خبر « دموع أسيرة » اوبريت يجسد واقع الأسرى

الساعة 01:59 م|14 مايو 2010

"دموع أسيرة" اوبريت يجسد واقع الأسرى

فلسطين اليوم : غزة

شهد مسرح رشاد الشوا الثقافي تظاهرة فنية حاشدة ونوعيه، وتعالت أصوات أهالي الأسرى بالتكبير والهتاف بحياة الأسرى ودعوتهم للصمود حين ظهر جنود الاحتلال على خشبة المسرح وهم يعتدون على الأسرى  بالضرب بالعصي والأقدام وأعقاب البنادق، وتعالت الأصوات أكثر مع صرخات ذلك الأسير تحت التعذيب لإجباره على الاعتراف ، فيما طفلته الصغيرة تحاول أن تصل إليه ولا تستطيع .

فيما توقفت قلوب المئات من الحضور وهم يتابعون مشهد يمثل الاعتداءات بالصواريخ والقنابل المحرمة دولياً على أبناء شعبنا ، والتي أصابت ابنه ذلك الأسير، وهى تصرخ باسم والدها الذي يقبع خلف القضبان ومن الزاوية الأخرى للمسرح يفزع والدها الأسير من النوم ، ويصرخ باسم ابنته وكأنه شعر بما أصابها بقلبه .. وبكى الكثير من الحضور على مشهد مناجاة الأسير في جوف الليل لربه بان يفرج هذا الكرب ، ويفك القيد ويجمعه مع طفلته الوحيدة مرة أخرى .

كانت تلك المشاهد الحزينة ضمن اوبريت فني كبير ومميز بعنوان "دموع أسيرة" أعدته مؤسسة خطوة الشبابية برعاية وإشراف اللجنة الوطنية العليا لنصره الأسرى وذك ضمن فعالياتها لتسليط الضوء على قضية الأسرى وأوجه معاناتهم المختلفة والانتهاكات التي يتعرضون لها .

وأوضحت اللجنة العليا أن هذه الفعالية جاءت كخروج عن نمط الفعاليات التقليدية التي تنفذها كالاحتفالات والاعتصامات والمسيرات والندوات، فهي تخاطب القلوب والمشاعر بشكل مباشر،  وتعبر بشكل واقعي وعملي عن عذابات الأسرى وذويهم وخاصة الأطفال الذين حرموا رعاية وحنان أبائهم منذ الصغر ،وحرموا أيضا من زيارة أبائهم ورؤيتهم لسنوات طويلة .

وكان رئيس اللجنة العليا لنصره الأسرى محمد فرج الغول أكد في كلمة ترحيبية له في بداية هذا العمل الفني على أن فعاليات اللجنة لم تقتصر على النشاطات التي تأخذ الطابع السياسي أو الميداني فقط إنما تمتد لتشمل كافة أنواع النشاطات والفعاليات بما فيها الفنية والأدبية والرياضية، التي تجعل من قضية الأسرى أولوية لدى الجميع ، وتظهر مدى الإجرام الصهيوني في التعامل مع الأسرى .

وأشار الوزير إلى أن هذا العمل الفني جاء ليبرق برسالة مزدوجة الأولى إلى الأسرى داخل السجون الذين ربما سمعوا هذا الاوبريت عبر الإذاعات المحلية التي بثته مباشرة بأننا لن ندخر جهداً من أجلكم ومن اجل فضح ممارسات الاحتلال بحقكم ، ولنضع الجميع أمام مسئولياته تجاه قضيتكم الحية والحاضرة باستمرار في قلوب وعقول وأذهان القادة ومسؤولى الحكومة الفلسطينية، والرسالة الثانية هي إلى هذا العالم الظالم الذي يكيل بمكيالين ، ويحابى الجلاد على الضحية ، فان لم يفهم بلغة الأرقام والقانون فليفهم بلغة الإنسانية وتجسيد المعاناة على ارض الواقع لعل هذه الرسالة تصل إلى أصحابها.

جدير بالذكر أن هذا الاوبريت الفني هو من كلمات الشاعرة منى شمالي وفكرة وإخراج المهندس صابر عليان، وقد حضره المئات من أهالي الأسرى من كافة مناطق القطاع، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي وقادة الفصائل، وحاز على إعجاب الجميع، ويأتي ضمن الفعاليات التي تنظمها اللجنة العليا لنصره الأسرى لعام  الأسرى 2010.