خبر تركيا تسحب البساط من تحت أقدام الأنظمة العربية

الساعة 02:47 م|08 مايو 2010

تركيا تسحب البساط من تحت أقدام الأنظمة العربية

فلسطين اليوم: وكالات

مع تنامي الحضور السياسي التركي في منطقة الشرق الأوسط من الوساطة بين إسرائيل وسوريا إلى عرض الوساطة بين الغرب وإيران، حذرت تقارير دولية من تداعيات هذا الحضور على دور أنظمة الحكم العربية وبخاصة ما تعرف بدول محور الاعتدال وفى مقدمتها مصر والسعودية.

 

فمجموعة الأزمات الدولية ترى في تقريرها أن اللهجة الحادة التي سادت العلاقات التركية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة قد زادت من شعبية القادة الأتراك بشكل غير مسبوق لدى شعوب منطقة الشرق الأوسط، بينما انتاب حكومات المنطقة قلق من تأثير الخطاب التركي العاطفي ضد إسرائيل على شعوبها، أو من المطالب الضمنية لتركيا بتمثيل العالم الإسلامي بأسره.

 

ليس هذا فحسب بل إن مجلة فورين أفيرز الأمريكية ترى أن الدور التركي المتزايد في منطقة الشرق الأوسط لا يجب أن يثير قلق القوى الغربية.

 

فالمجلة الأمريكية ترى أنه على الغرب الترحيب بسياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بما في ذلك تحركاته في العالمين العربي والإسلامي لأن تركيا بما تتمتع به من احترام وثقة يمكنها أن تلعب دور الوسيط على سبيل المثال بين إيران والغرب، إسرائيل وفلسطين، إسرائيل وسوريا».

 

في المقابل فإن الحكومات العربية مع علمها بضعفها الجمعي، رحبت في البداية بالحضور التركي كدولة لها ثقل في مواجهة إيران وإسرائيل، ولكن أصبحت لا تشعر بالارتياح بعد خطاب رئيس الوزراء التركي المعادى لإسرائيل حيث بدا أنه يسحب البساط من تحت أنظمتها على حد وصف تقرير مجموعة الأزمات الدولية عن الحضور التركي في الشرق الأوسط.

 

وفى هذا الصدد يقول الدكتور محمد نور الدين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في بيروت إن «الدور التركي في منطقة الشرق الأوسط يمثل قلقا لدى الأنظمة العربية التي توصف بالمعتدلة، فالخطاب السياسي التركي تجاه قضايا الشرق الأوسط كلها من غزة وحماس إلى القدس والبرنامج النووي الإيراني والعلاقات مع سوريا تتعارض مع مجمل خطاب دول «الاعتدال العربي»، وهو الأمر الذي يشكل عقبة أمام إمكانية إيجاد طريق ممهد أمام هذا الدور».

 

وعلى الصعيد الشعبي يرى نور الدين «إن الخطاب الجديد لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ينسجم مع تطلعات الشارع العربي ومزاجه السياسي، فتركيا عارضت الغزو الأمريكي للعراق وصيغة تقسيمه إلى فيدراليات وكانت المحامى شبه الوحيد عن حركة المقاومة في غزة وهى الأكثر انتقادا لممارسة إسرائيل في الأراضي المحتلة، وهو الأمر الذي أسفر عن أن يلقى الخطاب التركي صدى كبيرا جدا لدى الشارع العربي المثخن بالهزائم والانكسارات».