خبر كبارنا يموتون.. ولكن صغارنا لا ينسون

الساعة 07:35 ص|12 مايو 2010

كبارنا يموتون.. ولكن صغارنا لا ينسون

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

على مدى اثنين وستين عاماً كانت منى الحولي تسمع من أجدادها الكثير من القصص والحكايات عن بلدتها الأصلية "يبنا" والأشجار الخضراء التي كانت تحيط بها، والعمران الذي كان يميزها، مروراً بقصص التهجير وهدم البيوت وقتل المواطنين التي دوماً كانت تعكر صفو الحديث.

 

ومازالت الحولي من مدير دير البلح وسط قطاع غزة والتي تدرس التحاليل الطبية في الجامعة الإسلامية، تسمع قصصاً هنا وهناك عن القرى المهجرة والنكبة التي حلت بها، حتى باتت تتمنى العودة من أجل استرداد ما ضاع من أجدادها.

 

والحولي كغيرها من الشباب والأطفال، مازالت أذنهم تصغى لهذه القصص حتى تحولت هذه القصص من مجرد سرد إلى ثورة في الأعماق تبحث عن مقاومة تضرب فيها العدو الذي اغتصب الأرض والوطن، فكبارنا الذين يحملون الذكريات منهم من هو باق يشهد نكبات أخرى وكثر ماتوا ودفن حلم العودة معهم، ولكن صغارنا لم ينسون هذه القضية.  

 

الحولي رأت في حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن الشباب الفلسطيني مازال متمسكاً بقضاياه الوطنية، ويحييها كل عام ويشارك فيها، وهو الذي يسقط شهيداً مضحياً من أجل هذا الوطن.

 

وأشارت الحولي، إلى أن الجميع يتحمل مسؤولية الحفاظ على التراث والتاريخ الوطني الذي يقف عنده العالم أجمع كقضية مركزية عالمية، مبينةً أن الجامعات الفلسطينية تسهم بشكل كبير في هذا المنبع العلمي من خلال المساقات التي تطرحها في الجامعات، والنشاطات اللامنهجية التي تقوم بها إحياءً لكافة المناسبات الوطنية.

 

وتضيف الحولي، أن مسؤولية الوسائل الإعلامية لا تقل أهمية في تعزيز القضايا الوطنية لدى الشباب والصغار، مشترطةً أن يكون هناك طرح جديد وأسلوب يتناسب والتطور الهائل الذي يشهده العالم من خلال التقارير الإعلامية المتميزة والمثيرة الذي تدفع الشباب للإطلاع والاهتمام.

 

وقد وافقها الطالب الجامعي محمد النادي، الذي أكد على دور المؤسسات التعليمية في تعزيز الثقافات الوطنية لدى الطلبة، والتأكيد عليها من خلال المناهج التي يتم طرحها، منتقداً ما يجري في المدارس من التقليل من أهمية المواد الاجتماعية والوطنية التي تمد الطلبة وقد طالب بتعزيزها والتركيز عليها.

 

كما شدد على دور المؤسسات والجمعيات الشبابية كونها تجمعاً كبيراً ولها تأثير على شريحة من الشباب، في خلق ثقافة وطنية عالية والاهتمام بقضايا هامة تعيد ذاكرتهم للوراء وتخلق لديهم مسؤولية الحفاظ على التراث الوطني الكبير.  

  

ولم يخلُ أحاديث الطلبة والشباب عن انتقاد الوضع السياسي الحالي، مرجعين التقصير في دعم القضايا الوطنية وإحياءها والحفاظ عليها إلى الانقسام السياسي، مؤكدين أن الشباب يفتقدون لمرجع موحد يدعم تمسكهم بقضاياهم الوطنية.

 

وقد ذهب الطالب سامر ياسين إلى هذا التوجه، حيث اعتبر أن اللوم دوماً موجه لشريحة الشباب في حين أنهم يقعون في وقت تختلط عليهم الأوراق خاصةً فيما يتعلق بالقضايا السياسية الحالية التي ترهق كاهلهم، فضلاً عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية وحرمانهم من كافة حقوقهم الضرورية.

 

وقال ياسين:" على الرغم من ذلك فالشباب هم الذي يحيون الذكريات والمناسبات الوطنية، وهم الذين يضحون من أجل فلسطين شهداء وجرحى وأسرى، وضحايا الانقسام والظروف التي تحيط بهم".

 

وشدد على ضرورة الاهتمام بشريحة الشباب والأطفال من أجل دعمهم وتعزيز ثقافاتهم ليصمدوا أمام كافة الصعاب والتحديات التي تواجههم، وتشجيعهم المتواصل بدلاً من توجيه اللوم لهم.

 

ويواصل الشباب الفلسطيني تضحياته من أجل وطنه على الرغم من كافة الصعوبات التي تواجهه، واللوم الموجه له دوماً بتقصيره في القضايا الوطنية، ليعود مذكراً بأن النكبة ستبقى الدافع الأول لهم في النضال من أجل تحرير الأرض وتخليصها من دنس الاحتلال.