خبر قصص من النكبة.. ذكريات لا تمحوها السنون

الساعة 07:53 ص|11 مايو 2010

قصص من النكبة.. ذكريات لا تمحوها السنون

فلسطين اليوم- غزة (خاص) 

دماء تسيل على الأرض، وقرى تحولت إلى رماد، وطرق ومفترقات امتلأت بالمهجرين، وصياح وعويل هنا وهناك، وجندي غاصب مازال يتوغل في المكان.. هذه بعض المشاهد التي عجزت أن تمحوها الأيام من ذاكرة الحاجة أم إبراهيم السنوار من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

 

الستينية السنوار التي هجرت من قرية المجدل التي تقع في منتصف الساحل الغربي لبحيرة طبريا عند مصب وادي الحمام، وتبعد عن مدينة طبريا نحو 5 كيلومترات إلى الشمال، مازلت تذكر تلك الأيام العصيبة التي سبقت التهجير، حيث القتل والتشريد والمطاردة، والإجلاء عن القرى الفلسطينية.

 

والسنوار كغيرها من أجدادنا وآبائنا الذي يذكرون النكبة التي يحييها شعبنا في منتصف مايو/ أيار من كل عام، حيث تتجدد هذه النكبة كل يوم بمزيد من الشهداء والجرحى، واستمرار بناء المستوطنات وتهويد القدس، فضلاً عن إبعاد أكثر من 200 مواطن منذ العام الحالي من ديارهم في الضفة الغربية إلى قطاع غزة.

 

فهموم شعبنا وجراحه لم تندمل من ذكرى بيت هجروا منه، وشهداء سقطوا خلال أيام النكبة، إلى انتهاكات جائرة من العدو الغاشم وحسرات وجروح عميقة لا زالت تنزف جرحاً وألماً، فأمهات يبكين شهداء وينتظرن آلاف الأسرى في سجون المحتل، ومرضى يموتون في انتظار العلاج.

 

وتحن الحاجة السنوار كما أوضحت لمراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أيام زمان وتتمنى أن يرجع بكافة تفاصيله، إلى أرضها الخضراء التي تجود بما فيها لتطعم أبناء القرية، وبيتها المتواضع، مستدركة:" لكن مافي شي بيرجع زي زمان وكل شي ضاع وراح منا". 

 

وتطرقت السنوار، إلى ما هو مؤلم في ذكرى النكبة، حيث المجازر والفظائع وأعمال النهب التي ارتكبها العدو الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وهدم القرى والمدن، وتحويلها إلى مدن إسرائيلية لإنهاء معالمها.

 

ولم تكف السنوار، عن أملها ورجاءها بالرجوع والعودة إلى موطنها الأصلي، لتؤكد على ضرورة أن يعي العالم أجمع حقوق الشعب الفلسطيني ليعمل على استعادته، مشيرةً إلى أن الفلسطينيين وحدهم القادرين على استرداد حقوقهم بوحدتهم الوطنية وتماسكهم أمام العدو.

 

ويستذكر الفلسطينيون هذه الأيام ذكرى النكبة الثانية والستين، التي شردوا واقتلعوا فيها من أرضهم وديارهم، عايشوا خلالها ومازالوا أصناف من الويلات والنكبات، وعلى الرغم من ذلك مازالوا يصرون على تمسكهم بحقوقهم المسلوبة.

 

ومازال الشعب الفلسطيني يتشبت بحقه الذي لم تسقطه عقود مرت على النكبة والتهجير، ولا الظلم الدولي والتحالف ضد شعبنا وفصائله المقاومة، ويستمر شعبنا في المقاومة من أجل تحرير أرضه.