خبر بشارة: السياسيون فاقدو الشرعية استغلوا مباراة مصر والجزائر لـ« إثارة الأحقاد »

الساعة 03:14 م|12 مايو 2010

فلسطين اليوم-المصري اليوم

أكد المفكر الفلسطينى الدكتور عزمى بشارة، أن ما جرى إبان مباراة الجزائر ومصر بـ«أم درمان» فى نوفمبر الماضى، أثناء صراعهما على تمثيل العرب فى مباريات كأس العالم فى كرة القدم، تم استغلاله من قبل السياسيين الفاقدين للشرعية الوطنية والقومية لإثارة الأحقاد.

 

وقال خلال المحاضرة التى أقيمت، مساء أمس الأول، والمعنونة: «نحو مشروع عربى ديمقراطى»، ونظمتها صحيفة الخليج الإماراتية، ضمن احتفالاتها بمرور ٤٠ عاماً على صدورها: «إن التفكك جرى فى أوصال الأمة العربية لأن كل من يعرف عن نفسه أنه عربى يتهم بأنه قومى، إلا أنه وبمفهوم غالبية المثقفين العرب، لا يؤيدون القومية العربية، كونها مرتبطة بالاستبداد، كما أن علماء الاجتماع يعتبرون القومية حزباً مع أنهم ليسوا أعضاء فيه».

 

وأشار إلى أنه لا يمكن الحديث عن مشروع عربى بمفهوم الحنين إلى الماضى، وتابع: «يجب الأخذ بعين الاعتبار تغيير مفهوم ووظيفة الوحدة العربية والتجرد من الخيبات والمرارات والإحباطات التى عصفت بالأمة، مع عدم التجرد من العواطف عند الحديث عن الفكرة القومية، لأن العروبة ليست منظومة أيديولوجية، ولا فكرية سياسية، بل هى ثقافة وطنية قومية».

 

وتساءل بشارة عن مدى وجود مشروع عربى فى الماضى، أم أنه كان مجرد شعار استخدمت أدواته لقمع الشعوب، بعدما ثبت أنه لا يمكن الحفاظ على الحقوق الاجتماعية فى ظل غياب الحقوق السياسية، وطالب بوجود نوع من العدالة السياسية لتحقيق الديمقراطية التى ترتبط أبعادها بالحريات. وقال: «إن عملية تحديث المفاهيم الديمقراطية عرفت انحرافاً كاملاً، ومن غير الممكن الحكم على أنظمة الماضى بمفاهيم ديمقراطية اليوم،

 

كما يجب عدم الحكم على دكتاتورية تلك الأنظمة بمفاهيم دكتاتورية اليوم، على اعتبار أن تلك الأنظمة كانت تشكل جمهوريات، لا أنظمة ملكية قائمة على مبدأ الفصل بين الملكيات العامة والخاصة، بمفهوم أن الحاكم لا يملك الأرض وما عليها بل هو تعبير عن إرداة الشعب».وأشار بشارة إلى ضياع الفارق بين الحيزين العام والخاص فى ظل المسافة الصغيرة التى تفصل بين استيعاب الدولة والتوريث، على اعتبار أن الدول الملكية منسجمة مع ذاتها أخلاقياً، وأن الاستبداد عبارة عن حكم غير مقيد،

 

موضحاً أن التحول الذى حدث أخيراً على مستوى طبيعة الأنظمة العربية، التى تحمل المشروع القومى، أحدث تقارباً بين أنظمتها المحكومة من قبل الأسر والأغنياء الجدد والأجهزة الأمنية، فى ظل غياب النظام الإنتاجى، مع غياب الرقابة، لتتحول إلى بيرقراطية دولة فاسدة، وهو ما يسمى بـ«برجوازية الدولة الريعية»، المتمثلة فى بيع الخدمات التى لا تشارك بها الأيدى المحلية العاملة.