خبر نرى ونتأثر- هآرتس

الساعة 09:37 ص|16 مايو 2010

نرى ونتأثر- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

القلب يخرج الى السياسة البريطانية. فقد عرضت المملكة المتحدة الاسبوع الماضي مشهدا سياسيا فاخرا، يجدر بنا محاولة تبنيه هنا ايضا.

        في الانتخابات للبرلمان، التي جرت قبل عشرة ايام لم يفز أي من الاحزاب باغلبية مطلقة، وهو مشهد معروف جدا في اسرائيل ولكنه نادر في بريطانيا. حزب واحد، الليبراليين – الديمقراطيين، اصبح لسان الميزان، ولكن لشدة المفاجأة لم يصبح هذا الحزب أداة للابتزاز. والمفاوضات الائتلافية بين الكتلتين المحافظين والليبراليين – الديمقراطيين، استكملت في غضون أقل من اسبوع، وحكومة ائتلافية اولى منذ الحرب العالمية الثانية عرضت في الاسبوع الماضي على الجمهور. ديفيد كمرون زعيم المحافظين ورئيس الوزراء الجديد، ونيك كليج، رئيس الليبراليين – الديمقراطيين ونائب رئيس الوزراء الوافد، سارعا الى أن يعرضا معا خطط الحكومة وتركيبتها، ملتزمان بـ "سياسة جديدة بالتأكيد".

        من السابق لاوانه  ان نحكم اذا كان الزعيمان الشابان والمثيران للانطباع سيفيان بوعدهما، ولكن البداية واعدة. كما لا يمكن أن نتجاهل نواقص طريقة الحكم البريطانية اللوائية والتي تضيع فيها اصوات مئات الاف المقترعين هباءا. فهكذا مثلا فاز الليبراليون – الديمقراطيون بـ 23 في المائة من الاصوات، ولكنهم لم يفوزوا الا بـ 8 في المائة من المقاعد في البرلمان. غير أنه لا يمكن في نفس الوقت الا يتأثر المرء ايضا بالطريقة السريعة والباعثة على الاحترام التي تشكلت فيها الحكومة في بريطانيا. بعيون اسرائيلية، اعتادت على مفاوضات ائتلافية طويلة ومضنية، بعضها يجري بالسر، وتتضمن غير قليل من اعمال الابتزاز السياسي، ولا سيما من جانب أحزاب الميزان الصغيرة – فان الشكل الذي تشكلت فيه الحكومة الجديدة في الجزر البريطانية يبعث على الحسد. الشريك الائتلافي فاز هناك بخمسة مقاعد في المجلس الوزاري، وباستثناء منصب نائب رئيس الوزراء لكليج، لم يحصل على أي وزارة كبيرة. وبقدر ما هو معروف، لم يتلقَ أي وعد مالي لتمويل امور غريبة ومختلفة.

        كما أن رئيس الوزراء المنصرف، غوردون براون، وان كان حاول على مدى اقل من يوم اجراء مفاوضات ائتلافية موازية، الا انه سارع الى أن يأخذ على نفسه مسؤولية الهزيمة وان يستقيل من كل مناصبه بشهامة. مفاوضات سريعة وناجعة وسياسيون خاسرون يتحملون المسؤولية الشخصية – كل هذه هي مشاهد غير معروفة عندنا. يرى المرء ويتأثر، يرى ويحسد.