خبر بلعين: ابتكارات جديدة تنجح في إحراج الاحتلال أمام العالـم

الساعة 06:29 ص|09 مايو 2010

فلسطين اليوم-وكالات

مع انتهاء فعالية "الأرواح اللاجئة"، التي كانت عنواناً لمسيرة بلعين الأسبوعية لمناهضة جدار الفصل العنصري، يتباحث أهالي القرية حاليا في فكرة أخرى تكون عنواناً لفعالية الأسبوع المقبل.

وفي كل يوم جمعة عقب الصلاة، ينظم أهالي القرية مسيرة جماهيرية أسبوعية، للاحتجاج على بناء جدار الفصل العنصري، إلى أراضيهم المصادرة، في ظاهرة تبنتها السلطة الوطنية كوسيلة للمقاومة، ألا وهي المقاومة الشعبية السلمية.

ويعتقد القائمون على هذه الأنشطة بتحقيقها نتائج أفضل من أية وسيلة عنف أخرى.

وعن ذلك قال عضو اللجنة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري راتب أبو رحمة: "لقد جذبت لنا هذه المسيرات أعداداً كبيرة من المتضامنين الإسرائيليين والأجانب وسلطت الأضواء الإعلامية على ما نقوم به وما نتعرض له".

وأضاف: "لو كانت مسيراتنا لرشق الحجارة فإن أحداً لن يأتي إلى هنا، لا متضامنين ولا حتى وسائل إعلام، لكن مع ابتداع أشكال مقاومة سلمية جديدة في كل مرة فإن الجميع يريدون التعرف على هذه التجربة وإنجاحها".

وفكرة "أرواح لاجئة" تضمنت قيام ستة أشخاص يرتدون ثيابا سوداء يحملون نعشا يضم "أرواحا لاجئة" حضرت من مختلف المخيمات الفلسطينية خارج فلسطين ورفضت أن تدفن مع الأجساد في المخيمات، واختارت بلعين لتدفن فيها قبل أن تصعد إلى السماء.

وما إن باشر المشاركون في مسيرة "الأرواح اللاجئة" بتوجههم نحو جدار الفصل العنصري، حتى عادت الحياة إلى تلك الأرواح ليخرج أحدها من النعش الذي يتقدم المسيرة، ويقوم بإلقاء الحصى والتراب على المشاركين، ويخبرهم أن المقاومة الشعبية هي السبيل لتحرير فلسطين، وإعادة اللاجئين الذين خرجوا من ديارهم قبل 62 عاما.

هذه الأرواح عادت إلى بلعين في الذكرى الثانية والستين للنكبة، قال أبو رحمة، لتؤكد أن حق العودة مقدس، وأن المقاومة الشعبية التي تبنتها القيادة الفلسطينية هي السبيل لتحرير فلسطين من الاحتلال وإعادة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها.

وتابع أبو رحمة، أن بلعين نجحت من خلال هذه الأفكار المبدعة بلفت الأنظار إلى القرية التي تعاني من جدار الفصل العنصري، ونجحت في إحراج الاحتلال أمام العالم، خصوصا في ظل القمع الذي يتعرض له المتضامنون الأجانب الذين تواجدوا في القرية على مدار السنوات الست الماضية.

وقال أبو رحمة إنه جرى في السابق الخروج بأفكار إبداعية أذهلت الاحتلال وأحرجته دوليا، منها الخروج في مسيرات للأطفال وحدهم، واستخدام طرق يفهمها العالم في إظهار بشاعة الاحتلال، مثل تقليد الفيلم الشهير "افتار" في بلعين، وتقليد التجربة الهندية في النضال.

وكانت فعالية ربط الأشخاص بأشجار الزيتون أبرز الفعاليات التي شهدتها القرية على مدار السنوات الماضية، لأنها عبرت عن التصاق الإنسان بأرضه وأشجاره ودفاعه عنها مهما كلفه الأمر، كما كانت فعالية الـمشانق التي أقامها الاحتلال للفلسطيني بالموازاة مع مشنقة أخرى تجسد المشانق التي أقامها النازيون لليهود في محاولة للمساواة بين الجريمتين من الفعاليات التي لفتت أنظار العالم أيضا.

ويعزل الجدار حوالي 2500 دونم من أراضي القرية ويحصرها داخل حوض صغير باتت معه غير قابلة للتوسع المستقبلي.

ولتميزها، بدأت تجربة أهالي بلعين تمتد إلى باقي المناطق المهددة بالمصادرة والجدار والاستيطان، ولم تعد بلعين وحدها في مواجهة جدار الفصل العنصري كما بدأت، بل انضمت إليها قرى كثيرة في مختلف أرجاء الضفة الغربية، مثل المعصرة، وجيوس، والولجة، ونعلين والنبي صالح، وغيرها، ولما يعد الأمر حكراً على الضفة الغربية، بل امتد ليشمل قطاع غزة الذي انطلقت فيه مؤخرا مسيرات منددة ببناء جدار على الحدود الشرقية للقطاع.