خبر الحق في ديمونا- هآرتس

الساعة 09:53 ص|13 مايو 2010

الحق في ديمونا- هآرتس

بقلم: أري شفيت

 (المضمون: لاسرائيل حق في أن يكون لها المفاعل الذري المنسوب اليها بحسب مصادر أجنبية لانها لم تستعمله قط ولن تهدد باستعماله وكانت سياستها في هذا الشأن سياسة مسؤولة حمت الاستقرار في الشرق الاوسط - المصدر).

المفاعل الذري في ديمونا ليس مفاعلا سلميا بحسب مصادر  أجنبية. أقيم المفاعل في ديمونا بحسب مصادر أجنبية في مطلع الستينيات ليصبح لاسرائيل في نهاية الستينيات قنبلة ذرية أولى. واسرائيل بحسب مصادر أجنبية قوة ذرية حقا. وهي القوة الذرية الوحيدة في العالم التي تصر على أن تسلك وكأنها ليست قوة ذرية.

بمفاهيم سطحية للسلامة السياسية السطحية، ديمونا فضحية. فديمونا لا تلبي مطلب المساواة الكوني. لماذا يحل لاسرائيل ما يحظر على دول أخر؟ لا تلبي ديمونا مطلب الشفافية الموضوي. فلماذا تظلل ديمونا مظلة حماية الغموض؟ ولا تلبي ديمونا مطلب الوضوح المقبول. لانه لماذا وافقت الجماعة الدولية على أن توجد ديمونا تحت غمامة غموض؟

        كانت الجماعة الدولية في القرن العشرين أخلاقية. لا مدعية للاخلاق بل اخلاقية. تذكرت حقيقة أنه كان الشعب اليهودي مدة أكثر من ألف سنة هو الآخر المطارد في أوروبا. وتذكرت حقيقة أن ثلث الشعب اليهودي قتل بين 1940 الى 1945. وتذكرت حقيقة أنه حتى روزفلت وتشرتشل لم يحركا ساكنا لانقاذ مليون اليهودي الذين كان يمكن انقاذهم في 1944 لهذا كانت الجماعة الدولية عالمة بأنها تحتمل تبعة أخلاقية بأن تضمن وجود الشعب اليهودي. وكانت عالمة بأن للشعب اليهودي حقا متميزا في التمييز التقويمي.

        ولما كانت الجماعة الدولية في النصف الثاني من القرن العشرين يقظة أدركت أن دولة اليهود محاطة ببحر من العداوة. وأدركت اذا لم تحط اسرائيل بساتر زجاجي يدفع عنها من يريدون القضاء عليها فستكون النتيجة شلال دم. وأدركت أنه اذا لم يكن المفاعل الذري مفاعلا سلميا فانه يضمن السلام. فديمونا خاصة هو الذي يقر وضع الشرق الاوسط.

        كانت الجماعة الدولية على حق. فقد كانت الاربعون سنة الاخيرة سني هدوء جدا في الشرق الاوسط. لم يمنع مفاعل ديمونا حرب يوم الغفران ولا حرب لبنان ولا الانتفاضة ولم ينه الاحتلال. لكن منذ أتى ديمونا العالم لم تنشىء ها هنا اي حرب شاملة. ووقعت هنا عدة اتفاقات سلام. وبفضل ديمونا لم تحدث كارثة. ان كثيرين جدا من العرب وكثيرين جدا من الاسرائيليين مدينون بحياتهم لديمونا. وكذلك المصالح الحيوية للغرب وللمعتدلين العرب.

        ودولة اسرائيل ايضا على حق. ففي حين تبنت اسرائيل في مواجهة الفلسطينيين سياسة حمقاء، تبنت فيما يتعلق بديمونا سياسة مسؤولة. ولم تستعمل السلاح الذري قط خلافا للولايات المتحدة. وبخلاف بريطانيا وفرنسا لم تؤسس قط سياستها الدفاعية على سلاح ذري منسوب اليها. وبخلاف الصين والهند وباكستان لم تجر قط تجربة ظاهرة للسلاح الذري.

        لم تتبجح اسرائيل، ولم تجتذب الابصار ولم تستعمل القدرة  المنسوبة اليها استعمالا سيئا. وعندما واجهت أوضاعا صعبة ايضا سلكت سلوكا متزنا وبهدوء أعصاب. لم تستل قط السيف الذي تصفه مصادر أجنبية بأنه سيف صارم.

        الجماعة الدولية في القرن الواحد والعشرين هي جماعة مختلفة. فهي لا تنجح في كف المشروع الذري لمحمود أحمدي نجاد وأن تفعل مع ايران ما فعلته في الماضي مع العراق وليبيا وسورية. ولما كان الأمر كذلك فانه يسهل عليها ان تحدث صلة بين المشروع الذري المتطرف الكارثي القريب وبين الغموض الاسرائيلي المنضبط الذي برهن على نفسه. هذه المحاولة حمقاء تثير الاشمئزاز. وهي تعرض مستقبل اليهود للخطر في أحد أبعادها. وفي البعد الثاني تعرض استقرار الشرق الاوسط للخطر. وفي بعد ثالث تعرض سلام العالم للخطر.

        تميل الجماعة الدولية الجديدة الى تفضيل الادعاء الاخلاقي على الاخلاق والى تفضيل السلامة السياسية على المسؤولية التاريخية. لكنها اذا حاولت ان تطبق معايير حديثة على المفاعل في ديمونا فستجلب كارثة على نفسها. لن يغفر التاريخ لمن يخل بالنظام الذي يقوم ديمونا في أساسه. ولن يغفر التاريخ لمن يحاول أن يصدع ساتر الزجاج الذي يدفع عن دولة اليهود من يطلبون القضاء عليها.