خبر غزة: أزمة مياه الشرب تطفو على السطح مع بداية الصيف

الساعة 05:42 ص|17 مايو 2010

غزة: أزمة مياه الشرب تطفو على السطح مع بداية الصيف

فلسطين اليوم : كتب/ محمد البابا

مع حلول الصيف وأيامه الحارة طفت على السطح مشكلة نقص مياه الشرب وانقطاع وصولها إلى العديد من الأحياء في مدينة غزة، جراء الانقطاع المستمر يومياً للتيار الكهربائي.

المواطنة أم بيان (32 عاماً) أكدت أنها بدأت تشعر خلال الشهر الماضي بأزمة نقص مياه الشرب مع اقتراب حلول فصل الصيف، مشيرة إلى أنها لم تكن تلاحظ النقص خلال فصل الشتاء بسبب الاستخدام المحدود للمياه.

وقالت إن مياه البلدية المخصصة للبيوت لم تصل منطقة سكناها في شمال غزة لثلاثة أيام متواصلة، لافتةً إلى أنها انتبهت لذلك فور نفاد خزان المياه الباردة، ما اضطرها لشراء مياه عذبة لسد النقص في اليوم الرابع.

وأوضحت أنها تراقب وأفراد أسرتها مواعيد وصول المياه إلى المنازل، حتى لو كان بعد منتصف الليل، من أجل تعبئة الخزانات وتشغيل مضخة رفع المياه إلى الخزانات العلوية، مشيرة إلى أن جيرانها استخدموا المولدات الكهربائية عند وصول مياه الشرب إلى منازلهم أثناء قطع التيار الكهربائي.

ووفقاً لمعلومات صادرة عن بلدية غزة، تفتقر 30% من آبار المياه في المدينة إلى مولدات للكهرباء، ما يؤدي إلى توقفها تماماً عند انقطاع التيار الكهربائي.

ويؤكد المواطن أبو أحمد عثمان أن أزمة مياه الشرب تتجدد كل عام في فصل الصيف بلون وأسلوب آخر، مشيراً إلى أن مياه الشرب تواجه النقص الطبيعي وسرقة الاحتلال والنقص المناخي، فضلاً عن أسباب فرعية أخرى كالفقر والحصار ونقص المعدات وفصل التيار الكهربائي.

وأوضح الأب لخمسة أبناء أنه اشترى العام الماضي ثلاثة خزانات إضافية لحفظ أكبر كمية من المياه عند وصولها، مضيفا إنه يضطر لتشغيل المولد الكهربائي عند وصول مياه الشرب خلال فصل التيار، أسوة بما يفعله الآخرون، وإن كانت طريقة غير مجدية بسبب ضعف عمل مولدات المياه بطاقة مولدات الكهرباء المنزلية الصغيرة.

يشار إلى أن الأراضي الفلسطينية بصفة عامة تعاني من نقص المياه الجوفية، وتطفو غزة بوجه خاص فوق بئر من مياه الصرف الصحي.

ويؤكد مدير إدارة المياه والصرف الصحي في بلدية غزة المهندس حمدان زيارة، أن البلدية بدأت تستدرك مشكلة شح المياه التي نتجت عن انقطاع التيار الكهربائي المتسبب بتوقف مضخات آبار المياه عن العمل، موضحاً أن موظفي وفنيي الإدارة يواصلون العمل لساعات طويلة من اليوم لإزالة تلك المعوقات.

وأشار في تصريحات صحافية صادرة عن البلدية، إلى أن الأخيرة تحاول قدر المستطاع تنظيم دورات ضخ المياه بما يتناسب مع مواعيد انقطاع الكهرباء عن بعض أحياء المدينة، لافتاً إلى أن البلدية تستعمل بعض المولدات لعدد من الآبار في حال انقطاع التيار الكهربائي، إلا أن طاقة تلك المولدات ضعيفة لا تتمكن من ضخ الكمية الكافية.

وذكر أن البلدية تمكنت من التغلب على مشكلة شح المياه في المدينة إلى حد كبير عبر حفر 12 بئرا للمياه في عدة مناطق من المدينة، مشدداً على أن أزمة شح ونقص مياه الشرب وعدم وصولها إلى بعض المناطق تعود إلى أزمة انقطاع التيار الكهربائي، خاصة المناطق التي تبعد عن مصدر المياه والمناطق المرتفعة التي تحتاج إلى ضغوط كبيرة في شبكة المياه حتى تصلها.

ونصح زيارة المواطنين بتركيب خزانات أرضية لتخزين المياه للتغلب على المشكلة، منوهاً إلى أن البلدية تواصل جهودها في مجال الصيانة الدورية المستمرة لشبكة المياه التي تتضرر بسبب التعديات عليها والعبث فيها وسرقة خطوطها وهدرها على المناطق الزراعية بشكل عشوائي؛ ما يؤدي إلى استنزاف المياه منها، والتقليل من وصولها إلى المنازل ذات الوصلات الشرعية.

وأشار إلى أن إدارته تمكنت بصعوبة بالغة من التغلب على نقص المياه رغم الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، بهدف توصيلها لبعض المناطق في المدينة مناصفةً حسب كمية المياه المنتجة من الآبار، كما تمكنت من زيادة عدد المحابس لشبكة المياه التي يتم إغلاقها وفتحها حسب نظام توزيع المياه.