خبر بينما كنتم نائمون- هآرتس

الساعة 07:40 ص|09 مايو 2010

بينما كنتم نائمون- هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

 (المضمون: بينما غفى اليسار في اسرائيل تحولت تركيبة الجيش لتصبح صفوفه تمتلىء اكثر فأكثر بالمتدينين وليس بالعلمانيين - المصدر).

        يحتمل جدا ان يكون اليسار الاسرائيلي قد فوت الفرصة لتحقيق تسوية دائمة مع الفلسطينيين. قسم هام من المسؤولية عن الفشل تقع على الطرف الفلسطيني، ولكن في السنوات الضائعة، السنوات الحرجة التي مرت منذ اتفاق اوسلو حصل شيء آخر هام في الجانب الاسرائيلي: الجيش الاسرائيلي تغير.

        الجيش هو عنصر حرج في تنفيذ الاتفاق (في الانسحاب من الاراضي وفي اخلاء المستوطنين)، ولكنه ايضا كذلك في ضمان الاستقرار الامني بعده. الموضوع هو أن الجيش الاسرائيلي في 1993 لا يشبه الجيش الاسرائيلي في 2010. ها هو ما حصل في دورة ضباط للمشاة، رأس حربة الوحدات القتالية، في الفترة الموازية: في 1990 بلغ معدل الشباب المتدينين بين مجندي الدورة 2 في المائة. في 2007 قفز معدل معتمري القبعات الدينية الى 30 في المائة. وهكذا بدا الجيل الوسط للضابطية القتالية: 6 من بين 7 مقدمين في لواء جولاني متدينون، وابتداء من الصيف ايضا قادة الكتائب. في لواء كفير 3 من بين 7 مقدمين  متدينون، وفي جفعاتي وفي المظليين 2 من 6. في بعض من ألوية المشاة اجتاز معدل قادة القادة العسكريين المتدينين الـ 50 في المائة، أكثر بثلاثة اضعاف من نصيب الصهيونية الدينية بين السكان.

        هذا جيل قادة ملتزم بمهماته ومخلص للجيش الاسرائيلي وللدولة. وهو فقط يأتي من أماكن مختلفة عن الاماكن التي جاءت منها اجيال سابقة. من يلقي بنظرة على قائمة القوى البشرية في مكاتب القادة العسكريين سيتبين انه قبل عشرين سنة كان يظهر هناك، باعداد لا بأس بها، مقاتلون من غوش دان ومن الشارون. هذا بالطبع تعميم يخطىء في استثناءات، ولكن عدد هؤلاء الجنود اليوم بائس. قبل بضع سنوات فحص قائد كتيبة في غولاني فوجد أن واحد فقط من جنوده هو من سكان تل أبيب. اما اليوم، في منصب آخر، يخدم عنده بالذات بعض من التل أبيبيين، جميعهم يسكنون "جنوب خط الدولفيناريوم".

        في مجال القوى البشرية تجري سياقات بعيدة المدى. هجر اليسار وابناء الكيبوتسات في أعقاب حرب لبنان الاولى والانتفاضة الاولى، صفوف الجيش يبدو ملموسا ايضا في شريحة العمداء الذين يدقون ابواب هيئة الاركان في 2010. وعندما يشكو الناس من ضحالة القيادة العليا اليوم، فانه ينبغي البحث عن بعض الاسباب لذلك في منتصف الثمانينيات، حين تخلى كثيرون وطيبون عن الدعوة الى الضابطية.

        هذا سر مكشوف في أن التمثيل في الجيش الاسرائيلي لشريحة معينة من السكان يتوزع اساسا بين وحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية، دورة طيران، وحدة سييرت الخاصة واحيانا، مع الفارق، الحاصلين على الاعفاء لاسباب نفسية من الخدمة العسكرية. وهم تقريبا لن يصلوا الى غولاني او كفير. هجر الوحدات القتالية سيجد تعبيره ايضا في هيئة الاركان بعد 15 سنة.

        الجيش الاسرائيلي ارتكب ويرتكب اخطاء في المناطق، ولا سيما بمساعدة الهدوء الذي وفره على مدى السنين للبؤر الاستيطانية غير القانونية، ولكن وصفه كجيش من وحوش الاحتلال غبي ويخطىء الحقيقة. اليسار العلماني غفى في الحراسة. الصفوف الفارغة التي خلفها وراءه ملأها آخرون. وحتى من يعتقد انه لن يكون مفر من اخلاء كثيف للمستوطنات، ينبغي له أن يعرف انه سيكون من الصعب جدا عمل ذلك بعد فك الارتباط عن غوش قطيف. في 2005 تحقق فك الارتباط لان ارئيل شارون لم يتلعثم والقيادة العسكرية عملت بموجب ذلك. قادة الكتائب سيطيعون في معظمهم في المرة القادمة ايضا، ولكن من الصعب ان نرى كيف سيستجيب قادة حظيرة من تفوح وكدوميم لامر طرد يهود من منازلهم. لا غرو ان القيادة العليا في الجيش تخشى جدا مثل هذا السيناريو.

        مع حلول وقت الاخلاء قد تكون الدولة مطالبة بان تقرر تجنيدا مكثفا للالوية الدائمة المؤقتة لحرس الحدود. مشكوك أن يكون ممكنا العودة الى الاعتماد لهذا الغرض على الجيش الاسرائيلي.