خبر يتسهار مقابل ديمونا -يديعوت

الساعة 07:37 ص|09 مايو 2010

يتسهار مقابل ديمونا -يديعوت

بقلم: شمعون شيفر

وزير الحرب ايهود باراك الذي عاد منذ وقت غير بعيد من زيارة الى واشنطن، يطلق صافرات التهدئة. وحسب اقواله، فان ادارة اوباما لن تنضم في المستقبل المنظور الى مبادرات تجبر اسرائيل على فتح منشآتها النووية امام الرقابة الدولية. ولكني ما كنت لاعتمد فقط على ما سمعه باراك في الولايات المتحدة.

        في ضوء التأخيرات والفشل في الادارة الامريكية للوصول الى اتفاق دولي حول العقوبات التي تفرض على ايران، فانه يمكن الاستنتاج بان الولايات المتحدة ستسلم في نهاية المطاف بوجود سلاح نووي لدى ايران.

        وماذا سيحصل عندها؟ في مغسلة الكلمات لدى السياسيين في العالم يتحدثون عن "احتواء ايران نووية"، وباللغة الاكثر بساطة: "التعلم لكيفية التعايش مع القنبلة الايرانية". التقدير السائد هو ان الامر سيؤدي الى سباق غير مسبوق من دول اخرى في الشرق الاوسط للحصول على سلاح نووي.

        هذه هي الخلفية للدعوات المتصاعدة لاجبار اسرائيل على الانضمام الى ميثاق عدم نشر السلاح النووي (NPT) والسماح بالرقابة والاشراف من قبل مراقبي المنظمة للمنشآت في اسرائيل. ويؤمن مسؤولون في الادارة الامريكية بانه سيكون ممكنا بذلك صد السباق نحو التسلح النووي في الشرق الاوسط.

        اسرائيل، بمساعدة مكثفة من الامريكيين، نجحت حتى الان في صد كل محاولة للنبش والاطلاع على ما يجري في المفاعل في ديمونا. ولكن يحتمل أن يكون الغموض الذي ميز على مدى السنين النهج الاسرائيلي في هذا الموضوع الحساس يوشك على أن يتغير دراماتيكيا. الرسالة التي وزعها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اعضاء المنظمة، وطرح فيها امكانية اجبار اسرائيل على التوقيع على الميثاق، الى جانب السعي العلني من الرئيس اوباما لتقليص ترسانة السلاح النووي في العالم يثير في اسرائيل علامات استفهام عديدة.

        وتعتقد محافل سياسية بانه فقط اذا ما نجحت اسرائيل في اقناع الامريكيين بجدية نواياها لانهاء المواجهة مع الفلسطينيين والوصول الى اتفاق مع السوريين، سيكون ممكنا مواصلة التظلل بالمظلة الامريكية بحيث لا تسمح لاسرائيل بان تبتل. بتعبير آخر، المعادلة التي سيكون اصحاب القرار في اسرائيل مطالبين بالتصدي لها هي يتسهار حيال ديمونا، وليس مثلما فكروا قبل سنة: يتسهار مقابل المنشأة النووية في نتناز. من يرغب في الحفاظ على مواصلة الغموض النووي عندنا سيكون مطالبا بان يدفع الثمن بعملة اخلاء مستوطنات من يهودا والسامرة واقامة دولة فلسطينية.

        القدرة النووية التي تعزى لاسرائيل هي أحد الاسرار الاكثر انكشافا في اوساط اصدقاء اسرائيل وفي اوساط كارهيها على حد سواء. وحتى قبل ان يوفر مردخاي فعنونو، الذي كان يعمل في المفاعل النووي في ديمونا لوسائل الاعلام الدولية براهين مزعومة على ما يجري في "مصنع النسيج"، سبق أن نشرت في العالم تقديرات بشأن انضمام اسرائيل الى النادي الاعتباري للدول التي تحوز على سلاح نووي. السر الاكثر كتمانا في اسرائيل اصبح منذ زمن بعيد من نصيب كل من يرغب في ذلك.

        التآكل في الغموض النووي، الذي هو احد اسس السياسة الاسرائيلية منذ عدة عقود قد يصبح قريبا ملموسا أكثر فأكثر. ولن يأسف الجميع في اسرائيل على ذلك: هناك من يدعي بانه لم يعد هناك معنى للغموض، وفي منطقة يريد الجميع فيها ان تكون لهم ديمونا خاصة بهم، من الافضل أن يعرف الجميع بالضبط ماذا يوجد لدى الاسرائيليين.