خبر 1.3‏ بليون مدخن بالعالم: التدخين لم يعد مسببا للأمراض‏..‏ بل مرض يحتاج للعلاج

الساعة 07:18 ص|09 مايو 2010

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية 

التدخين لم يعد يسبب الأمراض فحسب‏,‏ بل أصبح هو نفسه مرضا يستلزم العلاج الدوائي للتخلص من آثاره المدمره‏..‏ هذه الحقيقه أصبحت الهدف الذي تسعي الي تحقيقه الابحاث الطبية‏,‏ لذا بدأت تظهر أدوية يمكنها إزاحة كابوس السيجارة عن صدر المدخن‏,‏ شريطة ان يكون لديه العزيمة للتخلص من هذا الداء‏.‏

 

والاحصائيات العالميه تقول إن عدد المدخنين في العالم حاليا نحو‏1.3‏ بليون مدخن‏,‏ ويصل عدد ضحايا تعاطي الدخان بأنواعه إلي‏5‏ ملايين سنويا‏,‏ ومع استمرار استخدامه بهذه المعدلات‏,‏ سيرتفع العدد إلي‏10‏ ملايين بحلول عام‏2020,‏ اي انه كل‏8‏ ثوان يموت شخص علي مستوي العالم بسبب التدخين‏.‏

والنقطة المهمة هنا أن‏70%‏ من هذه الوفيات ستتركز في الدول النامية‏,‏ هذا ما أكده الدكتور محمد عوض تاج الدين أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس‏,‏ موضحا أن التدخين مازال العامل الرئيسي الذي يؤدي للوفاة التي من الممكن الوقايه منها‏,‏ ففي دراسه مهمة عن مدي انتشار التدخين في الشرق الأوسط‏,‏ بلغت مصر مرحلة الخطر‏,‏ وباتت المطالبة باتخاذ إجراءات فعالة ضد التدخين ضرورة حتمية‏,‏ حيث تقول أرقام الدراسة أن‏45%‏ من أطباء مصر و‏48%‏ من المدرسين و‏70%‏ من طلبة الجامعة و‏18%‏ من الرياضيين مدخنون‏.‏

وبعدما كانت أعمار المدخنين تدور في المتوسط حول سن‏35‏ سنة ونسبة السيدات لاتتجاوز‏3%,‏ تحرك متوسط سن بدء التدخين انخفاضا الي‏17‏ سنة وازدادت نسبة التدخين بين السيدات ارتفاعا الي‏12%‏ مع تفشي التدخين بين الأطفال والشباب‏,‏ مما يحتم زيادة أسعار الدخان والضرائب علي منتجاته وضرورة تفعيل تشريعات حظر التدخين في الأماكن العامة‏.‏

ولايفوتنا الإشارة إلي ما أكدته دراسة فرنسية حديثة أن هناك زيادة واضحة في نسبة إصابه السيدات بالسرطانات الناتجة عن التدخين‏,‏ وأنهن أكثر عرضة لمخاطر التدخين السلبي‏,‏ وأن انسجه الجسم لديهن أكثر حساسية للمواد المسرطنه في الدخان‏,‏ كما تؤكد تقارير طبية عالمية أن معدل الاصابه بسرطان عنق الرحم يبلغ‏4‏ أمثال نظيره لدي غير المدخنات‏,‏ وأن الخطر يتزايد مع طول فترة التدخين‏,‏ وفقا لما يقوله الدكتور اندروبايب استاذ الامراض الصدرية بامريكا‏,‏ مشيرا الي ان التدخين تسبب في وفاة‏100‏ مليون انسان في العالم في القرن العشرين‏,‏ وهذا الرقم من الضحايا سيتضاعف‏10‏ مرات خلال هذا القرن لارتفاع نسب المدخنين بالدول النامية‏.‏

وبعد‏20‏ عاما من التدخين المستمر يتعرض المدخن لأمراض سرطانية‏,‏ وقلة المناعة مع بداية عملية التدخين دائما ما يكون عرضة للإصابة بالأمراض الصدرية‏,‏ هكذا أكد الدكتور يوسف نعواس مستشار الأمراض الصدرية‏,‏ بالأردن أمام المؤتمر الاقليمي لمكافحة التدخين الذي عقد ببيروت‏,‏ واصفا التدخين بأنه مرض وليس عادة كما يتوهم غالبية المدخنين‏,‏ داعيا إياهم للتحلي بالارادة القوية للتوقف عن التدخين‏,‏ مشيرا لمركب فاركلين لعلاج المدخنين ومساعدتهم في الاقلاع عن التدخين بدون نيكوتين وهو عبارة عن أقراص يتناولها المدخن لمدة‏3‏ اشهر‏,‏ للتأثير في مسقتلات النيكوتين في المخ وبدون إعطاء المدخن نيكوتين‏.‏

في حين أن الوسائل المختلفة لمنع التدخين مثل لصقة النيكوتين وحقن النيكوتين والإبر الصينية‏,‏ برأي الدكتور أحمد نافع استشاري الصدر ورئيس وحدة الرعاية المركزة بمستشفي عين شمس‏,‏ نسبه نجاحها لاتتجاوز‏5%,‏ بينما العلاج الجديد له قدرة عالية علي الاتحاد مع مستقبلات النيكوتين بالمخ ويشعر المدخن بالارتياح بدون الشعور بالأعراض الانسحابية كالصداع والعصبية‏.‏

والدخان المنبعث من السيجارة جزءان جانبي وأساسي‏,‏ وفقا لما تقوله الدكتورة زينب رضوان أستاذة الأمراض الصدرية للأطفال بطب القاهرة‏,‏ الجزء الجانبي هو المنبعث من السيجارة‏,‏ ويمثل‏15%‏ من الدخان‏,‏ أما الجزء الأساسي فهو الذي يخرج من فم المدخن ويمثل‏85%‏ من الدخان‏,‏ والجزيئات المكونة للدخان منها الكبير ومنها دقيق الحجم‏,‏ والجزيئات الدقيقة التي يقل حجمها عن‏2.5‏ ميكرومتر هي التي تنفذ للجهاز التنفسي بسهولة‏,‏ وهي سبب أي أضرار تصيب الجهاز التنفسي‏,‏ وتلتصق جزيئات دخان السجائر علي الحوائط والأثاث والملابس والستائر والسجاجيد لمدة طويلة حتي بعد ايقاف التدخين بعدة اسابيع أو شهور‏.‏

أما عن النيكوتين‏,‏ وهو المكون الأساسي للسيجارة‏,‏ فهو مثير للجهاز التنفسي و يسبب أزمات الربو ويظهرها ويزيد من حدتها إلي جانب خطورته كمساعد علي ظهور سرطان الرئة‏,‏ والأضرار التي تصيب الجهاز التنفسي تحدث بنسبة أكبر في الأطفال لأن تنفسهم أسرع‏,‏ مما يسمح بمرور كمية دخان أكبر الي الرئة التي تكون أيضا غير مكتمله الحجم والوظيفة قبل سن‏3-6‏ سنوات‏,‏ والاخطار التي تصيب الجهاز التنفسي عند الاطفال من التدخين السلبي هي اظهار الربو الشعبي لمن عندهم استعداد وراثي للحساسية الصدرية ولزيادة شدة الحساسية الصدرية عند التعرض للتدخين السلبي الي جانب التهابات شعبية وربوية حادة وتزييق بالصدر والتهابات بالأذن الوسطي‏,‏ وتشير الأبحاث إلي أن الموت المفاجيء في حديثي الولادة من الممكن ان يكون من ضمن أسباب تدخين الأم‏,‏ ولايقتصر تأثير التدخين علي الأطفال بعد الولاده‏,‏ بل عليهم وهم أجنة في بطون امهاتهم‏,‏ فكل سيجارهةتدخنها الأم تقلل من وزن جنينها‏27‏ جم‏,‏ وعن أثر تدخين الأم الحامل علي وظائف الرئه للجنين وجد أن وظائف الرئ‏]‏ عند مواليد الأم المدخنة تكون أقل بكثير عنها في الأمهات غير المدخنات‏.‏