خبر ساسة ومفكرون: قاعدة « الكبار يموتون والصغار ينسون » تبدلت وغدت قنبلة ديموغرافية

الساعة 05:34 ص|17 مايو 2010

ساسة ومفكرون: قاعدة "الكبار يموتون والصغار ينسون" تبدلت وغدت قنبلة ديموغرافية

فلسطين اليوم : غزة

طالب ساسة ومفكرون خلال مؤتمر عقد بعنوان "شهود على النكبة"، المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بالعمل على توثيق شهادات حية حول جرائم الاحتلال إبان نكبة 1948، وحماية حق العودة ومواجهة محاولات تشويهه واستبداله بمسميات مختلفة.

وحذر متحدثون جلهم من أبناء الجيل الأول للنكبة خلال المؤتمر الذي نظمته مساء أمس اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى 62 للنكبة في مدينة غزة، "من خطورة محاولات تمييع وحرف مفهوم حق العودة ومحاولة تعبئة مفهوم جديد له، يتعلق بتعويض اللاجئين الفلسطينيين، أو إقامة بيوت لهم على أراض هنا أو هناك".

واعتبر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، أن التنسيق والمفاوضات التي يجريها حاليا الطرف الفلسطيني المفاوض بمثابة نكبة أخرى للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن حق العودة، حق مقدس فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم ولا يتحقق إلا بالمقاومة ووحدة الصف الفلسطيني، وان من يتنازل عنه يعد خائناً.

وشدد بحر على أن المصالحة الوطنية إستراتيجية لابد منها على قاعدة الثوابت الفلسطينية، بعيدا عن قاعدة الفيتو الأميركية وشروط اللجنة الرباعية الدولية، مطالبا بضرورة وقف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الاحتلال.

ودعا الكل الفلسطيني إلى القيام بواجبه تجاه القدس وحمايتها ومواجهة قرار الاحتلال العسكري بترحيل الفلسطينيين، مطالبا بمصالحة تقوم على الثوابت الفلسطينية والحفاظ على المقاومة.

من جهته، أكد رئيس التجمع الشعبي للدفاع عن حق العودة عبد الله حوراني، أن حق العودة هو منطلق وجوهر القضية الفلسطينية وأساس الصراع مع الاحتلال، لافتا إلى أن مخيمات الشتات هي أول من شهد الثورة الفلسطينية والمقاومة من أجل حق العودة.

ولفت حوراني إلى وجود محاولات أميركية وإقليمية لتشويه حق العودة واستبداله بمفاهيم جديدة كالعودة إلى مناطق السلطة أو الضفة أو تسكين اللاجئين هنا وهناك، وتوطينهم، معتبرا أن التوعية بحق العودة ومفاهيمها ضعيف للغاية في المدارس والمؤسسات الثقافية وعلى المستوى الفلسطيني والعربي بشكل عام.

وقال: "إن الحركة الشعبية الفلسطينية غير موحدة أيضاً ولا يوجد أطر تنسيقية بينها، وتفتقر إلى إستراتيجية حول كيفية تحقيق حق العودة"، مطالبا بنشر مفاهيم حق العودة في المدارس عبر المؤسسات الإعلامية والثقافية، وتحرك كافة القوى والفصائل نحو الشعوب العربية لنشر هذه المفاهيم بينها وتفعيل دورها في التمسك بحق العودة والضغط من أجل الدفاع عنه وحمايته وتحقيقه.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي في كلمة ألقاها باسم القوى الوطنية والإسلامية، "إن الاحتلال أصبح يواجه حركات بسيطة لكنها قوية بعدالة قضيتها، وعجز الاحتلال من خلال حربه الأخيرة على غزة عن إخضاع شعب أعزل ومحاصر ".

واعتبر الدكتور الهندي أن "قاعدة الكبار يموتون والصغار ينسون، التي كان يعتمد عليها الاحتلال في احتلال أرض فلسطين تبدلت وأصبحت قنبلة ديموغرافية في ظل تمسك وتوارث الأجيال الفلسطينية لحق العودة عن أجدادهم".

وشدد على أن المفاوضات كانت ولا تزال غطاء لكل المجازر الإسرائيلية التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، وأنها جاءت بمزيد من الويلات والحصار والتهويد، مبدياً استغرابه واستهجانه لعودة الفريق المفاوض لها مؤكدا أن الفلسطينيين باتوا في أمس الحاجة لترتيب صفهم والتوحد على قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت، لمواجهة الاحتلال ومحاولات استيلائه على الأرض.

من ناحيته، دعا ممثل اللجنة الشعبية العليا لإحياء ذكرى النكبة اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والشتات خالد الخالدي للتمسك بحقهم في أرض فلسطين، وإعلان رفضهم للتنازل عن أي جزء منها، وأن يعدوا من يدعو لذلك مرتد وخائن. ودعاً الدول العربية إلى التوحد نحو قضية القدس كونها للمسلمين كافة وليس للفلسطينيين وحدهم.

وأدلى عدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين شهدوا أحداث نكبة العام 1948، خلال إحدى جلسات المؤتمر بشهاداتهم حول ما جرى قبل وخلال إحداث النكبة، وتحدثوا عن معاناة الفلسطينيين وعمليات القتل التي ارتكبها جنود الاحتلال والإنجليز بحقهم.