خبر عرب 48: لن ينالوا منكم! ..مصطفى إبراهيم

الساعة 12:58 م|13 مايو 2010

عرب 48: لن ينالوا منكم! ..مصطفى إبراهيم

13/5/2010

عندما أثيرت قضية الدكتور عزمي بشارة في العام 2007، قال أحد المسؤولين الأمنيين الاسرائيليين إن الخطر والتهديد اللذين شكلهما التجمع الوطني الديمقراطي على دولة اليهود نبع من تداول أفكار قلة من المثقفين، وانتقاله إلى الجمهور الفلسطيني العريض في فلسطين 48.

وسائل الإعلام الإسرائيلية عامة، كانت ولا تزال، تحرض ضد الفلسطينيين من الداخل ولم تترك فرصة إلا وحرضت ولا تزال تدس الأخبار المسمومة ضدهم خاصة التجمع. وبالتعاون مع جهاز الأمن العام "الشاباك" تشن حرباً شرسة وقذرة.

التحريض الذي يتعرض له الان الدكتور عمر سعيد الكاتب والمفكر الفلسطيني، وأمير مخول القيادي البارز في مؤسسات المجتمع المدني هما من عرب 48. لا يأت من فراغ إنما جاء ضمن سياق حملة تقوم بها مختلف الأجهزة في دولة الاحتلال بما فيها الأمنية منذ عدة سنوات وامتداد للحملة التي استهدفت الدكتور عزمي بشارة والتجمع وقيادته سابقا ولا حقاً، إلا إن الإصرار على البقاء والإيمان بعدالة الفكرة جعل التجمع وقيادته يستمرون ولا يزالوا على درب النضال المتواصل من أجل الفكرة التي رَسخت في قلوب كل فلسطينيي48 وعقولهم.

فالزعم القائل بأن إسرائيل دولة ديمقراطية هو محض افتراء. وإسرائيل تعتبر مطالبة التجمع الوطني الديمقراطي بأن تكون دولة إسرائيل دولة لكل مواطنيها. تطرفا خطيرا على دولة اليهود، والمساواة. وحصول الأقلية العربية على حقوقها، لدى جهاز الأمن العام "الشاباك" يشكل تطرفا خطيرا على دولة اليهود. طرد وتهجير المواطنين الفلسطينيين من أرضهم، وقتلهم، والاستيلاء على أراضيهم، انتقاصا واعتداء على حق من حقوقهم، وعدم السماح لهم بالعودة لقراهم أليس هذا تطرف خطير؟ 

الفلسطينيون ممنوعون من التعبير، ممنوعون من المطالبة بالعودة لقراهم ممنوع عليهم زيارة أقاربهم في لبنان وسورية العدوتين، ممنوعون من زيارة أقاربهم في غزة إلا بشروط جهاز الأمن العام، ممنوع عليهم أن يحصلوا على مساواة في الخدمات، ممنوع عليهم أن يسكنوا حيثما شاءوا، ممنوعون من تنفس هواء فلسطين.

سعيد ومخول وبشارة تهديد استراتيجي. الفلسطيني المنغرس في الناصرة ويافا وعكا وحيفا تهديد استراتيجي كما الفلسطيني المنغرس كشجرة الزيتون في رام الله ورفح وجنين والقدس تهديد استراتيجي على دولة اليهود.

الفلسطينيون معركتهم واحدة، معركة إنهاء الاحتلال ومعركة تهويد القدس، ومحاربة الاستيطان وجدار الفصل العنصري، ومعركة القتل والاعتقالات اليومية، ومعركة فرض الحصار على قطاع غزة، ومعركة سعيد ومخول ورفاقهما ضد التمييز وعدم المساواة في الحقوق والحصول عليها هي معركة كل الفلسطينيين.

المؤسسة الأمنية لم يرق لها أن يفكر فلسطينيي 48 بالمطالبة بحقوقهم ويسعون إليها، فهم يخططون للنيل من قياداتهم الوطنية بملفات أمنية مفبركة، مرة أنهم زاروا دمشق ومرة لأنهم عارضوا الحرب على لبنان ولأنهم من تظاهروا ضد قتل المدنيين، التظاهر ضد قتل المدنيين جريمة حرب في نظر قادة إسرائيل و جهاز الأمن العام الإسرائيلي، الذين تناسوا أنهم دولة الإرهاب المنظم التي تمارسه يوميا ضد اللبنانيين والفلسطينيين.

دولة الإجرام المنظم ودولة قتل المدنيين من الأطفال والنساء، هي دولة مسكونة بالقتل والدمار وبالأمن وبالخوف من الأخر صاحب الحق الطبيعي في الأرض، دولة الاحتلال الإحلالي، والقتل اليومي لن تستطيع أن تلفق الملفات الأمنية المفبركة طالما بقيت الفكرة راسخة في قلوب وعقول أصحابها.