خبر مهمة إنقاذ وطني -هآرتس

الساعة 07:36 ص|09 مايو 2010

مهمة إنقاذ وطني -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

إسرائيل مصابة بثلاثة سياقات هدامة تهدد مجرد وجودها كدولة يهودية وديمقراطية. احدها هو الاحتلال المتواصل للمناطق، والذي تحل هذا الشهر الذكرى الـ 43 عليه. فالسيطرة على سكان فلسطينيين كثيرين بوسائل غير ديمقراطية وبالقوة تضعضع الحق الاخلاقي لاسرائيل، تحطم صورتها في الاسرة الدولية وتعظم سياقات القومية المتطرفة.

        السياق الهدام الثاني هو اتساع الطائفة الاصولية التي لا يعمل ابناؤها ولا يتحملون عبء الخدمة في الجيش الاسرائيلي ودفع الضرائب، بل يرتزقون من المخصصات ويمنعون عن ابنائهم تعليما يؤهلهم لسوق العمل. السياق الهدام الثالث هو التمييز والاقصاء بالمواطنين العرب ممن يريدون أن يتعلموا وان يعملوا ولكنهم يجدون صعوبة في ايجاد عمل والانخراط اذا لم يتغير الميل، يواصل الاصوليون انعزالهم على حساب النواة المتقلصة للاسرائيليين العاملين والخادمين، والعرب سيبعدون الى الهوامش دون فرص، والاقتصاد الاسرائيلي سينهار في ظل غياب المعيلين.

        حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو تشدد السياقات الهدامة، برفضها انهاء الاحتلال واصرارها على تطوير مشروع الاستيطان، بدفع المهر السياسي للاحزاب الاصولية وبتنكرها المعلن للمواطنين العرب وتطلعاتهم. حسم نتنياهو فني صالح الشراكة السياسية مع شاس ومع اسرائيل بيتنا كان اختيارا في صالح تسريع الانهيار الداخلي الذي تفاقمت نتائجه فقط بسبب ميله الى الجلوس على الجدار والتملص من القرارات.

        رئيسة المعارضة، تسيبي لفني، دعت في مقابلة مع "هآرتس" في نهاية الاسبوع الى وقف السياقات الهدامة قبل أن يفوت الاوان، واتخاذ قرارين استراتيجيين: تقسيم البلاد الى دولتين، يهودية وفلسطينية، وفرض "تعليم المواضيع الاساس" على الاصوليين. لفني محقة في مطالبتها بمعالجة التحدي السياسي والتحدي الاجتماعي بالتوازي، وعدم التأجيل الواحد في صالح الاخر. وتحذر لفني من أن "الزمن حرج" وتدعو الليكود الى التكاتف بالقوى مع كديما للوصول الى تسوية سياسية ووقف الابتزاز الاصولي. اذا كان رئيس الوزراء قلقا على مستقبل الدولة، فان عليه ان يستجيب لها، فيغير الاتجاه ويقيم حكومة انقاذ وطني.