خبر الجامعيون بغزة يلجأون للعمل في حفر الأنفاق رغم المخاطر

الساعة 05:28 ص|09 مايو 2010

الجامعيون بغزة يلجأون للعمل في حفر الأنفاق رغم المخاطر

فلسطين اليوم-غزة

يتردد رامز شيخي، 29 عاما، الذي يقطن في مخيم المغازي في طرق باب جاره أحمد الموظف في وزارة التعليم للسؤال مجددا عن موعد إعلان النتائج لمسابقة التوظيف التي أجرتها وزارة التعليم أخيرا لاختيار مدرسين جدد.

فبعد أن فشل في الأعوام الأربعة الماضية، ينتظر رامز الحاصل على البكالوريوس في التربية، للمرة الخامسة ظهور النتائج ويحدوه الأمل في أن تحمل هذه المرة بشرى تضع حدا لبطالته والأوضاع المادية البائسة التي يعيشها مع عائلته المكونة من أربعة أفراد.

وقال رامز لـ صحيفة«الشرق الأوسط» إنه أعد نفسه «لامتحان التوظيف كما لو أنني أعددت نفسي لاختبار الحياة أو الموت.. الأيام تمر والأوضاع تزداد سوءا». ورامز هو واحد من آلاف الخريجين الذين ينضمون سنويا لجيش البطالة في قطاع غزة، مع تقلص، إلى حد كبير، قدرة المؤسسات الرسمية والخاصة على استيعاب هؤلاء الخريجين بفعل قلة الموارد واشتداد وطأة الحصار.

وفي بعض الأحيان يستيقظ جيران علاء، 26 عاما، وهو يطرق باب منزل العائلة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة في ساعة متأخرة من الليل بعد يوم آخر من العمل الشاق والمحفوف بالمخاطر، في أحد الأنفاق التي يتم عبرها تهريب البضائع من مصر إلى قطاع غزة.

وقال علاء، الذي طلب عدم ذكر اسمه الكامل، الحاصل على البكالوريوس في العلوم الاجتماعية، وذو البنية الجسمية القوية لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم يجد مفرا من العمل في هذا المجال الشاق والخطير لأنه لم يعثر على عمل، في الوقت الذي يعول فيه عائلة مكونة من والدين مريضين وستة إخوة.

وأضاف: «الخيار الوحيد أمامي كان العمل في الأنفاق أو أن أتحول مع عائلتي إلى متسولين، فاخترت عن طيب نفس العمل في هذا المجال الذي يتوجب على كل من يمارسه أن يدرك أنه معرض للموت في كل لحظة».

وفي بعض الأحيان يضطر خريجو الجامعات للعمل في التنظيف ضمن برامج تشغيل مؤقتة تمولها الأمم المتحدة وتشرف عليها المجالس المحلية في القطاع.

وتتيح هذه البرامج للخريج العمل عدة أشهر في مجال تنظيف الشوارع. ولكن أزمة بطالة الخريجين لم تردع أبا مثل حسن القنادي، 54 عاما، الموظف في إحدى الدوائر الحكومية، من إدخال أولاده الأربعة جامعات غزة، وهو يدرك حجم المخاطرة التي ينطوي عليها الاستثمار في هذا التعليم. ويستعين القنادي بشقيقه الذي يعمل في إحدى الدول الخليجية لتغطية نفقات تعليم أبنائه فضلا عن أن ثلاثة منهم يحصلون على منح جامعية لتفوقهم ولكنها غير كافية لتغطية النفقات.

وقال حسن لـ«الشرق الأوسط»: «أدرك حجم المخاطرة في ظل البطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية، لكن ما العمل؟ هل يعقل أن أطلب من أبنائي المتفوقين الجلوس في البيت لمجرد أن هناك شكوكا حول فرص العمل في المستقبل، هذا أمر لا يعقل بالتأكيد».

ويوجد في قطاع غزة سبع مؤسسات أكاديمية تمنح لقب البكالوريوس في كثير من المجالات، من دون أن يتم ربط عملية تنسيب الطلاب للتخصصات الأكاديمية وفق العرض والطلب في السوق، وهو ما جعل الأغلبية الساحقة من الطلاب تجد نفسها في الشارع بعد تخرجها. من جانبها، أوضحت الحكومة بغزة، أنها بصدد توظيف 2000 خريج جامعي ممن مارسوا التدريس كمدرسين مساندين في أعقاب استنكاف آلاف المدرسين عن العمل قبل ثلاثة أعوام في أعقاب سيطرة حركة حماس على القطاع.

وقال محمد المدهون رئيس ديوان الموظفين إن الديوان وظف خلال السنوات الثلاث الماضية، 8 آلاف شخص في مختلف الوزارات.