خبر كشف حساب للمقاومة الفلسطينية بعد 62 عامًا .. عدنان أبو عامر

الساعة 01:27 م|11 مايو 2010

بقلم: عدنان أبو عامر

يحيي الفلسطينيون هذه الأيام الذكرى الـ62 للنكبة، بما فيها من ويلات وتهجير ومعاناة، ولا يستوي الحديث عن ذكرى تاريخية بهذا الحجم والخطورة، دون التطرق إلى محور المقاومة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، منذ عام 1948 وحتى كتابة هذه السطور.

أهداف المقاومة

اجتازت المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة وخارجها بين عامي 1948 و2010 مراحل عدة تاريخية وسياسية وميدانية، بحيث ظهرت وكأنها تتجه بالضفة الغربية وقطاع غزة نحو ثورة شعبية حقيقية، بدأت بالتظاهرات التي شملت فيما بعد كافة المناطق المحتلة طولاً وعرضًا، ودخلت الشوارع والأحياء والأزقة، مثلما اجتاحت المدن والقرى والمخيمات، وضمت كافة قطاعات السكان، صغارًا وكبارًا، رجالاً ونساءً، مسلمين ومسيحيين، وباتت ثورة شاملة ضد الاحتلال.

وعلى صعيد المواجهة الميدانية، وفي الوقت الذي تراجع فيه الزخم الجماهيري نسبيًّا، مقابل تطور ونمو الأعمال الفردية، ارتفع معدل الهجوم بزجاجات المولوتوف الحارقة، والاشتباكات التكتيكية وأعمال الحرائق، التي مثلت محاولة تكتيكية للضغط على سلطات الاحتلال، وتخفيف حدة هجماتها.

ونجحت المقاومة الفلسطينية بشقيها، المدني والمسلح، في تحقيق جملة من الأهداف على مختلف الأصعدة، أهمها:

1- تحولها إلى جزء من الذاكرة التاريخية الجماعية للشعب الفلسطيني، فلن يسجلها التاريخ تجربة فاشلة أو هزيمة، لأن الفلسطينيين بعد نكبة عام 1948 نفضوا عن أنفسهم مفهوم "الضحية".

2- عبرت المقاومة عن فهم عميق لمتطلبات كل مرحلة نضالية بعينها، فامتنع آلاف العمال عن الذهاب لأعمالهم في مصانع الاحتلال، مما ترك أثره المباشر على اقتصاده، وعبرت الدعوة للعصيان المدني والإضراب الشامل ومقاطعة منتجاته عن أساليب جديدة في مسار النضال الوطني لتحقيق الاستقلال.

3- شكلت المقاومة صدمة عنيفة للكيان الإسرائيلي الذي لم يتوقع أن يتحرك الفلسطينيون ضده، بعد أن وجه كل اهتمامه وجهده لسحقهم، وبالتالي أعادت للشعب الفلسطيني ثقته بنفسه وبقدرته على مواجهة الاحتلال، وخلقت حاجزًا نفسيًّا بين الفلسطينيين ومحتليهم، بعد أن كادت سنون من الاحتلال تقضي عليه، وتستبدل به التعايش الطبيعي غير المقبول، بين الجاني والضحية، كما شكلت محضنًا وطنيًّا لجيل المقاومة الذي خاض غمار مختلف مراحلها.

4- أفرزت المقاومة، مجموعات عسكرية منظمة تطورت لتشكل أذرعًا عسكرية ضاربة، أسهمت مساهمة كبيرة في تغيير تاريخ المنطقة وصياغته من جديد، وعززت بشكل كبير مشروع المقاومة على كافة الأصعدة، وأبرزته خيارا أساسيا ورئيسا أمام الشعب الفلسطيني، وفتحت أبوابًا عديدة لأشكال مختلفة من العمل المقاوم انخرطت فيها شرائح مختلفة من الشعب الفلسطيني.

5- حركت المقاومة، الشارعين العربي والإسلامي بشكل غير مسبوق، وبعثت فيهما الروح والحياة من جديد، فاستعادت القضية عمقها، وظهرت بوادر تململ واسعة من المواقف الرسمية تحت ضغط المواقف الشعبية، بحيث أعادت الاعتبار للبعد القومي تجاه القضية الفلسطينية، ورفعت السقف السياسي لجماهير الشعب وقواه، وترسخ الهدف: لا أقل من تحرير الأرض وإنهاء الاحتلال.

المتناقضات المصطنعة

نجحت المقاومة الفلسطينية خلال العقود الستة الماضية في تحقيق عدد من الإنجازات على صعيد الجمع بين ما كان يعرف على أنه "متناقضات" أو "تعارضات" مختلقة، من خلال:

أ‌- أمست أساليب المقاومة، لاسيما المسلحة منها، شكلاً جماهيريًّا، ليس مقتصرًا على أفراد المنظمات الفدائية، بفضل تشكيل القوات الضاربة التي نقلته من نطاق التنظيم الواحد إلى مختلف التنظيمات الموجودة في ساحة المقاومة، إضافة لانخراط عدد لا بأس به من الجماهير غير المنظمة في صفوفها، من خلال استخدامها لأدوات الحجر، المقلاع، السكين.

ب‌- الربط بين طابعي المقاومة، السري والعلني، بين الزخم الجماهيري في المظاهرات الهجومية، وأعمال المقاومة السرية العنيفة، بين الاعتصام والتوقف عن العمل، واللقاءات السرية ذات الطابع التخطيطي، بين اللقاءات السياسية المسموح بها نسبيًّا، وإعداد نداءات المقاومة.

ت‌- الجمع بين عمليتي الهدم والبناء، الفك والتركيب، ضرب ركائز الاحتلال ومحاولة تدميرها، وعملية العمران القائمة على قدم وساق في الأرض المحتلة، وبناء الاقتصاد الوطني وتعزيز مواقع وهيكلية سلطة الشعب، كما تبين أن العصيان المدني شكل من أشكال المقاومة المهمة في حال تكامله مع أشكالها الأخرى، خصوصًا المسلحة منها، وفي حال توفير المقومات المادية الضرورية لنجاحه، التنظيمية والاقتصادية والتعبوية.

ث‌- أكدت يوميات المقاومة في عقودها الستة، أن أفق العمل المسلح المرافق للمقاومة الشعبية السلمية، ينبغي أن يكون مفتوحًا دائمًا، لكونه الوحيد الذي يكلف الاحتلال، من الناحية البشرية، ومع أن الاعتبارات الاقتصادية والإعلامية مهمة، لكنها ليست حاسمة في هزيمة مشروع الاحتلال، وبالتالي ينبغي ألا تطغى على العامل الحاسم المتمثل بضربه في خاصرته البشرية الرخوة، ولذلك ينبغي تمتين التكتيكات المسلحة وتطويرها.

ج‌- المزج بين الشعارين المطلبي والسياسي، مع أولوية السياسي، بحيث ارتبط بين إدامة المقاومة واستمراريتها، وبين توزيع الحمل النضالي وثقله، على المدن والمخيمات والقرى والأحياء، بحيث لا تتحمل منطقة أعباء إضافية، ترهق كاهلها.

ح‌- المزج بين المقاومتين السلمية والمسلحة في آن واحد، وتكاملهما مع بعضهما، والجمع بين الفعل المسلح الكلاسيكي، والنضال الجماهيري، وعلى هذا الصعيد بالذات، أثبتت المقاومة قدرة في ابتكار مختلف أسلحة المواجهة، البدائية منها كالحجر والسكين والحرائق، والأسلحة النارية واستخدام الكمائن المسلحة، واستهداف المواقع العسكرية والمستوطنين، واتفقت المقاومتان، السلمية والمسلحة، على قواسم مشتركة عديدة أهمها:

1- انخراط الجماهير في المقاومة، بشكليها معًا، بما يستدعي وجود حالة من الانضباط والنظام، والسعي لإشاعة أجواء الثقة في نفوس الجماهير المنضوية في إطارهما.

2- احتاجتا لتشكيل الأجهزة واللجان المرتبطة بهما: الإعلامية، السياسية، الاجتماعية، التحريضية، وتطلبتا المرونة العالية في أساليب المواجهة، وعدم حصرها في جبهة محددة، بحيث تصبح مساحة الأرض المحتلة كلها، ساحة للمواجهة مع الاحتلال.

3- نجحتا في ضرب مرتكزات سلطة الاحتلال، أيًّا كان شكلها، التنظيمية والإدارية والسياسية، فضلاً عن إضعاف وتحطيم معنويات جنوده، من خلال تحقيق انتصارات هنا وهناك، وبشكل يومي وشبه يومي، لتعزيز روح المقاومة، وشل فعالية أجهزة الاحتلال.

نقاط الضعف

شهدت بعض مراحل الثورة الفلسطينية موجات من التراجع النسبي، ولم يكن ذلك نتيجة الممارسات العسكرية الإسرائيلية فحسب، بل هناك عوامل ذاتية أسهمت في إضعاف المقاومة، إلى جانب مظاهر خلل وقصور في التنظيمات العاملة، ومن أبرزها:

أ‌- عدم توحُّد القوى الفدائية: بالرغم من اتفاقها على مبدأ تحرير فلسطين من الاحتلال، والاتفاق على وسيلة تحقيقه عبر الكفاح المسلح باعتباره طريقا وحيدة للتحرير، إلا أنها اختلفت فيما بينها، بسبب وجود تناقضات سياسية بينها، مما أدى إلى التنافس السلبي، وطغيان الذاتية المريضة بين المنظمات، وولادة الكثير من الخلافات، وإفساح المجال لمحاولات الدس والتفريق، والتسبب في النفور والشقاق بين القوى المقاومة.

كما سيطرت الذاتية على التنظيمات، وبدأت تبحث عن مواقع أقوى داخل الساحة الفلسطينية، مما قاد إلى ضعف المواجهة مع الأعداء، وأدى فشل مساعي الوحدة بين التنظيمات إلى عدم تبادل الخبرات والتجارب والمعلومات في جميع المجالات، ووقوع الثوار في أخطاء سبق لرفاقهم أن وقعوا فيها.

ب- الضعف الأيديولوجي والسياسي: فقد أدى هذا "الفقر الفكري" إلى بطء شديد في نمو كوادر مسلحة بأفق أيديولوجي واسع، وبمراس كفاحي مكثف، مما يعني أن ضربات العدو وحملات الاعتقال والاغتيال أفقدت التنظيمات عناصر قيادية، دون قدرتها على إيجاد البديل المناسب سريعًا، مما يؤدي إلى ضعف تدريجي في القيادة حتى يؤول الأمر لأشخاص عاديين لا يصلحون لتولي المهمة.

وركز المقاومون على العمل الفدائي العسكري دون الاهتمام بالعمل السياسي، مما أفقد المقاومة الكثير من فاعليتها، ونتج ذلك عن قصور في الوعي والإدراك لجوانب العمل المقاوم، ولو وُجدت فرصة للتوعية السياسية فإنها كانت تنحرف باتجاه الشحن الانفعالي والأيديولوجي ضد تيارات سياسية منافسة في الثورة الفلسطينية، ونالت التوعية السياسية باتجاه المعركة مع العدو أصغر نصيب من الاهتمام.

وهو ما أدى بدوره إلى فقدان الفدائي للرؤية الحقيقية للوقائع، والقدرة على التحليل، وبعد النظر، وتبني الخط السياسي والعسكري الصحيح؛ لضمان تحقيق الانتصارات، وتجنب الهزائم، بل أخذ يتحرك بمغامرة وانفعال عفوي، ويتعامل مع الأحداث بردود الفعل، مما ساهم في زيادة الأخطاء، وأكثر من احتمالات التعرض لخطر الاعتقال أو الاغتيال.

ج- ضعف الاهتمام بالجماهير: قام الأهالي بمساعدة الفدائيين في الأراضي المحتلة، وحمايتهم، وإخفاء أسلحتهم، وتوفير المأوى والطعام والشراب لهم، وإعطائهم الإشارة بوجود الجيش الإسرائيلي، وفي المقابل لم تكن درجة اهتمام الفدائيين بهم في المستوى المطلوب.

صحيح أن تفجُّر الثورة أدى إلى التفاف الجماهير حولها، لكنها هي من طوّرت الثورة، ودعمتها وأمدتها بالفدائيين والأموال والتموين والسلاح، والثورة الناجحة هي التي تستفيد من الجماهير بتسليحها وتنظيمها وتشجيعها على النقد، وبذلك تصبح "ثورة الجماهير"، مما يحميها ويحرسها ويطوّرها، أما إذا نظر الفدائيون إلى الجماهير بازدراء وتعالٍ وغرور، واعتبروها قطعانًا تساق بلا وعي ولا إرادة، وأنها مغفلة يمكن خداعها بسهولة، ونعتها بالجهل والغوغائية والطفولية والعاطفية، فإن ذلك يعني انفصال الجماهير عنهم، وعدم قدرتهم على الاستمرار طويلاً.

د- التهويل الإعلامي: لجأت إسرائيل إلى الحرب النفسية، وتجنيد العملاء، وأجهزة الإعلام، وكل الطاقات والمؤهلات لتحطيم معنويات المقاومين، وتمزيق وحدة الشعب ونشر البلبلة، وازدادت خطورتها عندما انتشرت بين الفدائيين بعض الأمراض الخطيرة التي استغلها العدو كالثرثرة التي تؤدي إلى التباهي والاستعراض، مما أدى إلى إفشاء أسرار الثورة، وأصبح من السهل على المندسين ومروجي الشائعات القيام بمهمتهم، ومما أفقد الجماهير الثقة بإعلام المقاومة، ولجوء بعض التنظيمات إلى التهويل والتضخيم، وأن النصر أصبح على الأبواب، والإشعار بالاطمئنان المبالغ فيه بقوة الثورة، ومناعتها أمام هجمات العدو.

وأدى التهويل والتضخيم إلى التعارض والاختلاف بين تنظيمات الأرض المحتلة، وأصبح أكثر من تنظيم يتبنى عملية واحدة، مما أدى إلى المزيد من الاختلافات بينها، وتحولت العملية الواحدة إلى سباق مرير للادعاء والمفاخرة.

ومن أمثلة التهويل إعلان التنظيمات عن القيام بعمليات أدت إلى "إبادة جميع أفراد الدورية"، و"مقتل وجرح جميع من في الآلية"، و"تدمير الآلية وقتل جميع ركابها"، و"تدمير الآلية وقتل من فيها، وعند وصول النجدة تم نسف العربات بألغام مزروعة"، و"قيام الكمين باشتباك أدى إلى قتل وجرح عشرات الجنود، وعودة الفدائيين لقاعدتهم سالمين".

الخاصرة الإسرائيلية

1- ألغت المقاومة، من القاموس الإسرائيلي مصطلح "الحدود الآمنة"، حيث وقف جيش الاحتلال عاجزًا أمام ابتكارات المقاومين، مما دفع بقادته لأن يعلنوا عدم امتلاكهم حلولاً سحرية لقمعها، ونجحت في فرض المعاناة المباشرة على الإسرائيليين نتيجة سياسات حكوماتهم المتعاقبة.

2- بينت أن اختلال موازين القوى لصالح المحتل، لم يحقق له الحل الذي أراد، على العكس، فقد فاقمت من أزمة نظامه السياسي، وأقنعت الأحزاب الحاكمة طوال ستة عقود بأن سياستها القائمة على الضم والإلحاق وأرض "إسرائيل" الكاملة اصطدمت بعقبات جدية، برغم تبنيها لشعار الأمن أولاً! وعدم التفاوض في ظل العنف!

3- كشفت المقاومة حقيقة الكيان الإسرائيلي، وساعدت في تعرية أسطورة "الجيش الذي لا يقهر"، كالتعليقات التي راجت على ألسنة كبار المحللين العسكريين، حيث تناولت الصحف على صدور صفحاتها الأولى، وفي التحليلات والمقالات والافتتاحيات، يوميات وعمليات المقاومة بمختلف أشكالها، وأجمعت على تميزها بـ"جرأة مذهلة" و"ثقة ذاتية لدى نواة المقاتلين".

4- عكست المقاومة، حالة تدهور الوضع الأمني للكيان، خاصة الجرأة المتزايدة للمقاومين، مما أشار إلى تخطيط واستعداد لمواجهة مباشرة مع قوات الأمن، بعد أن لوحظ تغير في أساليب عمل خلاياها، التي أصبحت توجه مجهوداتها ضد قوات الاحتلال، ولا يرتدعون عن خوض صدامات مباشرة معها، وبات واضحًا أن هذه العمليات سبقتها نشاطات استخبارية وتخطيط وجمع معلومات.

5- فرضت على المحتل مواجهة منظمات متصلبة تتمسك بمبادئها، ورغم تمكنه من إلقاء القبض على عدد كبير من أعضائها، لكنها نجحت وبصورة مستمرة في العودة لنشاطاتها، ورغم تقلص عدد المطلوبين كثيرًا، فقد اعترف جنرالات إسرائيليون مرموقون بأن من تبقوا "عنيفون جدًّا" وأبدوا استعدادًا للمخاطرة، "وهزمونا" بمفهوم معين، ونجحوا في "دفعنا للمبالغة في الرد، وفي إفقادنا لرباطة جأشنا، وتسببوا في اختلال توازننا".

6- شهدت المقاومة خلال مختلف مراحلها وفي جميع جبهاتها، في الداخل والخارج، صراعًا داميًّا مع جيش الاحتلال، واشتد الصراع من الناحيتين الكمية والنوعية، حيث استمات المقاومون في الصدام، على اعتبار أن موتهم سيزيد حدة المواجهة، ولم تكن سوى مجموعات مسلحة لا يزيد عدد أفراد الواحدة منها عن أصابع اليد، تنطلق للاصطياد ولديها سلاح، مصدره الأساسي من جيش الاحتلال!

7- أوصلت المحتل إلى اقتناع جاء على لسان أحدهم بقوله: "حظي أعداؤنا بنجاح عسكري، ولاشك أن هذا النجاح سيثير شهيتهم لإحراز نجاحات جديدة، لقد ولدت الحرب الاحتلال، والاحتلال ولد المقاومة، والمقاومة ولدت الخطوات الوقائية والقيود والاعتقالات والتحقيقات، ومقابلها الردود، والردود على الردود، وحسابات الدم متواصلة، وأحلام الانتقام، وما نضج مجددًا هو روح الكراهية المتبادلة، وولدت الانتفاضة والمقاومة الواسعة".

أخيرًا.. نجحت المقاومة خلال مختلف تاريخها في تأكيد فشل الهدف التكتيكي الإسرائيلي نحو خفض مستوياتها، لأن الجيش لم يقدر على خوض حرب طويلة، وليس هناك في الأفق ما يشير لنهايتها، وقد باتت أطول حرب يخوض غمارها الجيش الإسرائيلي.