المنظمة، بوجود زعيم المستقلين غير المعلن احمد الشقيري على سدة رئاسة المنظمة، قبل ان ترث حركة فتح المنظمة.

 

وتطرق ابو شهلا الى ابرز المحطات التي ساهمت في زيادة حدة الانقسام، موضحا ان اتفاق اوسلو ساهم بشكل كبير في خلق الخلاف السياسي، والذي استمر في زيادة حدة الاصطفاف بسبب فشله في تحقيق نتئج ايجابية، اضافة الى وصول حماس الى السلطة، حيث اصبحت ترغب بالحصول على كامل الصلاحيات لتطبيق برنامجها بعد حصولها على الاغلبية في انتخابات المجلس التشريعي  مما افرز واقع سياسي جديد، لم تستطع حركة فتح استيعابه لاحساسها بخسارة شي كانت دائما تمتلكه.

 

وعاب ابو شهلا الوضع الفلسطيني القائم، الذي ما زال يشوبه خطاب متضاد في الاهداف والاساليب، واختلاف بالاراء، موضحا ان كل طرف وفصيل يعتبر نفسه الاصوب والاجدر على قيادة السفينة الفلسطينية، وهو الذي يستطيع تحقيق التحرر ، ورغبتهم في الاستئثار بالمناصب .

 

وقدم ابو شهلا عرضا موجزا حول الوضع الاقتصادي السيء الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، مقارنة بنظيره الاسرائيلي، واصفا الوضع الاقتصادي بالمشلول، الذي عملت اسرائيل على تدميره  بكافة الاساليب والطرق. وجعله تابع لاقتصادها، والسلطة الفلسطينية فشلت في فك التبعية الاقتصادية.

 

وبين ان اسرائيل حاربت الاقتصاد الفلسطيني من خلال فرض حصارها على غزة، ومنع التصدير الزراعي والصناعي من القطاع الى العالم، والتحكم في المعابر التجارية،  وتدمير المصانع الانتاجية، والورش الحرفية، وعدم تطبيق اتفاقية كونداليزا رايس ، واتفاقية الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والتنصل من تنفيذ التزاماتها في بروتوكول باريس الملحق الاقتصادي لاتفاقية اوسلو الذي نص على السماح بحرية العبور لنحو 8000 سلعة تجارية.

 

وكان د.نبيل قسيس، ودينا امل قد افتتحا الجلسة الثالثة من مؤتمر بدائل الرابع والذي يأتي لهذا العام تحت عنوان 'صناع القرار، بين مسؤولية الماضي وافاق المستقبل'، بالتزامن بين الضفة الغربية وقطاع غزة عبر 'نظام الفيديو كونفرانس'، واللذان اكدا على دور الشخصيات المستقلة ، وتجربتها النضالية عبر مراحل العمل الوطني الفلسطيني، والذي برز في كونه جامع لطاقات وامكانيات ابناء الشعب الفلسطيني، وتصويبها نحو تحقيق امانيه وتطلعاته من نيل الاستقلال وانهاء الاحتلال الاسرائيلي، واقامة دولته المستقلة، وترسيخ اسس الحرية والحوار ومبدأ التعددية والمشاركة السياسية.