خبر الأطفال اللاجئون ...يحلمون ببلاد نظيفة و واسعة

الساعة 02:48 م|15 مايو 2010

في مخيم شعفاط المطل على القدس

الأطفال اللاجئون ...يحلمون ببلاد نظيفة و واسعة

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

خلال مشاجرة طفولية بينها و بين " بنت الجيران" بكت "أريج" كما لم تفعل من قبل، ركضت إلى شقيقتها الكبرى تشتكي، فطمأنتها الكبرى بأن لا تهتم فأبنه الجيران " الشريرة" لن تكون معهم عندما يعودون إلى بلادهم الأصلية فهي من بلدة أخرى ...

 

كلمات شقيقتها نزلت كالسحر على أريج "هذه أول مرة أعرف أن المخيم ليس بلدي، و أن هناك بلادا جميلة كانت لنا و سنعود لها قريبا"...و منذ ذلك الحين تحلم "أريج" ذات الست سنوات ببلدتها الواقعة هناك،  وراء الحاجز و الجدار بالقرب من الأقصى و القدس، كما قالت له شقيقتها التي لا تكبرها سوى عام.

 

و حينما سألناها كيف تتخيل بلدتها قالت أنها لا تستطيع أن تتخيل، فهي لا تعرفها ولم تزرها من قبل، إلا أنها بالتأكيد ستكون أجمل من المخيم" بلدنا أجمل من هنا و أنظف و وساع".

من نطاف...

و قرية الطفلة أريج هي "نطاف" الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة القدس المحتلة، هجرت بالكامل في العام 1948 وما تبقى من "ختيريه" من البلد لا زالوا يتذكرون بلادهم الجميلة و التي تحدها ينابيع المياه من كل جانب، و أصبحت بيوتها أكوام من الحجارة.

 

وحيث التقينا بأريج، على أبواب مخيم شعفاط، إلى الشمال من القدس، كان عدد كبير من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 5-13 سنوات يلعبون و يتمازحون و يتناكفون، برز بينهم " زعيم" المجموعة " احمد الدبس" 11 عاما، و الذي يتحمل حديث مطولا معه و يؤثر الحديث عن منتخب برشلونه الذي سيفوز على ريال مدريد في المباراة القادمة كما يؤكد.

 

لماذا لا ترفع علم فلسطين بديلا عن علم برشلونه؟ سألناه، فرد بعصبية:" علم فلسطين بقلوبنا ولا نحتاج أن نرفعه لتعرفوا انه غالي علينا".

 

احمد من قرية بيت ثول القريبة من قرية "نطاف" يزورها باستمرار مع جده و لكنه لا يحب أن يمكث طويلا هناك:"هي بلادنا التي سرقت و عندما نعود إليها لا نستطيع ان نقطف منها وردة، و أن فعلنا يأتي الجنود و يعتقلوننا يقولون أنهم حماة الطبيعة، طردونا منها ليحولوها لحديقة عامة".

 

هل تشاركون بذكرى النكبة؟، " كل عام نخرج بذكرى النكبة إلى الشوارع و نحمل الإعلام الفلسطينية ونقرع الطبول في الكشافة لا احد يتغيب عن هذا"، أجاب.

 

أحمد لا يحلم بالخروج من المخيم:" صحيح أن المخيم ضيق جدا و لا يوجد مكان للعب إلا انه المكان الذي لن نتركه" و يعلل ذلك:" المخيم يطل على القدس و على قريتنا لذا لن نغادره إلا إليها".و استدرك قائلا:" أن لا تعرفين بلادنا جدي قال لي أنها الجنة".

 

و جنة أحمد المفقودة قرية صغيرة هجر سكانها بالكامل بسبب الخوف و المجازر التي تعرض لها سكان القرى المحيطة " أبو غوش" و " دير ياسين" و "نوبا".

 

بطولات...و أمنيات...

و خلال جولة استمرت ساعتين كان أطفال المخيم لديهم الكثير ليحكوه، الرجل "الثاني" في مجموعة احمد، "عدي محمد علي" و الذي لم يتوقف عن شرح بطولات جده الناجي من مذبحة دير ياسين، ولا يزال يحتفظ بمفتاح و "كيشان" الأرض و البيت في قريته.

 

عدي يدرس في مدرسة أجنبية في  بيت حنينا، و هو لا يحبها كما يقول لأنها لا تدرسهم عن بطولات جده أثناء التهجير:" قريتنا قاومت و لم تستلم رغم المجزرة التي وقعت، وكتاب التاريخ لا يذكر ذلك، و لا يذكر بلادنا اصلا".

 

وعدي كما احمد لا يرغب بترك المخيم:" إلى أين سنذهب فالاحتلال لا يسمح لنا بدخول و السكن بالقدس رغم اننا نحمل بطاقات الهوية المقدسية، حتى لو درست بالخارج سأعود الى هذا المخيم الذي يذكرني دائما انني لاجئ و ان لي بلاد مسروقة".

 

وضيق المخيم لا يمنع عدي و زملائهم من لعب كرة القدم بمهارة عالية، و التكييف على ما هو متاح لهم في ظل فضاء مخيم ضيق ومغلق بجدر و حواجز، يحوي كل شئ إلا الوطن.