خبر روح القائد..معاريف

الساعة 11:20 ص|14 مايو 2010

 بقلم: بن كاسبيت

                تمت زيارة نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن الكارثية الى اسرائيل قبل أكثر من شهرين. تذكرون، في ذروة الزيارة نشرت اللجنة اللوائية في القدس المناقصات لبناء 1.600 شقة في حي رمات شلومو في القدس. أثار النشر عاصفة لم يسبق لها مثيل. وكشف عن قوة وظلام الازمة في علاقات اسرائيل بالولايات المتحدة. منذ ذلك الحين مضى وأتى جميع الوسطاء المصالحين، في نهاية الامر  احرزت صيغة مكنت من بدء محادثات التقارب آخر الامر بين اسرائيل والفلسطينيين. قال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان هذا الاسبوع انه لا يوجد أي اتفاق على تجميد البناء في القدس. وليبرمان على حق. فقد جعلته 12 سنة تحقيق في الشرطة خبيرا جدا في الصياغات وفي اختيار الكلمات، ولهذا لم يخطىء التعبير (في هذه المرة). أأجل، لا يوجد اتفاق مكتوب. لكن توجد تفاهمات. وبسبب التفاهمات يوجد تجميد بناء في القدس ايضا. وهذه حقيقة قائمة لا يمكن الاعتراض عليها. ان من يبحث بادراج وزارتي الداخلية والاسكان يجد هناك مناقصات لـ 1.200 شقة في أحياء يهودية في شرقي القدس. منها 1000 شقة في حي غيلو. لكن هذه المناقصات لا تنشر. بل يعلوها الغبار في الدرج. ان شخصا ما هاتف شخصا آخر أمر شخصا ثالثا بخبءكل شيء لهذه المرحلة. ايلي يشاي يتبجح نحو الخارج. اما في داخل الغرفة فهو "يقسم القسم" في هذه الاثناء.

        وليس هذا كل شيء. لقد صدر عن تلك الجلسة في اللجنة اللوائية في شأن رمات شلومو عناوين صحفية غطت على ما يحدث في الحقيقة. يتبين أن جلسات اللجنة اللوائية يجب، بحسب القانون، ان تمر باجراء موافقة عليها. وفي نهاية اجراء الموافقة يوقع رئيس اللجنة على محضر الجلسة ويمنحها سريان مفعول قانونيا يمكن من الاستمرار وذلك النشر لصحيفتين على الاقل، والايداع، وسماع المعارضات. هكذا ينطلق الامر. تبين لي هذا الاسبوع ان تلك الجلسة، في خطة رمات شلومو، التي حظيت في وزارة الداخلية باسم "خطة بايدن"، لم تمر قط باجراء موافقة. ولم توقع رئيسة اللجنة، روت يوسف على محضر الجلسة. بعبارة اخرى كانت الجلسة كأن لم تكن. فلا يوجد شيء الى أن يوجد توقيع. لم تتم الموافقة على خطة بايدن. توجهت في بدء الاسبوع الى وزارة الداخلية أطلب ردا. جر التوجه جريانا دهشا. الرواية التي قيلت لي كانت متعثرة على وجه خاص: طلب امين سر الحكومة تسفيكا هاوزر محضر الجلسة (لماذا؟ ما الذي دهاه؟)، لكن محضر الجلسة لم يأتِ. فقد نقل شخص ما او لم ينقل الى شخص آخر نسي أو اضاع أو غير ذلك. باختصار مر أكثر من شهرين ولا توجد موافقة. على أثر التوجه، في تلك الليلة حقا، صدر أمر الموافقة على "خطة بايدن" في الجلسة القريبة للجنة اللوائية (بعد اسبوعين). قال شخص ما خبير بما يحدث هناك انه لولا التوجه الصحفي لكانت الموافقة اجلت اكثر من ذلك. القضية هي انهم لم يبحثوا "خطة بايدن" وحدها في تلك الجلسة بل خططا اخرى ايضا. ان تأجيل اجازة الجلسة أحدث ضررا كبيرا بـ "أبرياء"، غير ذوي صلة بالقضية، ولهذا هم الذين بدأوا بالفحص مع عناصر قانونية ايضا، في كيفية امكان تنفيذ اجراء "فصل"، بين خططهم ورمات شلومو. لانه اذا كانت رمات شلومو عالقة فلماذا يعلقون هم ايضا؟ كل هذا كما قلنا لم يعق بنيامين نتنياهو عن الاستمرار على ان يخطب بصوت عال عن وحدة القدس وعن حقيقة انها لن تقسم ابدا. ان الامريكيين الذين استنفدوا منذ زمن زئيرهم أدركوا المبدأ وهو أن بيبي يهمه الكلام وتهمهم الافعال. لهذا يتكلم بيبي لكنه لن يفعل. سيفحصونه في صعيد الجرافة والات العمل. وكذلك تم الاتفاق على أنه اذا واجه أزمة داخلية شديدة أو اضطرارا، فانه يستطيع الحصول على حكم شاذ بالتنسيق مع واشنطن وان يجيز مناقصة او اثنتين في الهامش.

        مكروهون ببساطة

        بمناسبة ذكر الجرافات، كان فؤاد بن اليعيزر في الاسبوع الماضي في بروكسل. كانت تلك زيارة عمل ليوم واحد، اشتملت على لقاءات مع مسؤولين كبار اوروبيين كثيرين من الاتحاد ومن البرلمان الاوروبي ايضا. عاد فؤاد مضطربا. كل شيء على ما يرام نحو الخارج. فمنظمة الدول الصناعية المتقدمة التي استقر رأيها على قبول اسرائيل في صفوفها، والاتفاق الذي وقع عليه فؤاد مع مفوضية الاتحاد في شأن تسويق ادوية اسرائيلية في القارة وغير ذلك. لكن الوضع سيء تحت الارض. قال مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الاوروبي لفؤاد في حديث خاص الكلام الاتي: "وقعت الان على اتفاق، وهذا حسن، لكني اقدر ان البرلمان الاوروبي لن يجيز الاتفاق. اسرائيل في اصعب وضع لها ازاء العالم، فهم ببساطة يكرهونكم". وفي احاديث اخرى اجراها فؤاد مع مسؤولين كبار يعرفون بانهم أصدقاء لاسرائيل، نقلت رسالة مشابهة. ضقنا ذرعا باسرائيل. كفوا عن بلبلة أذهاننا بالذرة الايرانية ما ظللتم لا تنهون النزاع مع الفلسطينيين. لم يعد الناس يصغون لاسرائيل، واصدقاؤقم يختفون أو ينزلون تحت الارض، والكارهون يكثرون. وقد أثر ذلك تأثيرا عميقا في نفس فؤاد. قال: "ثمّ محاولات في العالم لازاحة البساط من تحت اقدامنا، ينظرون الينا كما ينظرون الى ايران، وشرعيتنا تتقوض. ولن يصحح ذلك الا محاولة حقيقية للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين".

        يعرف زعيم حزب فؤاد، ايهود باراك أيضا هذا الوضع من قريب. فقد استعرض باراك في لجنة الخارجية والامن في الكنيست هذا الاسبوع استعراضا مفصلا وكئيبا العزلة التي دفعت اليها اسرائيل. باراك ممتاز باستعراضات كهذه. فهو حاد وواضح ومقنع ومحلل حقيقي. بعد ذلك أثيرت قضية جدار المتسللين في الجنوب. يلقى اقتراح رئيس الحكومة نتنياهو اقامة جدار على طول الحدود الجنوبية كلها، اعراضا من وزير الدفاع. رأت اللجنة معطيات جديدة مزعزعة. في السنة الماضية قدر عدد المتسللين باربعة الاف. وفي هذه السنة، في الاشهر الاربعة الاولى، دخل ما يزيد على خمسة الاف. وفي نهاية العام، بحسب التقدير سيجري الحديث عن نحو من 25 الفا في السنة! وبرغم ذلك قال باراك انه لا يؤمن بالجدران. وقال ان الطريقة الاجدى هي زيادة فرض القانون على ارباب العمل. سكت الجميع كأن على رؤوسهم الطير الى أن قال عضو الكنيست اريه الداد بطريقة جافة: "أأنت من يقول هذا؟"، وأخفى الجميع ابتساماتهم. ومن أجل زيادة عناء وزير الدفاع، اثار عضو الكنيست ميخائيل بن – اري (الاتحاد الوطني) سؤالا آخر قال: "كيف تطلب انت الجندي ذا الاوسمة، ورئيس هيئة الاركان مبالغ عشرات الاف الدولارات عن محاضرة في مؤسسات مثل اللجنة من أجل الجندي؟ لم يجب باراك بن اري داخل اللجنة، لكنه تقدم اليه بعد ذلك وحاول ان يقنعه. قال باراك في شأن استعمال العاملة الفلبينية خلافا للقانون انه لا يعلم هو ونيلي ماذا يريدون منهما، فهما ينتظران دفع الغرامة، لكن رسالة الدفع لا تأتي، وفي هذه الاثناء يتمتع الجميع بوطئهما، وفي شأن المحاضرات، قال باراك (وليست هذه كلماته الدقيقة) انه ليس الحديث عنه، بل عن اناس يديرون التفاوض من قبله، والى ذلك من المهم أن تعلم، قال باراك لبن اري: "انني عندما اخرج في رحلة محاضرات في خدمة هذه الجهات في الخارج، لا استطيع ان أعمل أي عمل آخر او اشتغل بمحاضرة اخرى، فأنا كانما أخضع لطاعتهم وغير ذلك. لم يقتنع بن اري حقا، وبحق.

        بفضل لا بتفضل

        ليس الامر سهلا على باراك في جلسات كتلته الحزبية ايضا. لقد ذكر مرة اخرى مبلغ أهمية ان تعرض اسرائيل خطة سياسية تبادر اليها، وسأله هذه المرة عمير بيرتس عن صحة ما أبلغ عنه اليكس فيشمان في صحيفة "يديعوت" من أن باراك سافر الى واشنطن مع خطة سياسية مرتبة وأنكر مرة أخرى.

        سألت شيلي يحيموفتش، التي ضاقت ذرعا بان تثار في كل جلسة للكتلة الحزبية مسألة خرق طريق سياسي كاسح، سألت، باراك متى ستوجد مباحثة سياسية منظمة، وقال باراك انه يقترح ان يتم النقاش في الجلسة المقبلة، وسألت يحيموفتش ماذا ستكون معاني هذا النقاش، أيلزم الحزب والكتلة البرلمانية أم يستمر باراك على فعل ما يحلو له، فغضب باراك وقال انه يمكن احيانا مجرد الحديث بلا معنى، وطلبت اليه يحيموفتش الا يهزأ بالكتلة البرلمانية. فقال باراك انه لا يجب ان يكون كل نقاش بالاسود والابيض وانه لا حاجة دائما الى القفز منكوسا الى بركة فارغة، وقالت يحيموفتش انه ليس من السهل القفز الى بركة فارغة، وبخاصة اذا قفزنا من الطابق الواحد والثلاثين، وانفجر الجميع ضاحكين إزاء ناظري وزير الدفاع.

        صيغت بهدوء وراء ظهر باراك رباعية جديدة. يجلس بقايا المتمردين من الرباعية السابقة، عمير بيرتس وايتان كابل كل يوم اثنين الى دانييل بن سيمون وغالب مجادلة. ما يزال ذلك صغيرا لكنه موجود. يبدو أن مجادلة لا يخفف عن باراك. استدعاه وزير الدفاع وقال انه مستعد لتعيينه نائب رئيس الكنيست من قبل الكتلة البرلمانية. رفض مجادلة. لا اريد أن تعينني، اريد أن احظى بالتعيين بحق، بان يصوت الحزب فأحصل على أكثرية. أنت مدعو للتصويت من أجلي. أصر مجادلة، وفرض على رئيس الكتلة البرلمانية شالوم سمحون ان يجري استفتاءا هاتفيا بين أعضاء الكتلة وحظي بالاكثرية هكذا. وهذا يذكرنا كيف حصل "كديما" على رئاسة لجنة الخارجية والامن. عرض باراك التعيين على اوفير بينس لكن بينس ايضا لم يرد "هدية" من باراك وطلب تصويتا للكتلة البرلمانية، وكانت النهاية ان تلقى تساحي هنغبي ذلك.

        غضب الحريديون هذا الاسبوع على تسيبي لفني. يجول نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان مع قصاصة ورق كتبها أمير غولدشتاين رئيس مقر عمل لفني. يقول ليتسمان ان لفني في القصاصة تعطي الحريديين (مخصصات ومدارس دينية) اكثر مما يعطيه اليوم نتنياهو. كتبت القصاصة في تشرين الاول 2008، عندما حاولت لفني تأليف الائتلاف. بعد الاتفاق على الشأن المالي، أتى بيت ليتسمان اسرائيل ميمون وتساحي هنغبي لـ "ابرام القضية"، لكن ليتسمان كان عنده طلب صغير آخر هو أن تنزل القدس من الفور عن مائدة التفاوض. لم توافق لفني على ذلك وهكذا تفجر كل شيء. وهذه رواية ليتسمان. ويقول ايضا أنه في اثناء ذلك اللقاء طلب الى ميمون وهنغبي الخروج للحظة، واسمعهما صوت ايلي يشاي بالهاتف المحمول وقال له: "عندي موافقة من الحاخامات على الانضمام الى الحكومة مع لفني بشرط الا يجري الحديث عن القدس، أتوافقني؟". يقول ليتسمان ان يشاي اجاب: "في هذه الحالة سيوافق الحاخام عوفاديا"، لكن سقط كل شيء لان لفني لم توافق. في "كديما" ينكرون ذلك انكارا تاما. ويقولون انه وقع العكس. فليرَ ما كتب في القصاصة. لم تعطِ لفني ربع ما يعطيه بيبي، وقد أصرت ان يكون كل ما يعطى من أجل اعادة الحريديين الى سوق العمل واصرت على رأيها. ومن الحقائق انه لم تنشأ حكومة في النهاية. انصار ليتسمان لا يهدأون. فهم يزعمون ايضا ان كل قضية مشفى برزيلاي والقبور بدأت عند اولمرت. فهم يظهرون محضر مباحثة عند رعنان دينور، المدير العام لمكتب رئيس الحكومة اولمرت، ورد فيه: "عندي انطباع ان البديل ذا الصلة الوحيد هو فوق الموقف". أي نقل غرفة الطوارىء. يتبين هنا ايضا أن ليس هذا دقيقا تماما. فقد كانت تلك مباحثة اولى في نطاق عمل مقر عمل، وقد أرشد دينور جميع الاطراف الى مواصلة العمل وفحص التكاليف، ولم يبلغ ذلك قط مائدة رئيس الحكومة اولمرت ولا التصويت في الحكومة لانه كان قد سقط في تلك الاثناء. بلغ الى التصويت عند بيبي، ويعلم الجميع كيف انتهى ذلك.

        ان الشيء المؤكد أن قضية الحريديين ستكون ساخنة جدا في الفترة القريبة وربما في الانتخابات المقبلة ايضا. تم الكشف عن اللقاء بين تسيبي لفني ويعقوب ليتسمان ههنا في الاسبوع الماضي. تبين أن لفني تجري اتصالا وثيقا بعناصر حريدية كثيرة. تقول لهم الحقيقة ولا تحاول تجميل الواقع. كانت ذروة ذلك في يوم الاحد الماضي عندما دعي لفني الى مراسم توزيع شهادات اللقب الاول في المعهد الحريدي في القدس. مؤسسة هذا المعهد ومديرته، الذي يمنح اللقب الاول في موضوعات مدنية ولا سيما لنساء حريديات، هي عدينا بار- شالوم، ابنة الحاخام عوفاديا يوسيف الحبيبة. هي التي دعت لفني الى هذه المناسبة بل صحبتها على طولها. هذا المعهد قصة في حد ذاته. فهو يحث ويدعو النساء الحريديات الى الخروج من الفيتو وتعلم مهنة. في الوضع الاجتماعي الحالي يمس هذا باحتمال وجدان زوج، وقد يفضي الى عزلة اجتماعية، لكن بار – شالوم لا تستسلم. منحت لفني المتخرجان اللقب الاول في دراسة المختبرات الطبية (من قبل "هداسا")، وتحدثت ايضا عن تعزيز قوة النساء وعن الحق بالخروج للعمل وكسب مصدر العيش، هذا مثير للاهتمام. لقد بدأت حملة الانتخابات المقبلة، وسينضم اليها في المستقبل لاعبون جدد مفاجئون. يتحدث الجميع عن يئير لبيد (يقدر ان ينضم اوفير بينس اليه)، وسمع عوزي برعام يدبر لانشاء حزب جديد كل شيء ممكن.