خبر المقاطعة : الوجه الآخر من العملة .. يديعوت

الساعة 10:01 ص|10 مايو 2010

بقلم: الياكيم هعتنسني

مقال د. حسن ابو لبدة في هذه الصفحة ("مقاطعة منتجات المستوطنات – ليست ضد اسرائيل") فيه بالنسبة لي أمر معاد: هكذا قاطعوا محل أبي رحمه الله في موطن مولدي كيل (المانيا). توجد لدي "دعوة للمقاطعة" نشرت في الصحيفة النازية "حرب الشعب"، بعد وقت قصير من صعود هتلر الى الحكم: "ايها الالماني! هؤلاء هم اعداؤك في كيل... بومباخ، متجر الاثاث، شارع مولي شستراسا 72"، و55  متجر آخر. وحرض النازيون ضد اليهود مثلما فعل صاحب المقال "وزير الاقتصاد الوطني"، في تحريضه ضد المستوطنين: مستغلين، منتهكي السلام.

لم يكن معنى للجدال مع أب الحركة الوطنية الفلسطينية، مفتي القدس، الحاج امين الحسيني، ولا أمل ايضا في اقناع ابو لبدة بشرعية وجود يهودي في قلب أرض اسرائيل. ولكن تثور عدة أسئلة: اذا نجحت المقاطعة، فان العمال الفلسطينيين الذين ينتجون بضائع المستوطنين سيلقى بهم الى الشارع. فهل "الاقتصاد الوطني الفلسطيني" قادر على أن يقيم لهم مصانع بديلة؟ واذا كان كذلك، فلماذا لم يفعل ذلك حتى الان من خلال مليارات الدولارات التي صبت فيه منذ اوسلو، والتي مولت الارهاب وملأت جيوب الزعماء؟

اذا ما تجول ابو لبدة "في بلاد المستوطنات"، فسيجد أن قرى عديدة ترتزق من جيرانها المستوطنين: في البناء، في الحرفة، في الحدائق، في الكراج. سوبرماركتات، مجمعات تجارية ومحطات وقود في المستوطنات مليئة بالمشترين العرب. منذ اوسلو "استوطن" امام باب مدينتي – كريات أربع – كراجات، محلات لمواد البناء، "كل شيء للبيت" وما شابه. فهل وزير الاقتصاد الوطني يطلب منهم أن يغلقوا أعمالهم التجارية؟

وهل على السواقين الفلسطينيين في القدس "المحتلة" – ان يوقفوا خدمة 200 الف "مستوطن" مقدسي؟ والى اين سيذهب المرضى الفلسطينيون الذي يحتاجون الى هداسا وشعاري تصيدق المليئين "بالمستوطنين": أطباء، ممرضات، فرق طبية؟ ومن الجابن الاخر – الاطباء، الممرضات والممرضون العرب ماذا سيفعلون، ألن يقيسوا حرارة المستوطنين؟ حتى في جامعة ارئيل يوجد طلاب فلسطينيون. فهل مدعوون هم لتركها فورا؟

ابو لبدة يحاول أن يدق اسفينا بين المستوطنين وباقي ابناء شعبهم. ولكن حتى لو نصف الشعب اليهودي فقط انتهج مقاطعة مضادة، فكم فلسطينيا سيسقط من الفنادق، المطاعم، المصانع ومشاغل الخياطة، على جانب الخط الاخضر؟ أهكذا يبدو السلام؟

حكومة اسرائيل هي الاخرى لا يمكنها أن تتجاهل على مدى الزمن المقاطعة المفروضة على مواطنيها من "الشريك للسلام" وهي ايضا ستتخذ اجراءات مضادة. فهل نسي ابو لبدة بان الجيش الاسرائيلي يحمي حياة "رئيسه" و "رئيس وزرائه"؟

فضلا عن ذلك: أوليس ايضا حسب مفهومه "عرب 48" هم فلسطينيون بكل معنى الكلمة. وبالتالي أفلا يدعو اليهود الى التعامل معهم هم ايضا مثلما تتعامل رام الله مع "يهود 67"، المستوطنين؟

كمستوطن وكمحامٍ قدمت خدماتي المهنية للفلسطينيين. زبون كهذا اشتبه بالسرقة وخرج نظيفا، ولكن ربه عمله اليهودي، من وجهاء الجمهور، عطل حقوقه وألحق به ضررا ماليا. أوصيته برفع دعوى الى المحكمة الحاخامية برئاسة الحاخام دوف ليئور. وقد كسب القضية وعوض على أضراره بمبلغ كبير. اذا ما كشفت عن اسمه، فهل ستدخله سلطات رام الله الى السجن؟ فلسطيني آخر شق الصندوق القومي لاسرائيل طريق فأضر بأراضيه. وكيله، المستوطن، نال له تعويضا كاملا – فهل ينبغي له أن يعيد المال؟

لننهي بالدعم الحكومي الاسود الذي يمنحه الاقتصاد اليهودي بعمومه في غير صالحه "للاقتصاد الوطني" الفلسطيني: 50 الف سيارة مسروقة في السنة، الاف رؤوس الضأن، البقر والخيال، معدات ري، تراكتورات، علامات تجارية، اشرطة وكتب تعليم مزيفة ومهربة، لحم مجمد، بضائع بدون جمارك وضريبة مضافة – من سرقات النهار وسرقات الليل. اذا كان محظورا الشراء من اليهود، فهل مسموح ان يكون المرء طفيليا على اقتصادهم؟